كثفت قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام من برامج التدريب لجميع الوحدات والفرق الميدانية والي تتمركز في مشاعر منى ومزدلفة وعرفات، بهدف الوصول لأعلى درجات الجاهزية والاستعداد للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن أثناء وجودهم بالمشاعر، وركزت قيادة الدفاع المدني بالحج على الجوانب التطبيقية في تدريب جميع الوحدات والفرق الميدانية بالمشاعر للتأكد من استيعابها لمهامها ومعرفة نطاق عملها، والوقوف على أي قصور في الأداء للمشاعر لأداء مناسك الحج. فرضيات عملية للتأكد من استيعاب جميع الوحدات لمهامها لمواجهة الأخطار حول طبيعة الأنشطة التدريبية ودرجة استفادة رجال الدفاع المدني المشاركين في مهمة الحج، أوضح الرائد محمد علي القحطاني رئيس وحدة بالمنطقة الخامسة بمشعر منى، أن برامج التدريب بدأت فور اكتمال وصول الوحدات والفرق الميدانية لمواقع تمركزها بمشعر منى وكذلك مشعري عرفة ومزدلفة من خلال برنامج تدريبي يومي لجميع أفراد الوحدات والفرق، وتنوعت الأنشطة التدريبية لتشمل جميع عمليات الإنقاذ والإطفاء ومواجهة أخطار السيول وغيرها من أعمال الدفاع المدني كم تضمن برنامج التدريب تنفيذ جولات على جميع المربعات الخاصة بكل وحدة أو فرقة وكذلك المربعات المجاورة من التعرف على طرق الوصول للمنطقة في حالات طارئة وتحديد نطاق عمل ضباط السلامة والذي يتضمن تفقد اشتراطات السلامة في مخيمات الحجاج داخل نطاق عمل كل وحدة، واختبار صلاحية وفاعلية شبكات الإطفاء. التدريب يصقل المهارات ويساهم في التعرف على بيئة العمل والمخاطر الافتراضية وأكد الرائد القحطاني أن برامج التدريب على رأس العمل في الحج تضاعف من قدرة الوحدات والفرق الميدانية على أداء المهام المنوطة بها من خلال إجراء الفرضيات العملية في نفس مكان العمل المخصص لكل وحدة وكذلك تعزيز آليات التنسيق بين الوحدات في كل مشعر لسرعة القيام بالدعم والإسناد فيما بينها في الحالات التي تتطلب ذلك، معربا عن شكره للقائمين على تنفيذ برامج التدريب لقوات الدفاع المدني في الحج لما يبذلونه من جهد ما يقدمونه من تجهيزات تدريبية بهدف رفع مستوى جاهزية جميع الوحدات لأداء مهامها على أكمل وجه. التدريب على رأس العمل خطوة مهمة لصقل المهارات أما الرائد م. محمد بن يحيى الكاسي مساعد قائد الوحدات بمشعر منى أن أهم ما يميز برامج تدريب وحدات وفرق الدفاع المدني بمواقع تمركزها خلال مهمة الحج، أنها تلبي الاحتياجات الفعلية لهذه الوحدات لأداء مهامها في نطاق المنطقة أو الموقع الذي يتواجد فيه بالمشاعر المقدسة، وتناسب طبيعة المهام سواء كان إطفاء أو إنقاذ أو إسعاف أو إخلاء طبي وغيرها من أعمال الدفاع المدني. ويضاعف من أهمية الأنشطة التدريبية أنها لا تقتصر على الجوانب النظرية، بل تركز بصورة أكبر على التدريب التطبيقي، والذي يفيد كثيرا ً في قياس مستوى الأداء ومعالجة أي ملاحظات يتم رصدها، ولاسيما أن من منسوبي الوحدات والفرق الميدانية لم يسبق لهم المشاركة