كما تحدثنا الاسبوع الماضي فليست كل سيدة لديها أورام ليفية (الياف) فى الرحم تعانى من وجود مشاكل أوأعراض فهذه الأعراض المرضية تظهر فقط في 20 – 25 % من الحالات. يمكن ان يظهر لدى السيدة ورم ليفي واحد أومجموعة من الاورام في نفس الوقت وقد تظهر هذه الاورام في أماكن مختلفة بالرحم وبأحجام متفاوتة مما يؤدي لحدوث أعراض مختلفة من سيدة لأخرى وأيضا تقدم أوتزايد الأعراض لدى المريضة مع مرور الوقت. الأعراض والمشاكل التى تسببها اورام الرحم الليفية إما تكون بصورة مباشرة بسبب الورم فى حالة نموه باتجاه تجويف الرحم مما يؤثر بشكل مباشر على بطانة الرحم وبالتالى الدورة الشهرية أوفي أحيان أخرى من خلال كبر حجم الورم وضغطه على الأعضاء المجاورة مثل قناة فالوب المثانة أوالمستقيم أوأحد الأعصاب الموجودة بمنطقة الحوض. لذلك موقع الورم الليفي في الرحم، يُحدد في الغالب نوعية الأعراض التي ستظهر لدى المرأة : 1. اضطرابات فى كمية وميعاد الدورة الشهرية (الحيض/ الطمث) مثل حدوث نزيف شديد أثناء الدورة قد يؤدى إلى أنيميا بسبب تدني مستوى هيموغلوبين الدم (فقر دم) من النزف المستمر ويتبع ذلك هبوط فى المجهود ونهجان والدوخة والشعور بالصداع. 2. آلام أو ألم أسفل البطن أو الظهر ويزداد سوءا بالأخص فى فترة الدورة الشهرية. 3. تأخر الحمل أو تكرار حدوث إجهاض أثناء الحمل -- مشاكل الأورام الليفية مع الحمل . 4. تكرار ملحوظ في الرغبة في التبول أو الشعور بامتلاء المثانة حتى بعد إفراغها تماماً من البول ونادراً عدم القدرة على التبول. 5. إمساك وصعوبة فى التبرز وفي بعض الأحيان تؤدي لظهور البواسير. 6. كبر حجم البطن وزيادة في محيط الوسط 7. ألم أثناء العلاقة الجنسية (الجماع). 8. إحساس بالامتلاء بأسفل البطن «اكتشاف أورام ليفية أثناء الحمل يدخل القلق على العديد من السيدات ويعتبر مصدر إزعاج لما يمكن أن يحدث من مشكلات بسبب وجوده» تأثير الاورام الليفية على حدوث الحمل: أولا يجب التأكيد على أن نسبة كبيرة من السيدات لديهن أورام ليفية بدون حدوث أى مشاكل أو أعراض مرضية وبالتالي فتأثير الورم الليفي على فرصة حدوث الحمل نادر وكثيرا ما تم الحمل في وجود أورام ليفية لدى السيدة ولكن إذا أعاق الورم الليفي الحمل فعادة يكون للأسباب التالية: - تواجدها وإشغالها حيز تجويف الرحم بما يعوق عملية ثبات البويضة المخصبة أو الجنين. قد لا تكتشف إلا متأخرة - إغلاق الفتحات الخاصة بقنوات فالوب بما يعيق وصول الحيوانات المنوية للبويضة أو يعيق وصول البويضة لتجويف الرحم في حالة تخصيبها. - بعض الأورام الليفية ينمو بصورة كبيرة عند حدوث حمل نتيجة ارتفاع نسبة الهرمونات بالدم مما قد يزاحم الجنين في مكان نموه وفي بعض الأحيان يتسبب فى إجهاضه. تأثير الورم الليفي على الحمل: أغلب الأورام الليفية التى يتم اكتشافها بالصدفة أثناء الحمل لا تمثل مشكلة إلا فى حالات قليلة لا تتعدى 10-30% يمكن أن تحس بأعراض مرضية مثل آلام في البطن أو نزيف مهبلي بسيط. النزيف لا يؤثر عادة على الجنين إلا إذا زاد بكمية كبيرة. في أغلب الأحيان لا يتأثر الجنين ولكن تبقى دائما فرصة حدوث إجهاض أو ولادة مبكرة قائمة. الأورام الليفية قد تزيد من فرصة زيادة فرصة حدوث وضع خطأ للجنين أثناء الولادة وقد تعيق الولادة الطبيعية إذا ما سد الممر الطبيعي للولادة بالذات إذا كان مكانه في عنق الرحم وكل ما ذكر يحتاج بالطبع إلى التدخل الجراحي والولادة القيصرية. في بعض الأحيان يزداد حجم ومعدل نمو الورم الليفي أثناء الحمل لزيادة نسبة الهرمونات الأنثوية بالدم ولكن أيضا وبدون سبب معلوم قد يتقلص حجم هذه الأورام أثناء فترة الحمل في نسبة صغيرة من السيدات. كيف يتم علاج الأورام الليفية أثناء الحمل ؟ يمكن فقط علاج أعراضها مثل علاج الألم ببعض المسكنات والراحة بالسرير وعادة ما تنتهي الأعراض في فترة وجيزة ولكن قد تحتاج السيدة لعمل فحص بالموجات الصوتية لمتابعة نمو الورم ووضعه لمعرفة إمكانية تسببه في أي مشاكل فيما بعد. لابد من التأكيد على أنه لا يمكن التدخل في الأورام الليفية سواء بالقسطرة أو بالجراحة أثناء الحمل ولا بد من الانتظار حتى نهاية الحمل. استئصال الورم الليفي أثناء الولادة القيصرية يبدو منطقيا في بعض الأحيان ولكن يحمل خطورة أعلى بكثير لفرصة حدوث نزيف رحمي أثناء الجراحة بسبب تضخم الرحم وزيادة تدفق الدم وعدد الشرايين المغذية له أثناء الحمل والتي تحتاج لفترة لتعود للمعدلات الطبيعية بعد الولادة.