غياب الأهلي الطويل عن تحقيق بطولة الدوري والذي امتد لأكثر من 30 عاماً أثار علامات التعجب لدى نقاد كرة القدم وعشاق المستديرة المحايدين، كما أثار علامات الغضب لدى عشاقه المجانين والمتيمين بحب هذا الكيان الكبير. هذا الأمر الغريب طرحه الكثير من المحللين داخل البيت الأهلاوي وخارجه وأشبعوه طرحاً وتباينت الآراء في هذا الموضوع، فكل كان له وجهة نظر بحسب قراءاته للأحداث ومعرفته ببعض التفاصيل إلا أن المشجع الأهلاوي لا يلقي لهذه التأويلات بالاً فهو بحاجة ماسة أن يرى فريقه ينافس على لقب الدوري ويظفر ببطولته كما يحدث في الفرق المنافسة الهلال والاتحاد والشباب والنصر والتي تبادلت الأدوار في تحقيق بطولة الدوري كان آخرها النصر والذي عاد لتحقيق اللقب الموسم الفائت بعد غياب طويل. جماهير الأهلي تمني النفس قبل بداية كل موسم بعمل إداري متميز يفرز لها فريقاً يستطيع تحقيق الأمل ولكنها تصطدم مع تصرم المنافسات وارتفاع حدتها بابتعاد فريقها واقتناعه بالمركز الثالث أو الرابع وهو المركز الذي لا يمكن أن تقبله تلك الجماهير التي صبرت طويلاً ولم يعد لصبرها حد. الأهلي هذا الموسم ظهر بصورة مختلفة فالعمل الإداري كان جميلاً بكافة تفاصيله اذ الاستقطابات المحلية الجيدة كصالح العمري، والمقهوي، والمؤشر، وكردي، وغيرهم فضلاً عن الخيارات الأجنبية المتميزة كعمر السومة بقيادة فنية من الخبير السويسري كروس وهي توليفة جعلت الأهلي يقدم نفسه بصورة متميزة في الأسابيع الماضية على الرغم من تعثره بالتعادل في ثلاث مواجهات أمام الهلال والشباب بنتيجة صفر-صفر، ونجران بنتيجة 1-1، وهو الأمر الذي أفقده عددا وافرا من النقاط قد تكلفه الكثير في سباق المنافسة، ونجزم القول بأن جماهير الأهلي باتت أكثر نضجاً وأضحت على ثقة كاملة بفريقها بأن لديه ما يقدمه هذا الموسم فكل المعطيات تشير إلى ذلك ولعل الانتصارات الأخيرة التي تحققت ودفعته للمرتبة الخامسة واعتلاء مهاجمه السوري عمر السومة قائمة الهدافين فضلاً عن الاستقطابات الجديدة وهي الأسباني داني صانع الألعاب البارز والمصري عبدالشافي الظهير المثالي تشكل إضافة فنية عالية وتزيده قوة أخرى، كل ذلك يعطي مؤشراً بأن الأهلي سيكون له كلمة قوية هذا الموسم ربما تعيده للقب الغائب عن خزانته بعد غياب طويل، ويفعل كما فعل النصر الموسم الماضي. البوادر تشير إلى أن الأهلي هذا الموسم لديه الكثير ليقدمه وقد أظهر ذلك أو شيئاً منه في الأسابيع الأولى بمقدرته العالية على حسم المباريات وقوته الفنية داخل المستطيل الأخضر وستكون الأسابيع المقبلة حافلة بالمزيد من العطاء الأهلاوي الذي سيجعله في مقدمة المنافسين وربما يعود لبطولة الدوري بعد غياب طويل.