ان الأورام الليفية في الرحم (ألياف الرحم) هي أكثر الأورام شيوعا في الرحم والحوض لدى المرأة أثناء فترة الحيض. تظهر هذه الأورام في نسبة 30 إلى 50 % من السيدات البالغات وحتى انقطاع الطمث ولكن نادرا ما تظهر قبل سن العشرين لدى الفتيات. هذه الأورام حميدة وليست سرطانية وتبدأ النمو في جدار الرحم حيث تتكون من خلايا عضلية عادية مثلها مثل الخلايا العضلية المكونة لجدار الرحم ولكنها تنمو بشكل غير منظم وفي تجمعات مُحاطة بطبقة سميكة من الألياف ولذلك تسمى بأورام ليفية. وعادة يتم تشخيص واكتشاف أورام الرحم الليفية (الياف الرحم) عن طريق: - الكشف الطبي: وذلك عادة عند الفحص الروتيني أو عندما تعاني المريضة من وجود أعراض مرضية وتذهب للطبيب للاستشارة. - الكشف بالأشعة: وذلك إما عن طريق الموجات فوق الصوتية على البطن والحوض: يقوم الطبيب بتحريك مجس جهاز السونار فوق البطن أو إدخال المجس داخل المهبل للحصول على صورة للرحم والمشاكل او الأورام الليفية التى تظهر بالداخل. أو حديثا عن طريق الرنين المغناطيسي وهو أدق وأفضل وسيلة حاليا في تشخيص الأورام الليفية وكذلك الأفضل في تحديد مكانها وعددها وحجمها بدقة عالية جدا. - الأشعة بالصبغة على الرحم والمبايض: يستخدم فيها صبغة لإظهار التجويف الرحمي وأنابيب فالوب على صورة فيلم باستخدام أشعة إكس - في بعض الأحيان يتم اللجوء للكشف بالمنظار الرحمي: يقوم الطبيب بإدخال منظار مضاء صغير يسمى المنظار الرحمي من خلال عنق الرحم إلى داخل الرحم. يقوم الأنبوب بإطلاق ونشر سائل لتمديد الرحم مما يسمح بفحص جدار الرحم وفتحات أنابيب فالوب. يوجد حاليا العديد من الطرق لعلاج الأورام الليفية في الرحم (الياف الرحم) أكثرها استخداما هي العلاج الدوائي والهرمونات، قسطرة الرحم والعلاج الجراحي من خلال جراحة استئصال الرحم أو عملية إزالة الورم الليفي. كل طريقة علاجية لها مميزاتها وعيوبها والاختيار يتم بعد تقييم نسبة نجاح كل وسيلة علاجية في مقابل المشاكل ونسبة وخطورة المضاعفات المتوقعة لكل منها. أيضا يجب وضع الرغبة في الحمل والإنجاب وكذلك حجم الورم ومكانه في اختيار الوسيلة المناسبة للعلاج. أماكن الورم الليفي يجب احترام نفسية المرأة وحقها في الاحتفاظ بالرحم عند التفكير في علاج الأورام الليفية وعدم إهمال هذه النقطة الهامة أو اتخاذ القرار السهل للجراح بالاستئصال خاصة مع عدم علم الكثير من السيدات بالطرق الحديثة في العلاج. يوجد العديد من الأدوية الهرمونية المتداولة لعلاج أعراض ألياف الرحم وتشمل أقراص منع الحمل التي تعمل على تنظيم الهرمونات الأنثوية والتحكم في عدد أيام الدورة الشهرية ولكن لا تقلل من كمية النزيف. - يوجد ايضا أدوية أخرى مثل تازولاديكس واللوبرن أو الديكابيبتيل تحدث حالة انقطاع موقت للطمث لدى السيدة وتختفي معها الدورة الشهرية طوال فترة نزيف الأورام الليفي ويصاحب هذا حدوث بعض الضمور في حجم الأورام الليفية. ولكن للأسف لا يمكن الاستمرار على هذه الأدوية لفترات طويلة فبالإضافة لغلو ثمنها بصورة ملحوظة فهي تؤدي لأعراض جانبية مشابهة لفترة انقطاع الطمث وحدوث هشاشة بالعظام. فور التوقف عن أخذ هذه الأدوية سرعان ما تعود الأعراض مرة أخرى وفي بعض الأحيان بصورة أسوأ من ذي قبل. - يمكن فقط استخدام العلاج الدوائي لوقف الدورة لفترة موقتة لمساعدة المريض في تعويض الدم المفقود وتحسين حالات الأنيميا مثلا او للتحضير لعملية جراحية - الكثير من السيدات يلجأن للمسكنات أو الأدوية المضادة للالتهابات مثل البروفين أو الفولتارين وذلك للتغلب على ألم البطن والحوض التي عادة ما تزداد أثناء فترة الدورة الشهرية. - بعض الأدوية الأخرى التي تستخدم في علاج أعراض الأورام الليفية هي أدوية مثل الدافلون لتخفيف احتقان أوردة الحوض أو المسكنات التي تؤخذ في