في مهمة الحج ويحتاجون إلى هذه النوعية من التدريب العملي والفرضيات لاستيعاب مهامهم والتعرف على المعوقات التي قد تواجههم خلال مباشرة هذه المهام وكيفية التغلب عليها. وأضاف الرائد م. الكاسي وتفيد البرامج التدريبية في مواقع تمركز الوحدات في اختبار كفاءة شبكات الإطفاء وشبكات تصريف مياه الأمطار ومخارج الطوارئ والتعرف على المشكلات التي قد تحدث في حالات الطوارئ مثل ضعف المياه في بعض المنافذ أوجود أعطال في شبكة الرش الآلي وجود نفايات تحد من فاعلية شبكة تصريف مياه الأمطار والسيول، ومن ثم تلافي كل هذه الأمور قبل وصول الحجاج للمشاعر. وفي ذات السياق أكد الرائد منير محمد شتيفي رئيس الوحدة بالمنطقة الخامسة بمشعر منى أن تتنوع مهامها مابين أعمال السلامة والإطفاء والإنقاذ، مشيرا إلى أن الآليات الجديدة التي تتوفر لقوات الدفاع بالحج، تفرض تنفيذ برامج لتدريب الأفراد على استخدامها وتحقيق أفضل استفادة منها في أداء المهام وهو الأمر الذي يتحقق من خلال الفرضيات والتجارب التي يتم تنفيذها في مواقع انتشار الوحدات والفرق الميدانية بالمشاعر مثل فرضية مكافحة المواد الملوثة في منطقة المجازر القديمة التي تقع في نطاق عمل الوحدة، وغيرها من التدريبات العملية لفرق الإطفاء والإنقاذ والسلامة، موضحاً أن هذه البرامج التدريبية تعطي صورة واضحة عن مدى جاهزية الوحدات الفرق لأداء مهامها ومعالجة أي ملاحظات قبل بدء أعمال الحج وتواجد الحجاج بالمشاعر. تدريبات شاقة لمواجهة المخاطر المحتملة أما الرائد م. محمد بن حسن بن موسى جعران مساعد رئيس الوحدة بمشعر من أن البرامج التدريبية والتي يشارك بها جميع الوحدات في مواقع انتشارها بالمشاعر، تفيد كثيرا في التعرف على المخاطر الافتراضية التي يحتمل وقوعها في نطاق عمل كل وحدة وكذلك الصعوبات التي تواجه رجال الدفاع المدني الميدانيين في التعامل مع هذه المخاطر، وأفضل الآليات والمعدات التي يمكن استخدامها في مباشرة الحوادث في هذه المواقع أو ذاك. وكذلك وضع منسوبي الوحدات والفرق الميدانية في ظروف عمل مشابهة لما قد يواجهونه فعلياً في حالات الطوارئ، لافتا إلى أن تكامل وتدرج الجرعات التدريبية للوحدات المشاركة في مهمة الحج، من شأنه الوصول لأعلى درجات الجاهزية قبل بدء أعمال الحج وتواجد الحجيج بالمشاعر. أما الوكيل رقيب أول وائل محمد صيادي والذي يعمل بالوحدة بمشعر منى بفرقة الإنقاذ المائي، فيرى أن أهمية برامج التدريب تكمن فيما تتيحه من فرصة لاختبار المعدات والآليات والتجهيزات الخاصة برجال الدفاع المدني وتعريفهم بطبيعة مهامهم في موسم الحج كذلك تفيد هذه البرامج في إلمام رجال الدفاع المدني بكافة التفاصيل الخاصة بالموقع الذي يتواجدون به من حيث طرق الوصول إليه أو الطبيعة الجغرافية والمخاطر التي يحتمل حدوثها فيه، كما تفيد كثيرا في تعزيز روح التعاون والتآلف بين الأفراد والذين يعملون في كل فرقة ووحدة وهي مسألة ضرورية لأنهم جاءوا من مناطق مختلفة ولم يسبق للكثير منهم العمل معا من