العادات والتقاليد وراء غياب لجنتنا النسائية.. والجنادرية تتجاهلنا احترم رأي بديعة كشغري. لكني لا أرى نفسي دكتاتورًا “خلك شمالي”.. هذه المقولة التي يشتهر بها أهل المنطقة كناية عن “سعة الصدر”.. كانت حاضرة خلال لقائنا مع رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بمنطقة الحدود الشمالية ماجد بن مطلق الصلال الذي حاولنا أن نستثيره ببعض الاتهامات للنادي ولكنه كان يرد علينا بكل أريحية، نافيًا عنه تهمة “الدكتاتورية” في إدارة النادي، مبينًا أنه لم يتدخل في اختيار أعضاء مجلس إدارته، مؤكدًا أن عدم وجود لجنة نسائية بالنادي مرده إلى عدم تقدّم مثقفات المنطقة لملأ هذه اللجنة، مبينًا أن النادي وخلافًا لكل الأندية الأدبية الأخرى أنشى بإرادة ملكية، واصفًا تفاعل مجتمع المنطقة مع برامج النادي بالوضع غير المرضي بالنسبة لهم، واعدًا بتقديم نشاط مميز من خلال ملتقى درب زبيدة الذي يزمع النادي تنظيمه في القريب العاجل.. العديد من المحاور فيما يخص قضايا وشؤون نادي الحدود الشمالية في سياق هذا الحوار مع رئيس مجلس إدارته ماجد الصلال.. تأسيس مختلف * بداية ماذا عن نادي الحدود الشمالية من حيث التأسيس وعدد الأعضاء وأبرز ما قام به خلال العامين الماضيين؟ نادي الحدود الشمالية الأدبي يختلف عن بقية أندية المملكة من حيث التأسيس؛ وذلك لأنه أنشئ بإرادة ملكية؛ بأمر من الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-؛ الذي وجّه بإنشاء النادي الأدبي أثناء زيارته للمنطقة، وتم تشكيل مجلس الإدارة في عام 1430ه بحضور وكيل الوزارة. وحول عضوية هذا النادي فإنه يتكون من 14 عضوًا؛ 10 أعضاء من عرعر واثنان من رفحا ومثلهم من طريف، وأشير هنا إلى أن العضوية متاحة للجميع دون تقيد بمنطقة دون أخرى. أما بخصوص ما أنجزه النادي خلال العامين الماضيين؛ فقد عقد النادي في بداية إنشائه عددًا من الندوات في محافظات المنطقة عن النادي الأدبي وكانت بعنوان “ماذا يريد النادي الأدبي من الأدباء والمثقفين وماذا يريد الأدباء والمثقفين من النادي الأدبي”؛ حيث ساهم هذا اللقاء في وضع خطة عمل لأعمال النادي، وتبعتها محاضرة مهمة جدًّا عن الأدب والثقافة في منطقة الحدود الشمالية بين الواقع والطموح، كذلك تم التخطيط لإقامة عدد من اللقاءات في جميع المجالات دعي لها إعلاميون على مستوى المملكة مثل الأستاذ الدكتور عبدالله المعطاني عضو مجلس الشورى والمشرف العام على حقوق الإنسان، كذلك الأستاذ الدكتور صالح الزهراني من جامعة أم القرى، والدكتور فهاد الحمد عضو مجلس الشورى، وكذلك الدكتور فهد حمود العنزي عضو مجلس الشورى. تعيين وليس ترشيح * برغم هذه الصورة الزاهية التي رسمتها.. إلا أن هناك من يتهم عضوية النادي بأن أغلبها من مديري الإدارات الحكومية بمعنى أن النادي إداري وليس ثقافي.. فما تعليقك؟ أولًا نحن لم نرشح أنفسنا؛ حيث إن المجلس الأول بالنادي كما هو بقية الأندية الناشئة بالمملكة عند إنشائها يتم تعيين مجلس الإدارة لمدة عام واحد، ومن ثمّ يبدأ انتخاب أعضاء مجلس إدارة جديد، ووكالة الوزارة للشؤون الثقافية هي من اختارت مجلس الإدارة الحالي بالتنسيق مع فروعها بالمنطقة ومع إمارة المنطقة والجامعة، وأذكر أني تفأجات عند اتصال الدكتور عبدالعزيز السبيّل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية سابقًا ليخبرني أنني مرشح لعضوية النادي الأدبي، فأوضحت له أنني ليس لدي أي نتاج أو أعمال أدبية حتى أترشح للنادي؛ عندها قال لي إن مجلس الإدارة في البداية لتنظيم العمل وليس بالضرورة أن يتكوّن الأعضاء من الأدباء والمثقفين؛ وبالتالي يستطيع هذا المجلس الذي تم تعينه من تأسيس النادي حيث يتفرغ هؤلاء الأعضاء للعمل ويكون هناك مجال واسع للأدباء أن يبدعوا. وأؤكد هنا أنني لم أتدخل مطلقًا في ترشيح أي شخص في مجلس الإدارة. براءة من الدكتاتورية * من واقع رئاستك للنادي يتهمك البعض بمركزية القرار رغم أن لديك عدد من اللجان لكنك تقوم بجميع الأعمال؟ هذا اتهام ويبقى المتهم برئ حتى تثبت إدانته. وأقول لك لدينا 3 لجان حسب لائحة الأندية الأدبية وهي اللجنة المنبرية أنا رئيسها وعضوية أربعة آخرين، واللجنة الإعلامية يرأسها العضو ثامر سودي ومعه مجموعة من الأعضاء، ولجنة المطبوعات يرأسها نائب رئيس النادي ومعه مجموعة من الأعضاء.. هذه اللجان تجتمع ولا أحضر معهم حيث يكتبون توصياتهم ثم تعرض على مجلس الإدارة ويقر منها ما يراه المجلس مناسبًا ويرفض ما يراه خارج حدود النادي؛ لكن غالبًا 90% من توصيات اللجان يتم الأخذ بها. وبذلك أنا برئ من هذا الاتهام الملصق بي. * لكن الشاعرة بديعة كشغري وصفتك ب”الديكتاتور”.. فماذا تقول؟ هذا رأيها وأنا أحترمه.. وقد أدرت الجلسة كما طلب منى المسؤولين عنها ولكن لظرف ما ربما المكان غير مناسب لهن أو الشخص الذي يوصل المداخلات لم يوصلها لإدارة الجلسة جعلها تصفني بهذا الوصف.. ولكن أنا لا أرى نفسي كذلك. أحجام المثقفات * يلاحظ غياب المرأة المثقفة في المنطقة عن النادي؟ الدعوة مفتوحة لهن، فقد وجهت الدعوة لتأسيس اللجنة النسائية ولكن التجاوب لا زال ضعيفًا. * ما السبب؟ وجه السؤال لهن * أرى أن الإجابة لديك أنت رئيس النادي؟ لأملك إجابة.. قد تكون العادات والتقاليد التي تحد من إقدامهن على المشاركة في النادي بالرغم من حضورهم لعدد من الفعاليات التي قام بها النادي؛ ولكن اللجنة النسائية لم يتقدم لها أحد، ولا زال باب الدعوة مفتوح لهن عن طريق هذا اللقاء. * بم تفسر غياب نادي الحدود الشمالية عن مهرجان الجنادرية؟ نبادر سنويًّا برفع 20 اسمًا من الأدباء والمثقفين والشعراء للجنة ولا تأتي الموافقة على المشاركة، حيث يبقى الاختيار لهم، ولا نفرض عليهم ضرورة مشاركتنا، ولكن العام الماضي وجّهت الدعوة لأحد أعضاء النادي وهو الكاتب سعيد شهاب لقراءة روايته “صبرا”. كلمة غريبة * يربط كثير من كُتّاب الإنترنت في المنطقة بين ماجد الصلال وكلمة الحراك الثقافي.. فلم ذلك؟ ربما تبدو هذه الكلمة غريبة على البعض فلم يفهم معناها، وأتمنى أن أكون مسؤولًا ومفعّلًا للحراك الثقافي في المنطقة، وهذا شرف لي ولن أتبرأ منه، ويمكن من أطلقها قصير النظر وثقافته ضحلة استغرب هذا اللفظ لكونه لم يطرق مسامعه من قبل. مسابقات إلكترونية وزيارات * ماذا عن المسابقات الإلكترونية والزيارات التي تتم للنادي؟ وجه مجلس الإدارة بتنظيم زيارات طلابية للنادي وفعلًا قامت إدارة التعليم بتعميمه على كافة المدارس وتم التنسيق مع العلاقات العامة بالنادي وحضر إلينا بعض الطلبة واطلعوا على المكتبة والموقع الإلكتروني وقاعة المحاضرات وشرحنا لهم عن فكرة آلية العمل وأوضحنا لهم دورهم مستقبلًا أن يكونوا أدباء ومثقفين ويقومون بالمساهمة في إثراء الحراك الثقافي بالمنطقة. كما أقمنا مسابقة المقال، وللأسف لم يتقدم من مدارس الحدود الشمالية سوى ثلاث مشاركات بالرغم من عدد الطلبة يزيد عن 60 ألف بنين وبنات، وكذلك مسابقة القصة القصيرة تم تأجيلها أكثر من مرة لإتاحة الفرصة لهم ولم يتقدم سوى خمس مشاركات، ومن ضمن المسابقات توجيه رسالة لسمو أمير المنطقة بمناسبة تجديد التكليف وشكر ولاة الأمر على تأسيس النادي وصلت إلينا 70 مشاركة من طلبة المرحلة المتوسطة، وأخيرًا مسابقة الشعر عبر موقع النادي الإلكتروني وصلت لنا مشاكات من الصين وفلسطين وأستراليا. ملتقى درب زبيدة * ما الجديد حول ملتقى درب زبيدة المزمع إقامته لاحقًا؟ برغم حداثة عمر نادي الحدود الشمالية الأدبي إلا أنه يستعد حاليًا لإقامة ملتقى درب زبيدة، في الوقت الذي لم تقم فيه أندية سبقتنا بالتأسيس أي ملتقيا، وأعتقد أنا هذا مما يحسب لنادي الحدود الشمالية.. واستعدادًا لهذا الملتقى تم توجيه الدعوة لكافة الأندية الأدبية على مستوى المملكة وإشعار الأدباء والمثقفين المحيطين بالنادي الأدبي، كذلك تم التعميم على كافة الجامعات السعودية وبالأخص كليات الآداب واللغة العربية لمشاركة أعضاء هيئة التدريس بهذا الملتقى، وكذلك توجيه الدعوة للهيئة العامة للسياحة والآثار. أما الأفراد فتمت دعوة من أبدى اهتمام سابق للمشاركة في الملتقى من جانب التاريخ أو الآثار أو السياحة وسوف يشاركنا نائب رئيس هيئة السياحة والدكتور عمر أبورزيزة من جامعة أم القرى والدكتور عبدالله العمير من جامعة الملك سعود والدكتور فهد الحواس من جامعة حائل والأستاذ جهز الشمري من الهيئة العامة للسياحة والآثار والأستاذ حمود السالمي من نادي الطائف الأدبي. * هل تمت دعوة وزير الثقافة والإعلام للملتقى؟ نعم. وإن شاء الله يحضر ويشاركنا في ملتقانا الأول، والحقيقة أن معالي الوزير يدعم الأندية الثقافية بشكل غير عادي حيث التقيت به ثلاث مرات خلال لقاء رؤساء الأندية ولمست منه الدعم اللامحدود، وهو حريص على حضور كافة الملتقيات ومنها ملتقى درب زبيدة. تفاعل دون المطلوب * بعد مضي هذه الفترة.. كيف تقيم تفاعل المجتمع مع أطروحات النادي؟ البدايات صعبة؛ لكن الحقيقة تفاعل المجتمع معنا لا بأس به، لكنه لا يرضي طموحنا، وأذكر أنه في أول ندوة عقدها النادي شاركنا فيها سكرتير نادي الرياض الأدبي كان الحضور 95 شخصًا، وكان أن علق سكرتير أدبي الرياض على ذلك الحضور بقوله إذا حضر لدينا 30 شخص في نادي الرياض الأدبي يتعبر إنجاز لنا.