أكدت الأيام الماضية فشل غالبية الهلاليين بمختلف شرائحهم في التعاطي مع التأهل للمباراة النهائية لدوري ابطال آسيا حيث غابت لغة العقلانية، وابجديات المنطق في التعبير عن واقع الحال، وهو ان الفريق لم يقطع إلا نصف تذكرة للصعود لمنصة التتويج للقب القاري؛ بينما التعاطي كشف لنا ان الهلال قد حقق اللقب الآسيوي وطار إلى المغرب وتجاوز الفريق المكسيكي وينتظر مواجهة أبطال العالم ريال مدريد. رسوب الهلاليين في اختبار التأهل للمباراة النهائية لم يستثن احداً بدءا من الرئيس الذي غرد في "تويتر" طار بها الركبان حينما رأى كؤوساً قد اينعت وحان قطافها فكانت تغريدة في نظر الهلاليين بمثابة جسر العبور الى المنصة لتسلم الكأس وان المسألة لا تعد سوى مسألة وقت. كرة القدم علمتنا في مثل هذه المنافسات انها مفتوحة على كل الاحتمالات خصوصا عندما يكون الخصم كسدني الاسترالي الفريق الحديث عهد الذي تخطى الخصوم وحقق ما عجز عنه الآخرون الذي يضم في صفوفه أكثر من خمسة لاعبين دوليين شاركوا في نهائيات كأس العالم الاخيرة في البرازيل، وهنا تأتي الأفضلية للفريق المغمور في نظر كثير من الهلاليين الذين فات عليهم ان الكرة عطاء واحتراف وتكتيك عال، وهذا ما يمتلكه اللاعب الاسترالي بتطبيقه للاحتراف داخل الملعب وخارجه حتى وصلت الكرة الاسترالية إلى ما وصلت إليه حاليا في تصنيفها الدولي ومشاركاتها الدائمة في كأس العالم، وحضورها القوي على مستوى القارة الآسيوية. كان على الهلاليين وعلى رأسهم رئيسهم تأجيل الاحتفالات ووضع مسألة الخسارة في الحسبان وهي ان حدثت، وهذا وارد في كرة القدم تتطلب جهازا اداريا ينتشل الفريق من الخسارة، وهنا سيكون المكسب من خسارة الهلال للقب لا سمح الله التي لن تكون نهاية المطاف فكل فريق معرض للخسارة، وكم من فريق كان الأفضل عناصريا وخبرة والترشيحات في مصلحته في النهائيات ويخسر، فكرة القدم فوز وخسارة ووضع احتمال الخسارة في مثل هذه المواقف سيضيع الفرصة على الشامتين والحاقدين والمتندرين الذين بدأت سمومهم توجه نحو ممثل الوطن في هذا العرس الآسيوي الكبير. انا لست مثبطا ولكنني ادعو إلى استحضار العقل والمنطق في التأمل في مثل هذه المواجهات وانا لا اتحدث عن اولسان الكوري ولا ذوب اهان الايراني الذي بدد احلام الهلاليين في غمضة عين في سنوات مضت، ويكفيني فقط بأم صلال القطري الذي كان احد أضعف الفرق الآسيوية ومع ذلك اخرج الهلال على ارضه والعاقل خصيم نفسه ياهلاليون.