حالة الألم الشديد وأشهرها البروفين. بعض المريضات يستخدمن أدوية للحد من النزيف مثل الكابرون والسايكلو كابرون والدايسينون ولكنها غالبا ما تفقد فاعليتها في وقت ما ويخرج النزيف عن السيطرة. - كثير من المريضات يتناولن أقراص حديد تعويضية للحديد المفقود مع نزيف الدورة. طرق تشخيص الأورام الليفية تأثير الورم الليفي (الياف الرحم) على الحمل والإنجاب وتتم معالجة الاورام الليفية من الرحم باستئصال الاورام الليفية فقط مع المحافظة على الرحم ويمكن ان يحدث الحمل طبيعيا بعد ذلك وهذا ما يحدث في معظم الحالات التي اجريناها ولله الحمد اما اذا كانت المريضة كبيرة في السن قريبة من سن الخمسين او كانت لديها رغبة في عدم الانجاب وكانت الاورام كبيرة الحجم ومتعددة فانه من الافضل ازالة الرحم في مثل هذه الحالات. يكتشف من خلال الأشعة ومن الطرق الاخرى للعلاج قسطرة الرحم التداخلية انجح وسيلة علاج حديث للتخلص من مشاكل واعراض الأورام الليفية - الياف الرحم وذلك باستخدام الأشعة التداخلية. وقد بدأ استخدامها منذ 15 عاما في فرنسا ومنذ ذلك الوقت انتشرت واستخدمت في العالم كله نظرا لكفاءتها ونسب نجاحها المرتفعة في القضاء على مشاكل واعراض الأورام الليفية والقسطرة هي عبارة عن أنبوب بلاستيكي رفيع جداً يدخل من فتحة صغيرة لا تتعدى 2 ملي في شريان بأعلى الفخذ ويوجه عن طريق الأشعة التداخلية حتى يصل إلى الشريان المغذي للأورام الليفية في الرحم ومن خلال القسطرة تحقن حبيبات طبية دقيقة تغلق هذه الشرايين المغذية للألياف الرحمية فينقطع عنها الغذاء والأكسجين مما يؤدي لضمور اي ورم ليفي موجود واختفاء البعض احيانا ومن ثم علاج الأعراض وبالأخص نزيف وآلام الدورة الشهرية بدون جراحة في حوالى 90% من الحالات وهي نسبة نجاح طبية مرتفعة للغاية الموجات فوق الصوتية المركزة احدى الطرق الحديثة في العلاج غير الجراحي لأورام الرحم الليفية وتعتمد على استخدام الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي لتحديد مكان الأورام الليفية إضافة إلى جهاز اسمه إكسابليت 2000، الذي يقوم بتدميرها بواسطة موجات صوتية ذات ترددات عالية. هي طريقة جذابة للغاية ولا يوجد بها أي فتح جراحي أو تخدير ولكنها ليست متوافرة حتى الآن وتحتاج الجلسة الواحدة للورم الليفي المتوسط الحجم الى 3-4 ساعات بدون حركة على الجهاز وقد يحدث في بعض الأحيان بعض الحروق بالجلد ولكن أغلبها بسيط. يمكن أن تستخدم هذه الطريقة التداخلية في حال توافرها في وجود عدد قليل من الأورام الليفية ذات حجم صغير. تدمير بطانة الرحم ويتم ذلك عن طريق التأثير الحراري للماء المغلي لتدمير الغشاء المبطن لتجويف الرحم والطبقة الداخلية السطحية لعضلة الرحم فتحدث التصاقات بين الجدار الأمامي والخلفي فتنقطع أو تقل كمية دم الدورة الشهرية. يمكن استبدال الحرارة بالتبريد أو تقشير الغشاء المبطن للرحم بالكهرباء. كل هذه الطرق تتم تحت تأثير التخدير الكلي وتنجح في قطع الدورة الشهرية تماما أو تحسنها ولكن لا تعالج الأورام الليفية نفسها. وقد تعود الأعراض المرضية في نسبة غير قليلة من الحالات بالإضافة لاحتمال كبر حجم الأورام الليفية والانتهاء الى استئصال الرحم بالكامل. هذه الطريقة تعالج النزيف فقط ولا تعالج أي أعراض مرضية أخرى ولا تصلح لأي سيدة تريد الإنجاب حيث أنه تقضي تماما على فرصة حدوث حمل في حالة تدمير بطانة الرحم. العلاج الحراري بالليزر أو التبريد وهي إحدى الطرق غير المنتشرة لعلاج الأورام الليفية تعتمد على فتح البطن جراحيا تحت تأثير التخدير الكلي وقتل الورم عن طريق الحرارة أو الليزر أو التبريد ولكن لم تثبت فاعلية عالية وبالأخص في وجود أورام متوسطة او كبيرة الحجم أو وجود عدد كبير من الأورام. الكشف بالأشعة الأورام الليفية في الرحم هي أكثر الأورام شيوعا