الشركة الغائبة والمسكوت عنها، تذكرنا برسائل الأهالي والأفراد لبعضهم بكلمات «إن سألتوا عنا فنحن بخير» وهذا ما ينطبق على شركة الغاز والتصنيع الأهلية، فقد اتخذت عزلتها من تسلسل إداراتها، والتي ظلت تديرها بخطى ما قبل عصر الشركات وتطورها وملاحقتها للمستجدات الحديثة، وحتى مجلس إدارتها يُدعى مرتين وثلاثاً ولا ينعقد رغم أهمية دورها الأهلي والصناعي، ولعل الغياب يعزى إلى تركيب نظامها التقليدي وغير الفاعل، رغم أنها جزء من منظومة شركات النفط والبتروكيماويات، ولكنها لا تتطابق معها بالحيوية والدور الفاعل. في مناسبات عديدة ينقطع الغاز بشكل الاسطوانات أو الخزانات المنزلية وما فوقها، وتفسر الأسباب بغير موضعها والتي لا تقنع صاحب الحاجة لوقود يُعد من أولويات وأساسيات حياته اليومية، فالمدن الكبرى لديها شركات فرعية أُصيب أفراد وجماعات علاقات العملاء بالصمم لأنك تعجز عن وجود شخص يرد على الهاتف والبريد الإلكتروني، والعاملون يذكروننا بشركة مياه الرياض قديماً حين تدخل على مكاتبهم وتجد نصف العاملين بحالة رقود على مكاتبهم، والآخرون افترشوا جرائد للإفطار أو قراءتها. سوء الإدارات في هذه المرافق الحساسة لا بد أن يأخذ الاهتمام ليس من قِبل هذه الشركات، وإنما من إدارات الرقابة الخاصة بالدولة، وهي التي تدعم وتقبل التحديث بأسسه المتطورة، لكن مشكلة شركات الظل انها ليست في دائرة الحسابات، ولعل تعثر الخدمات بالمدن، وهي التي لها عيون رصد ومتابعة من قبل المواطن أو صاحب المنفعة، يؤكد أن حالات المدن الصغيرة والأرياف النائية أكثر سوءاً من خدمات هذه الشركة، وهي وقائع لا تخفى على أي مسؤول. خدمة العملاء جزء من النجاح الإداري لأية مؤسسة، وفي حالة هذه الشركة لا نجد المراقبة الدقيقة في متابعة إنتاجها وسلامتها من التوصيلات والأعمار الافتراضية للأسطوانة أو الخزان، وعند الطلب على تركيب هذه الخدمة أو تعبئة الخزان، فإن المشوار الطويل الذي يقطعه المواطن يحتاج صبر أيوب، ولعل المطالبين بمده بواسطة أنابيب تدخل المنازل والمصانع أسوة ببلد مثل مصر لا تملك الإمكانات يحلمون، وبصرف النظر عن القيمة العالية أو المنخفضة، فنحن أمام جهاز بعيد عن مسؤولياته وطبيعة التزامه، والمفترض أن يقاس رضا المستهلك ليس بوضع خانة صغيرة في الموقع عن مستوى هذه الخدمة، والتي أجزم أنه لا يلتفت لها لا من قبل المواطن، ولا من قام على وضعها كمشروع تقاس عليه قيمة العمل. التجربة مع الشركة مريرة، فلو قُدّر وحصلت على رد من إدارة الخدمات هاتفياً، فالمطلوب أن تعطي رقم هويتك ورقم منزلك، ورقم هاتفك والاسم رباعياً رغم وجودك في مركز معلوماتهم منذ أكثر من ثلاثين عاماً، مع أن التقنية الحديثة اختصرت هذه المسافات بمختلف قطاعات الخدمات إلا شركة الغاز، والتي لا تؤمن بمصداقية ما تقول، إلا بحضورك الشخصي، وتقديم إثبات هويتك الأصلية.