قبل. من جانبه تحدث الرقيب عبدالعزيز أحمد حكمي مسعف بالمنطقة الخامسة بمشعر منى، فقال شرفت بالمشاركة ضمن 6 سنوات واستفدت كثيرا من برامج التدريب على رأس العمل والتي يتم تنفيذها لجميع الوحدات والفرق ميدانية في المواقع المخصصة لها في كل مشعر من المشاعر المقدسة في تقديم الخدمات الإسعافية العاجلة للحجاج الذين يتعرضون لأي مشكلات صحية أثناء وجودهم بالمشاعر والمشاركة في تنفيذ خطط الإخلاء الطبي وإقامة مناطق الفرز الطبي في حالات الطوارئ التي تتطلب ذلك، مشيرا الى أن أهمية البرامج والأنشطة لوحدات الدفاع المدني بالحج تتم في نفس موقع وبيئة عمل هذه الوحدات وفي نفس الظروف التي قد يواجهها رجال الدفاع المدني ميدانيا أثناء مباشرة الحوادث والبلاغات، وهو ما يمنحهم قدراً أكبر من الجاهزية والاستعداد للعمل في مثل هذه الظروف. وأشاد الرقيب حكمي بتكامل التجهيزات التدريبية لجميع قوات الدفاع المدني بالحج، ولاسيما الفرق الإسعافية، معرباً عن ثقته بأن الأنشطة التدريبية التنشيطية سوف يكون لها أثرها الفاعل في زيادة قدرة رجال الدفاع المدني على أداء المهام المنوطة بهم في الحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن. أما الرقيب محمد علي حكمي فني إنقاذ بالمنطقة الخامسة بمشعر منى، فقال عملت قوات الدفاع المدني بالحج لمدة 12 سنة شاركت في كثير من أعمال الإنقاذ للمحتجزين في السيارات أو المباني، مشيراً إلى أنه استشعر في كثير من هذه المواقف أهمية التدريب على رأس العمل قبل بدء مهمة الحج في التعامل مع هذه النوعية من الحوادث من خلال ما يتضح خلال التدريب بشأن المعدات والآليات اللازمة لإنقاذ المحتجزين مثل أدوات القص والفصل والوسائد الهوائية والمجسات والكاميرات، فضلا عن طرق التواصل مع المحتجزين، مؤكداً أن التدريب في مواقع تمركز الوحدات بالمشاعر المقدسة أفاده كثيراً في التعرف على طرق الوصول للمواقع التي تقع بها حوادث الاحتجاز بأسرع وقت ممكن،وكذلك في التنسيق مع زملائه في فرق الإطفاء في التعامل مع حالات الاحتجاز في حوادث الحريق. أما العريف موسى محمد فقيهي رجل إطفاء وإنقاذ باحدى وحدات الدفاع المدني بمشعر منى، أن عمل رجال الإطفاء والإنقاذ في مهمة الحج أكثر صعوبة مقارنة بغيره من المهام التي يباشرها الدفاع المدني في أماكن عملهم بإدارات ومديريات الدفاع المدني بالمناطق نظراً لاختلاف بيئة العمل من حيث الزحام الشديد والذي قد يعيق فرق الدفاع المدني أثناء مباشرتها للحوادث، ومن هنا تتضح أهمية تدريب الوحدات والفرق في مواقع انتشارها بالمشاعر المقدسة، لتهيئتهم للتعامل مع هذه الصعوبات والتعرف عمليا على المعوقات التي قد تواجههم وطرق التغلب عليها، فضلا عن أهمية التدريب في الحج من أجل رفع مستوى الجاهزية والتنسيق بين رجال الدفاع المدني في كل فرقة أو وحدة أو وحدات الدفاع المدني الأخرى أو منسوبي الجهات الحكومية المشاركة في تنفيذ خطط الدفاع المدني في حالات الطوارئ مثل الهلال الأحمر ووزارة الصحة وغيرها من الجهات.