أيها الوقت، تقدم، تراجع، لا فرق.. فالموسيقى، وحدها، مدار الأرض.. ظلي الموسيقى، وروحي شمسها، فمن أيّ قمرٍ، ستبزغ المجرات؟ يا أيها القلق، دعْ ثلجك في النار، ونارك، في الثلج... وابدأ، بانصهاراتي، فلا الوقت يكفي احتمالاتي، ولا أنت، تكفي قصيدتي.. أيها الوقت استدر، ليس، إلى أيّ اتجاه، واحذرْ من غروب يشرق الآن، وتزنّرْ بشروق لا يغرب أبداً.. لعلّ أشجاري الغائبات، تهبُكَ.. ما تُذهب به عقولَ الأبجديات.. وارحل، لتكتشف، كيف الموسيقى، تترسّب في براءة السنابل، والورود، وتناغي الفضاء.. أيها الشعرُ، لا.. تتمهّلْ.. فلمْ يبقَ من رميمي سوى حزمة قصائد، ومعانٍ من قوس قزح، وقبورٍ، مَنْ يدخلها يعود حياً.. أيتها القيامة، لا تنتظري الجحيم، وافتحي الفردوس، ولتنطلق رائحة الأبدية المعشبة بالوجوه والأسئلة، بالجماجم والإيماءات.. يا الله، يا الله، يا الله، كم على قلبي، أن يطوف، يتطوّف، ليلتقي بروحي، ويكونَ الرَّوْحَ والرياحَ والرياحين؟ لتنطلقْ رائحةُ الأبدية، وليسترجعَ الزمان عقاربَ النسيان.. ولتبدأ أولُ علامة موسيقية.. ولتنطلقْ رموزي، كما الخيول في مراعي الأزلية.. لستُ سوى مدار من موسيقى، ورائحة مختلفة للأبدية.. أيتها القبورُ، أعيدي إلى الرميم أعشابه، وإلى الأشجار، تلك الغابات.. هل صادفتِ ما احترقَ من المعزوفات؟ ذاك الرماد الأخضرُ، ليس سوى نبضاتي.. وتلك النار المذابةُ في الثلج، ليست سوى شروقي.. هل سأصادفني خارج هذه الاشتعالات؟