تستحوذ الصوالين الثقافية الأهلية على عدد كبير من رواد الأندية الأدبية من العلماء والأدباء والمثقفين وأصبحت معظم الأسماء اللامعة في مجال الفكر والأدب تتجه صوب هذه الصوالين بعدما هيئت لهم الأماكن المناسبة في المنازل والأماكن الخاصة التي برز من خلالها ما يدور في الوسط الثقافي من نشاط، وقد أسهمت بشكل كبير في عملية الحراك الثقافي وفي معالجة بعض القضايا الاجتماعية ومسائل الخلافات الطائفية بالإضافة إلى كونها تمثل جانباً مهماً من دور الأندية الأدبية. وفي هذا السياق أكد رئيس النادي الأدبي في حائل الأستاذ الدكتور نايف المهيلب أن العلاقة بين الأندية الأدبية والصوالين الثقافية هي علاقة تكاملية تفاعلية وتعتبر ظاهرة صحية. مشيراً إلى أن الفعل الثقافي والتنامي السكاني ومظاهر الإعلام الجديد تفرض أذرعة جديدة وقنوات متعددة للتواصل الثقافي ويأتي في مقدمتها الإيوانات الثقافية التي حققت إنجازات ثقافية وتواصلًا اجتماعياً بين كافة شرائح المجتمع، وشبه الدكتور المهيلب واقع العلاقة بين الأندية الأدبية والصالونات الثقافية بالعلاقة بين التعليم الحكومي والأهلي كونها تتسم بالعلاقة الودية التي تخلق بيئة تنافسية وصولا إلى الأهداف العليا، وطالب المهيلب بإيجاد عقد شراكة بين الصوالين الخاصة والأندية الأدبية تتمثل في عقد لقاءات ومشاورات دائمة ومتابعة الجديد وترتيب الأولويات، بالإضافة إلى إيجاد شروط ومعايير لفتح الصوالين يراعى فيها على الأقل الحد الأدنى من الضوابط التي توجه النشاط. واعتبر دحام العنزي "صاحب ديوان دحام العنزي الأدبي والثقافي في مدينة الرياض" أن الدواوين الثقافية رافدة للأندية الأدبية يتم فيها تبادل الآراء والنقاشات التي تهم المشهد الثقافي وتخدم الحركة التنويرية في المملكة. مشيراً إلى ديوان دحام العنزي الأدبي والثقافي ناقش في ندواته كثيرا من المواضيع الهامة من أبرزها ندوة خطر الاحتقان الطائفي ودور المثقف تجاه الوحدة الوطنية والصحافة بين الوجود والحدود والشهادات الوهمية ودور المثقف تجاه الأمانة العلمية والسرقات الأدبية وسرقات البحث العلمي والأمن المائي. كما أشار العنزي إلى تجاوب المدعوين لحضور ندوات الديوان على اختلاف مستوياتهم الثقافية والفكرية والمذهبية وقال: هناك التزام غير مكتوب بين الديوان وبين كثير من الفاعلين في المشهد الثقافي وأعضاء مجلس الشورى وأساتذة الجامعات بحضور ندوات الخميسية والمشاركة. مؤكداً في الوقت ذاته غياب وزارة الثقافة والإعلام عن ما يدور في أروقة الصوالين والدواوين الأدبية من أنشطة فكرية وثقافية وأدبية والتي يؤمها علماء ومفكرون وفلاسفة. من جهته أكد عضو مجلس الشورى الأستاذ الدكتور سالم بن علي القحطاني أن الصوالين الأدبية تعد إضافة جيدة ومهمة للعمل الثقافي والأدبي في المملكة العربية السعودية. مشيراً إلى أن هذه الدواوين تنتشر في الكثير من مناطق المملكة ولبعضها فترة زمنية طويلة وشهرة كبيرة، ومع أنها قامت على جهود فردية من شخصيات وطنية معروفة فقد كانت مثمرة وتجمع نخباً من أفراد المجتمع للقاء والحديث عن موضوعات ذات طابع أدبي وثقافي، ولم تقف عند هذا الحد بل ناقشت الكثير من قضايا المجتمع بأسلوب علمي وطرح بحثي موثق. وعن مشاركة أعضاء مجلس الشورى في مثل هذه الصوالين، أشار القحطاني إلى أن أعضاء مجلس الشورى هم في الأصل أشخاص لديهم تخصصاتهم واهتماماتهم وعادة ما تكون طبيعة الموضوع تحكم المشاركة والحضور، وتبقى تلبية الدعوة للمشاركة والحضور شأنا فرديا يحبذ تلبيتها للمشاركة والتفاعل مع نخب من المجتمع السعودي. وفيما يخص دور المجلس تجاه تلك الدواوين الأدبية وهل هي فعلاً مؤسسات مجتمع مدني. قال القحطاني يوجد ضمن اللجان المتخصصة في مجلس الشورى لجنة الشئون الثقافية والإعلامية، وقد تشرفت بعضويتها في عام 1434/1435ه ولمدة عام، واللجنة والمجلس يدعمان العمل الثقافي والأدبي ويحتضن المجلس مجموعة من الزملاء المميزين في المجالات الأدبية المختلفة ولهم مشاركات متميزة، أما تصنيف هذه الدواوين كمؤسسات مجتمع مدني فهناك الكثير من الأنظمة التي أنجزها المجلس ولكنني لا أعلم نظاماً أو لائحة مخصصة لهذا الشأن، وأعتقد أن دعم مؤسسات المجتمع المدني وإعداد الأنظمة واللوائح التي تشجع وجودها سواء في المجالات الأدبية أو الخيرية أو غيرها مطلب يحتم التعاون والعمل من أجله. مؤكداً في الوقت ذاته أن مجلس الشورى مؤسسة وطنية شورية تعمل بكل ما يخدم مصلحة الوطن والمواطن ووفق نظام المجلس ولوائحه الداخلية وقواعد العمل المقررة، وقال إن هناك قنوات مخصصة ولجاناً تعمل حسب اختصاصها، فالمجال الثقافي والأدبي من شأن لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية، وقد يكون هناك من لديه صوالين أدبية وكان أحد أعضاء المجلس، أما طرح الأفكار والرؤى والمقترحات والقضايا التي تهم الشأن الوطني فهناك لجنة تعنى بدراسة العرائض التي تقدم للمجلس وتدرس في لجنة حقوق الإنسان والعرائض وتحال بعد ذلك إلى اللجنة المختصة لمزيد من الدراسة واتخاذ الإجراء اللازم. مشدداً على أن مجلس الشورى يرحب بأي مواطن يرغب في زيارته والتعرف على ما يدور في أروقته من أعمال يقوم بها. د.سالم القحطاني