(1) هبوب خاطف سأل الوقت عني الدهر، فأجابت الغيبيات: شعر يمشي على قدمين.. وهبّتء إليّ.. هببتُ إليّ.. (2) حيرة سرمدية الوقت حائر بوقتي.. أصهر نصف الغسق ونصف الشفق، فيبدو ظلي هديراً .. ويبدو الكلام في تنور الهدوء صافياً مثل رحيل سرمدي.. منذ متى رموزي تتشجّر؟ أشجاري، تتوالد هيولى؟ هيولاي، تتجافى عن هيولاي صوراً ولا تستقر صوراً؟ (3) تكهنات مقبرة سؤالٌ وحيد على غيمة ليست وحيدة.. وأنا، في وحدتي الكثيفة، أباغتُ وحدتي.. يشبهني الرمز العصيُّ.. تشبهني نملة تكسّرتء قدمها اليسرى، أو.. فراشة مازالت تسعى لمزيد من الأجنحة اللامرئية.. وعلى الدرج العنيف للحظة، سقطتء ريحي.. هناك، ماءٌ قديم يتجول تحت "الرصافة".. حجرٌ كريستاليٌّ يشرق منه النداء، وخشوع نسيه "هشام بن عبد الملك".. وهناك، شيطان يتربّص باحتمالاتي.. ملائكة تهرع إليّ.. فيهوي المكان.. ويتدحرج شجر لاموجود مثلي.. ستذكر الأزمنة كيف ظلَّ ظلي في الأعالي، وتعاشبتء أوقات رميمي.. كفنٌ آخرُ للدهر.. قيامة أخرى لروحي.. وموسيقى غائبة تبزغ بين الصخور... هل كنتُ هناك، أمء..، عيونهم أطلقتء؟ هل هو السؤال يقفز من لوحة الحمّى، أم هي المعاني تعزف على القصب؟ وبكيتُ.. وبكتء معي الزلازل.. لم يصبح ألمي أشرعة.. لم تستجب صورة العبور.. ولم تحضر اللغة لتضمّد صراخي.. مئذنة قيد التكبير.. وعزلة قيد الغياب.. ومرجان يوقظ حواس بحار كانت هنا.. وقتٌ آخرُ على الوقت.. ورموزي حائرة بي: هل تجذبني على غفلة، أم تدسّني في الغفلة؟ سأشعل العاصفة بالصمت.. المسافات ، بالهجرة.. والرؤيا، بالذي لن تبصره الرؤيا.. مكسورة حواف المطر.. باذخة حرائق الجوانيات.. لا الصيف يفكُّ الثلوج عن رعشتي... لا الخريف يمتطي المراكب.. والشتاء، كلَّ سماء، يحبل بتكهناتي.. عرافة الأساطير مازلتُ.. ومازال اللمعان بوصلة جنوني.. كفن آخر للوقت، أو للعاصفة... قيامتي قصيدة لا تنتهي.. واللحن، مازال يتفلّتُ من تلك الحجارة.. لعله يريد أن يكون أغصاني.. لعلني أريد أن أكون... طيورٌ لم تعد من البحيرة، توشوش حلمي.. رائحة مصابة بالنشوى، تختلس الزمان.. أمحو ما يكتبني.. أمحو ما يمحوني.. ألملم الشظايا.. وأعود إلى التلاشي.. أتلاشى في قصيدة لا تسألني: كيف..، ومتى..، ولماذا؟ أتلاشى.. والأثر يتلاشى.. والوقت الحائر بوقتي الحائر بي يتلاشى.. ثمَّ..، من أين أطلع؟ هل من أقصى حرف للحيرة؟ أم من أول دوامة للضياع؟ وتناثرتُ..... من سيجمع رميمي إلاهُ؟ ومن سيسأل السؤالَ عن تحولاتي؟ ذاتَ تكوين، حملتني النجوم.. ذاتَ بصيرة، أنجبني الحدسُ للحدس.. مناغاتي ترسم الغيب.. والغيبُ، إلى ما بعد الغيب، ينثرني.. كيف أتلافى انجرافي؟ وكيف سأوقظ الوقت من حيرته القمرية؟ لم تزل في المعنى ثمالة شطحة.. ولم أزل في الثمالة حشوداً لا تُرى.. يا أيها الغائر في القصيدة، خذني من الأكفان عشباً مسحوراً، رعود أسئلة، وإشارات شمسية.. واتركني في النار أثراً معتّقاً للهب.. هل تتركني؟ هل إلايَ يحترق؟ من سيجمع رميمي إلاهُ؟ ومن إلاهُ، سينثرني نيراناً، مياهاً، وموسيقى؟ @@@ ملحق شعري: (أ) لم تعد الجاذبية إلى الأرض.. طارت كلماتي إلى الشمس.. غسلت النورَ بالرموز، القلوبَ، بالعشق.. وكالجاذبية، لم تعد إلى الأرض... (ب) أمطرَ أيلولُ رفاتي.. أغصانُ الحمّى ستفقد المزيد من أوراقنا.. الطين يتسلق الرعدَ ليصل إلى جراحي، أو.. ربما.. لن يصل! وصلت الموسيقى إلى الموتى.. بعد ركعتين للبصيرة، ستحمل القصيدة أرواحنا، وتختفي... (ج) سحابة مسحورة تعبر الغياب.. الألم فراشاتٌ لا تموت.. والوقتُ، لا حارٌّ، ولا باردٌ، يتسلل المعاني.. لم يضع مني أيُّ احتمال.. ولمء يتوقعني أيُّ احتمال.. وغادرتُ جسدي.. بروق أخَرٌ، والرمال تتفتح حكايات لمحيط كان هنا.. الموج، كما لم يكن، يزفُّ الجليد.. الجليد، كما سيكون، يختلط بالمُهءل.. السماء تغادر إلى جسدي.. إذن، ما الذي ترسّب في اللاهنا، واللا هناك؟ @@@ [email protected] [email protected]