تنظم دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة ملتقى الشارقة الحادي عشر للسرد بعنوان "هل الرواية سيدة الأجناس الأدبية؟" وذلك يومي 10 و11 من الشهر الجاري في قصر الثقافة. وقال عبدالله بن محمد العويس رئيس الدائرة: "إن الفعاليات الثقافية الكبرى متواصلة فبالأمس اختتمت فعاليات صيف الفنون حيث نظمت أثناءه 279 فعالية فنية في مناطق الإمارة كافة، وبالتعاون مع مؤسسات رسمية وأهلية عديدة، وخلال أيام تنطلق فعاليات ملتقى الشارقة للسرد لتأصيل المعرفة العالمة بأنساق السرد وفنونه وآدابه وتقنياته، باعتبار أن الرواية والقصة تمثلان فناً من الفنون الادبية المتمازجة والتي تجمع بين المهارة والموهبة". مضيفًا: "يشارك في هذه الدوره كوكبة من النقاد والروائيين والإعلاميين من مختلف البلدان العربية، حيث تنعقد الجلسات التداولية التي تناقش محاور عدة، إضافة إلى شهادات مبدعين على مدى يومين بجلسات صباحية ومسائية والدائرة حريصة على ترجمة وتنفيذ توصيات الملتقى". تجدر الإشارة إلى أن الملتقيات العشرة السابقة شارك فيها نقاد ومبدعون من البلاد العربية، وقد تم طباعة أبحاث وأوراق عمل تلك الملتقيات في كتب خاصة وفقاً لعنوان كل ملتقى، ويعتبر سؤال الملتقى في دورته الجديدة واحداً من الأسئلة التي فرضتها الثقافة العربية خلال العقد الأخير، وباتت محل جدل واسع، لا يزال حتى اليوم يثار من جديد كلما فتح الحديث عن الرواية في مقابل الشعر، فالملتقى يأتي بهدف استبيان القضايا العالقة في السرد العربي وتأصيل جذورها على يد نخبة من النقاد والروائيين الفاعلين في المنطقة. وتعتبر خطوة الملتقى التي كرستها الشارقة ضمن فعالياتها الثقافية المدروسة، إضاءة لافتة في المشهد الثقافي العربي على السرد بوصفه جنساً أدبياً واسعاً تحتاج التغيرات فيه إلى تأصيل ودراسة، فكما تنظم الشارقة ملتقيات ومهرجانات دولية للصورة، واللوحة، والقصيدة، جاء ملتقى السرد كل عام لطرح ومناقشة أبرز القضايا التي تتعلق بالقصة والرواية. يمكن المرور على تجربة الملتقى مروراً سريعاً، إذ أحدثت أثراً ملموساً في السنوات الأخيرة، فالملتقى يتوجه إلى التجارب السردية البارزة والمبشرة في العالم العربي، ويجمعها في الشارقة ضمن برنامج تتخلله جولات تعريفية وجلسات نقاشية، وندوات وغيرها، وذلك لهدم الحواجز وقرب المسافات بين أجيال الكتّاب العرب، إضافة إلى هذا كله فتح الملتقى نوافذ للروائيين والنقاد على مجمل حركة السرد في العالم العربي، حيث عرف العديد من المشاركين في فعالياته إلى الكثير من التجارب السردية اللافتة التي لم تلقَ نصيبها من الضوء والشهرة، فالكثير من التجارب السردية التي تبشر بقاصين وروائيين مهمين عربياً، تظل مغمورة حتى تكشف عنها الجوائز التي باتت تنتشر هذه الأيام، أو عبر رواية ينهال عليها النقد وتثير البعض على كاتبها، كما حصل مع العديد من الأسماء الروائية المعروفة، كما وعالج الملتقى في دورته التاسعة "الرواية الخليجية الجديدة"، وتضمن محاور رئيسية حول هذا الموضوع، حيث جاء المحور الأول بعنوان: "الرواية الخليجية" "بانوراما تاريخية وفنية"، والمحور الثاني "تحولات الرواية الخليجية" ملامح فنية عامة، "تبدلات البنية السردية في الرواية الجديدة"، و"الشخصية الروائية في فضاء الرواية الجديدة". أما المحور الثالث فتتناول "الرواية النسائية. . آفاق جديدة"، وضم مسارات عدة، منها: "مدخل إلى الرواية النسائية الجديدة"، "الرواية النسائية الخليجية" "جدل الماضي والراهن"، وصورة الرجل في الرواية النسائية الخليجية الجديدة"، وجاء المحور الرابع حول "صورة المدينة في الرواية الجديدة" واشتمل على: "تمثيلات المدينة المتحولة"، "إشكالية الهوية المتجددة"، و"الخروج من المكان إلى الذات"، وخصص المحور الخامس لرواية السيرة الذاتية.