مصر وادعة بالرحمة غنية بالحب و”فيها حاجة حلوة”. كل شيء في القاهرة أخّاذ. يشدني الحنين إلى سنوات الجامعة بحلاوتها. اهتزت شجرة الماضي فتساقطت علي الذكريات، تموج أمامي صورة الأصحاب بوجوههم المبتسمة دائما رغم عذابات الأيام ووجع الليالي، أتأمل النيل الساحر الذي أعشقه أمام عيني يمتد في كتلة سيابة مضيئة تعكس مياهه المطاعم العائمة، ألمح دار الأوبرا وموسيقى عربية تنساب إلى أذني، يلوح برج القاهرة كزهرة لوتس رشيقة، أشم رائحة شواء الذرة، أسمع صوت الحنطور؛ أشعر بنشوة تغازل كياني، هذا العشق المتوقد لمصر لا يمحوه الزحام ولا الفوضى. هم سحقوها، هدموا الإنسان البسيط؛ فصارت المدينة غريبة على أهلها. لقد حرموها زمنها وحرمونا خيرها الذي ملأ أرضها وسماها، وحرموها جدائل الشمس التي توقظ الأجفان النائمة بأمان كل صباح. جالت بذاكرتي قصائد وأغانٍ تمجد مصر، “مصر التي في خاطري” خرجت الأغنية من أعماقي من كمين روحي وانطلقت الآهة: أيتها الأغاني المخنوقة داخل الحناجر انطلقي واعصفي. اكسري جرح كل المصريين وكل من أحب مصر. تتمدد الوحدة ثم تتشعب وتتسع كأذرع جبارة تضيق الحصارعلى قلبي. ما ذنبي أنني أحببتك يا ذات الوجه الزاهي بسمرته؟ يا صاحبة النجوم والنور، يا قصيدة عشق أبدية.يا من عشقت فيك مصرك القديمة ومصرك الجديدة. يا من أدمنت حكاياتك المكتوبة على جدار القلب. سنجتمع ونحتفل وستكون ليلتنا عيدا، سأعود لك وستستقبليني بابتسامة قائلة: حمدالله على السلامة، سأرد عليك: لا شيء يهم ياسيدة المدن مادمت في النهاية قد انتصرت وكسبت المعركة رغم الضغوط ورغم الإعصارات، وليذهب يا حبيبتي من جرحك إلى الجحيم. قال رامي: مصر التي في خاطري وفي فمي أحبها من كل روحي ودمي ياليت كل مؤمن بحبها يحبها مثلي أنا