وجه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، بإطلاق حملة لتنشيط التبرع بالأعضاء على مستوى المنطقة الشرقية تحت شعار (خلونا نحييها)، وذلك في 22 ذي الحجة 1435ه الموافق 16 أكتوبر 2014م ، بتنظيم من جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء (إيثار) بالتعاون مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالرياض وعدد من الجهات الحكومية والخاصة، وتهدف الحملة إلى توعية جميع شرائح المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء من الأحياء والمتوفين دماغيا لصالح المرضى الذين يعانون من الفشل العضوي سواء كان فشلا قلبيا، أو رئويا، أو كبديا، أو كلويا، وغيرها من الأعضاء التي تساعد المرضى وتحولهم من أشخاص عاجزين إلى أعضاء فاعلين في المجتمع، بالإضافة إلى توضيح النواحي الشرعية والاجتماعية والصحية والاقتصادية المتعلقة بالتبرع بالأعضاء لتشجيع المجتمع على دعم رسالة التبرع بالأعضاء. جمعية إيثار تنجح في الحصول على موافقة «9» حالات للتبرع زرعت منها «28» عضواً لمرضى الفشل العضوي خلال عام وقدم رئيس مجلس إدارة جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء والمشرف العام على الحملة الشيخ عبدالعزيز بن علي التركي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بمقر جمعية إيثار بالخبر للكشف عن فعاليات الحملة وأهدافها، الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز على رعايته وحرصه على إقامة هذه الحملة في المنطقة الشرقية، وكذلك الشكر لسمو نائب أمير المنطقة الشرقية سمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، مبيناً بأن الحملة تأتي لإرساء مبادئ الشريعة الإسلامية ومقاصدها السمحة في الحث على التبرع بالأعضاء، وتحقيق مصالح التبرع من خلال تعزيز القيم المجتمعية النبيلة، وكذلك لإحياء روح الإيثار بين أفراد المجتمع وتحفيزهم على رفع المعاناة عن بعضهم، وتنمية الحس الوطني المرتبط بالتبرع بالأعضاء لسد حاجة مرضى الفشل العضوي وبالإضافة إلى نشر ثقافة العمل الخيري التطوعي في مجال تنشيط التبرع بالأعضاء، وزيادة عدد الأعضاء التي يتم التبرع بها لصالح مرضى الفشل العضوي لتقليل قوائم الانتظار. وأشار التركي إلى أن نسبة المتبرعين لازالت متدنية في المملكة فهناك مثلا 15 ألف مريض يعانون من الفشل الكلوي وفي المقابل، بينما تجد عدد حالات الموافقة على التبرع لا تتجاوز "50" حالة سنويا، فالفجوة كبيرة جدا، والجمعية تسعى إلى تثقيف الأهالي بأهمية التبرع بالأعضاء والتواصل مع ذوي المتوفين دماغياً من خلال لجنة الشفاعة الحسنة بالجمعية وذلك لزيادة أعداد المتبرعين ورفع نسبة التبرع بالأعضاء، خصوصاً إذا علمنا أن كل متوفى دماغيا يمكنه أن ينقذ 9 أشخاص هم في أمس الحاجة إلى تلك الأعضاء مثل القلب الكبد والكلى والرئة والقرنية وغيرها من الأعضاء الأساسية، مؤكداً على أن الحملة فيها إحياء لروح التكافل بين أفراد المجتمع وتحضيرهم على رفع المعاناة عن بعضهم، وذلك من خلال تكامل الدور بين المؤسسات المجتمعية في الحث على التبرع بالأعضاء، واستنهاض القيم والهمم الإسلامية والبشرية. وأكدت الدكتورة حنان الغامدي نائب رئيس جمعية إيثار خلال مداخلتها في المؤتمر على أهمية التبرع بالأعضاء باعتباره رافدا من الروافد التي تعين المركز السعودي لزراعة الأعضاء على تقليص أعداد مرضى الفشل العضوي , مشيرة إلى أن الفشل العضوي يعتبر من أكثر المشاكل الطبية ومن التحديات التي يواجهها النظام الصحي. فيما أوضح رئيس اللجنة التنفيذية للحملة الدكتور جاسم الياقوت بأن الحملة تستمر لمدة أسبوع في معظم محافظات المنطقة الشرقية يتخللها مسيرة كرنفالية على واجهة الخبر البحرية، ومحاضرات دينية بمقر الغرفة التجارية وجامعة الملك فيصل بالأحساء، بالإضافة إلى عقد محاضرات طبية، كما سيتم تنظيم معرض للتوعية العامة بمجمع الراشد التجاري، ويشتمل المعرض على جوانب متنوعة بما فيها لوحة المحبة والسلام العالمية للفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن، يتخللها رسم وكتابة مليون عبارة تثقيفية معبرة عن الحملة، وكذلك معرض الياسمين الذي يجمع رؤية المصممة السعودية "رانية معلا" والمهندسة "رشا كيالي"، وهو رسالة خير لجمعية إيثار لتسليط الضوء على مفهوم الأمل وتقديم جزء من ريع المعرض للجمعية وتفتتحه حرم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية, ويحتوي على إكسسوارات منزلية فنية مستوحاة من عبق الياسمين ومن التراث، ومجموعة من التحف المنزلية المصنوعة بطريقة الموزاييك وتجمع فيها العراقة مع الحداثة، وقد يشمل قطعا من الأزياء المطرزة باليد. وكشف رئيس لجنة الشفاعة الحسنة المهندس محمد الدبل أن اللجنة استطاعت خلال الفترة الماضية مقابلة ذوي " 21 "متوفى دماغيا للحث على التبرع، وحصلت على موافقة 9 منهم، حيث تم زراعة 28 عضوا لمرضى الفشل العضوي باختلاف أنواعه (كلية – قلب – كبد – رئة). وأبدى نائب رئيس لجنة الشفاعة الحسنة بجمعية إيثار فضيلة الدكتور محمد بن علي البيشي، أسفه من وقوف أهل المتوفى دماغياً عائقاً في سبيل تحقيق الأجر للمتوفى خاصة إذا وقّع على البطاقة الخاصة بالتبرع، التي تكون رافداً للأجر له ولهم، مرجعاً ذلك للغموض الذي يكتنف موضوع التبرع بالأعضاء، رغم صدور الفتوى من مجمع الفقه الإسلامي المجيزة للتبرع في حال الوفاة الدماغية، والتي تعد وفاة معتبرة شرعاً.