في شهر رمضان الماضي 1435 ه (يوليو 2014) ترجل أحد أبرز القائمين على الإشراف الثقافي والأدبي بجريدة الرياض. كان الأستاذ سعد الحميدين فارساً في إدارة وإثراء ما يكتب في صفحات الأدب والثقافة والرأي لمدة طويلة، وشارك في الكتابة والإشراف والإبداع. تميز الحميدين بحبه ومتابعته للعمل الصحفي والأدبي والثقافي، كما أنه كان من أكثر المشرفين تشجيعاً وتقديراً للكتّاب السعوديين ودعمهم. ولعل أهم ما يتميز به سعد الحميدين روحه الشفافة وابتسامته الجميلة، وقدرته على استقطاب الكتّاب والأدباء والمثقفين.... عرفت أبا نايف منذ بداية خطواتي الأولى في الكتابة لجريدة الرياض الغراء، فوجدت منه ترحيباً وتشجيعاً ودعماً غير محدود. كنت أقضي كثيراً من الوقت معه أستمع إلى نصائحه وإرشاداته وأفكاره في الكتابة الصحفية، وقد استفدت كثيراً من ذلك. كان يحدثني كثيراً عن العطاء الأدبي والثقافي، وكنت محباً لأحد الكتّاب المصريين وهو الدكتور فوزي البشبيشي الذي كان يكتب في جريدة المدينةالمنورة. ووجدت الأستاذ سعد الحميدين محدثاً بارعاً في كل ما يخص ذلك الأديب الرائع، الذي كان ينتقي كلماته من غريب اللغة بميزان عجيب!! وكان أبو نايف يتحفنى بأفكاره عن الكتب التي قرأها والمكتبة التي بحوزته وفيها كل ما يتمناه الأديب والمثقف والشاعر. وعندما يتحدث عن تلك الكتب والمكتبة وكيفية تنظيمها تحس بأنك أمام عاشق كبير للثقافة والأدب. أما عطاؤه الشعري والأدبي فهو ينبع من تلقائية وعفوية ليس فيها أي تعقيد، فهو يمارس الشعر والأدب كهواية تسري في روحه ووجدانه. وهو كما قال لي يمارس القراءة والكتابة مع نهاية الأمسيات وربما بداية طلوع الفجر والإشراق. ومن الأشياء التي لاحظتها عند الأستاذ سعد الحميدين بعض الفوضى التي يحولها بإبداعه إلى عمل منظم، بالرغم من أنه يخضع أحياناً إلى مزاجه الفني وخاصة في قصائده الجميلة وإبداعه في الكتابة والنقد الأدبي. كتبت عنه بعض الأبحاث النقدية، ومن الذين كتبوا عنه الأستاذ عزيز ضياء رحمه الله، وترجمت بعض قصائده إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية. كما ترجم أحد دواوينه إلى اللغة الإنجليزية، وكتب مقدمته العلامة الدكتور حسن ظاظا رحمه الله. وإذا كان هناك مفتاح لشخصية (سعد الحميدين) في اعتقادي فهو تميزه بالشجاعة الأدبية الممزوجة بالحرية والتواضع. شكراً لك أستاذي أبا نايف، ومزيداً من العطاء والإبداع ودعاء لك بالسعادة وطول العمر..