أثبتت مشاركة المرأة المجتمعية أهميتها وفعاليتها في تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وذلك من خلال مساهمتها الفعلية عبر قنوات اللجان النسائية والفرعية ببرنامج المدن الصحية، أحد برامج منظمة الصحة العالمية تحت اشراف وزارة الصحة، حتى استطاعت ان تحتل الدور المحوري في تأسيس اللبنة الاولى لبناء المدن الصحية والتي اصبح عددها في المملكة حتى الان 26 مدينة صحية. وفي هذا الصدد قال المشرف الوطني على البرنامج، مدير عام الادارة العامة لصحة البيئة والصحة المهنية، فلاح بن فهد المزروع أن البرنامج يقوم على المشاركة المجتمعية لتنفيذ استراتيجيته، لذلك هو يسعى لاستقطاب شريحة النساء وانضمامهن إلى لجانه، ولاسيما أن الاحصائيات السكانية تظهر أن النساء يشكلن حوالى 51%، مما يجعل لهن دوراً حيوياً وهاماً في المشاركة بخطط التنمية، وقيامهن بهذا الدور يستدعي تفعيل مشاركتهن المجتمعية في صياغة القرارات مع اللجنة الرئيسية لتقديم الحلول لقضايا المجتمع، وتبنّي اختيار قرارات تخدم المرأة، وهذا ما يجعلها المستفيد الأهم من هذه المشاركة. ودعا المزروع السيدات المؤهلات إلى تعزيز دورهن في أنشطة البرنامج في المدن الصحية كافة للمساهمة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، التي لن تتحقق إلا إذا استشعر كل فرد في المجتمع أنه الأساس في أي تطوير يجعل من مدينته مدينة صحية شاملة. كما دعا المجتمعين العام والخاص إلى المساهمة في دعم مشاريع البرامج المجتمعية على اختلاف مجالاتها، ومن ضمنها تلك المتعلقة بالمرأة والطفل لتفعيل المشاركة المجتمعية الهادفة إلى تحسين وتعزيز أوضاع هاتين الفئتين، مما يختزل زمن حل مشاكلهما المجتمعية ويخفف الأعباء عن المجتمع. يذكر أن برنامج المدن الصحية يتيح للمرأة فرص التأهيل وتعزيز المهارات لتمكينها من المشاركة الفاعلة بكل مايخص المرأة والطفل، حيث توجد لجنة نسائية في كل مدينة صحية مكونة من نساء متخصصات متطوعات من القطاعين العام والخاص يشاركن في إعداد الخطة السنوية للمدينة ويشرفن على تنفيذ أنشطتها، ويعملن من خلال الندوات والمحاضرات والملتقيات النسائية لتحقيق أهداف البرنامج للنهوض بالجوانب الصحية والبيئية والاجتماعية في مجتمع كل مدينة.