للتحذير من آثارها على الاندية واللاعبين، لا يكاد يخلو موسم رياضي من مواسم دوري المحترفين الا وأن يتم خلاله إيقاف أو حرمان أحد اللاعبين من المواصلة في المنافسات الرياضية ولفترات طويلة وذلك بسبب المنشطات، ولعل آخر ما حدث خلال الايام الماضية هو قرار اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات بإيقاف مدافع الاتحاد اللاعب أسامة المولد لمدة عام كامل عن المشاركة في المنافسات الرياضية داخلياً وخارجياً، وتم ذلك القرار حسب ما صرحت به لجنة الرقابة على المنشطات نظرا لوجود عناصر محضورة أو أحد نتائجها الايضية في تلك العينة التي أخذت من اللاعب ضمن مجريات دوري عبداللطيف جميل للمحترفين في مباراة الاتحاد والفتح والتي أقيمت بملعب مدينة الملك عبدالله بجدة والتي أثبتت التحاليل وجود عنصر محضور من العناصر المنشطة. ولعل هذا الانتشار لتعاطي المنشطات وعلى مستوى العالم كذلك يدق ناقوس الخطر على ضرورة التنبيه على أضرارها سواء على المستوى الفردي للاعب وصحته وكذلك على المستوى العام للرياضة، فكثير من الرياضين غالبا ما يقعون ضحية لتلك المنشطات بسبب عدم معرفتهم بأنواعها أو لجهلهم بالمواد الطبية التي التي قد تحتوي على عنصر منشطة. فالمنشطات كامة شاملة تتضمن العديد من المواد المحظورة على الرياضيين كالمواد البنائية والهرمونات والعقاقير المتصلة بها والتي تستخدم لبناء العضلات وكذلك مركبات البيتا والمواد المضادة للاستروجين بالاضافة الى المنبهات والقنبيات والمخدرات، وهناك قائمة بتلك المواد المحضورة والتي تصدر سنوياً من قبل الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات إلا أنها لم تحصل على الاهتمام الكافي من قبل الاندية الرياضية فغالبية اللاعبين لا يوجد لديهم العلم الكافي والاحاطة بما ورد بتلك القائمة وبما يستجد عليها من تحديث وإضافات من شأنها حماية اللاعبين من الوقوع بها. ويمكننا القول إن ذلك الحظر للمنشطات لم يكن وليد الصدفة أو اللحظة بل إنه بدأ منذ زمن بعيد كنتيجة للاخطار التي تسببها على صحة الفرد والمجتمع بكشل عام، فاللاعب الرياضي لا يستخدم المنشطات كعلاج ضروري ولكنهم يستخدمونها لتحسين الاداء وزيادة النشاط البدني خلال المنافسات الرياضية وهذا بحد ذاته يعتبر إنتهاكاً لأهم مبادئ الرياضية والتي تسعى اليها كافة الاتحادات الرياضية على مستوى العالم وهو مبدأ المنافسة الشريفة بين الرياضيين اضافة الى ثبوت ضررها على المستوى الشخصي للاعب الرياضي، فقد حصلت العديد من حوادث الموت المفاجئ للاعبين أثناء الدورات الاولمبية وأثبتت التحقيقات انه من أهم أسبابها هو تعاطي المنشطات، فالمنشطات وحسب الرأي الطبي هي سموم فعالة وقاتلة ولا يمكن التنبوء في ما قد تحدثه من أضرار على المستوى القريب أو طويل المدى، ولكن الاجماع العام وبناء على التقارير والاختبارات الطبية بأن المنشطات خطر حقيقي على الصحة لا يمكن انكاره. لذا فإنه يتوجب على الاندية الرياضية جميعها بالاضافة الى الاتحادات الرياضية زيادة الاهتمام في التوعية عبر إقامة الانشطة التثقيفية والندوات العلمية والفعاليات للاعبين والفنيين للتنبيه والتحذير عن مخاطر المنشطات على صحة الفرد والرياضة بالاضافة الى التحديث الدائم للقائمة السنوية التي تصدرها الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، كما أن اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات تقيم العديد من الفعاليات التي من شأنها زيادة الوعي بالاضرار الناتجة عن المنشطات وما يستجد من تحديثات سنوية في القائمة والتي يمكن للاندية الاستفادة منها وبصورة فعالة لما يخدم مصلحة اللاعبين والنشاط الرياضي بصفة عامة. * كاتب وأكاديمي