ما ان يطل موسم صرام التمور في واحة الأحساء الذي يمتد من شهر أغسطس حتى نهاية شهر سبتمبر حتى تظهر معه أشكال متعددة من التجارة، ومن ذلك تجارة كراتين الموز الفارغة التي حلت منذ أكثر من عقد من الزمان مكان (المرحلة) المصنوعة من جريد النخل والتي كان يعبأ فيها التمر. ومع بروز هذه التجارة برز معها أشخاص كُثر يمارسونها موسمياً، فيما البعض يعد لها طوال عامه من خلال اتفاقات يبرمها مع تجار وباعة الفاكهة يتبادلون فيها المنفعة يضمن معها الحصول على كراتين الموز بأسعار مخفضة ويخزنها حتى موسم الصرام. شيخ سوق التمور بالأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي بين ل "الرياض" أن الأحساء تنتج سنوياً 120 ألف طن من التمور (500 ألف منْ)، مايعني أنها بحاجة إلى 4.8 (أربعة ملايين وثمان مئة ألف) كرتون سنوياً، وقدر قيمة هذا العدد من الكراتين بقيمة إجمالية 16.6 (ست عشر مليونا وست مئة ألف) ريال سنوياً، مستدركاً أن البعض يعيد استخدام الكرتون لأكثر من عام وعليه فإن العدد ينخفض بنسبة 60%، وفي هذا الصدد يشير الحليبي إلى أن استخدام الكرتون أكثر من مرة أمر غير جيد كونه يتسبب في نقل الإصابة الحشرية من التمور المصابة إلى الأخرى السليمة. وفي ذات السياق بين المهندس عبدالله العرفج وكيل أمانة الأحساء إلى أن الأمانة وزعت مجاناً هذا العام مائتي ألف كرتون مصنع خصيصاً لهذا الغرض، وبعد ذلك وفرت الكراتين بقيمة بريالين كقيمة مخفضة، دعماً منها للمزارعين وللمساعدة على تنظيم عمليات تعبئة وبيع التمور ومنعاً للتلاعب، ولكي لا يقع الفلاح فريسة لباعة كراتين الموز التي يبيعونها ب 4 ريالات. تجارة الكراتين "هذا النوع من التجارة الجديدة" بدأها أبناء الوطن، لكنهم سرعان ما ابتعدوا عنها تدريجياً حتى باتت تحت سطوة المقيمين، وخلال جولتك في واحة الأحساء فستلحظ وجود مواقع متعددة بين المزارع تضم كميات كبيرة من الكراتين معروضة للبيع، ولا يخفي خالد سعيد (مقيم عربي) من أن تجارة كراتين الموز مربحة جداً بالنسبة لهم، فالكرتون الواحد يشترونه ب 1.5 ريال، فيما يبيعونه في موسم الصرام ب 4 ريالات، مضيفاً أنهم يبيعون في اليوم الواحد خلال الموسم نحو 350 - 400 كرتون (1600 ريال لليوم الواحد). تمور معروضة في مزاد معبأة في كراتين الموز