دعا الرئيس عبد ربه منصور هادي إيران إلى تحكيم العقل والمنطق فيما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني، مدينا تحركات الحوثيين في صنعاء ومعتبرا ذلك تهديدا للامن والاستقرار. وقال هادي في لقاء له مع عدد من المشايخ والشخصيات الاجتماعية والسياسية من جميع محافظات البلاد ان على طهران أن تتعامل مع الشعب وليس مع فئة أو جماعة أو مذهب، مشيرا الى ان الحوثيين يتلقون الدعم من خلال اربع قنوات بث في بيروت لم يسمِها. واستعرض هادي مع شيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية والسياسية التطورات والمستجدات الراهنة على صعيد الحشود للحوثيين ومليشياتهم المسلحة وما تسببه من إقلاق للسكينة العامة وتهديد للأمن والاستقرار، معتبراً تمنطق الحوثيين بالسلاح والتجول به في مخيمات الاعتصام وفي الشوارع يمثل تحديا صارخا للمجتمع اليمني كافة. وأشار هادي إلى أن البعض لا يريد لصنعاء الأمن والاستقرار والخروج من الأزمة وإنما يريدها تشتعل ناراً مثلما هو حاصل في دمشق وبغداد وليبيا. وقال" نحن في اليمن ندعو إلى السلم دائما ونعمل من اجل السلم والاستقرار وتجنيب بلادنا الخلاف والحرب والدمار لما يخلف ذلك من مآسي في النفوس والعقول على مدى بعيد ويترك آثاراً سلبية على مختلف المستويات المعيشية والثقافية والاجتماعية ومختلف مناحي الحياة". ودعا هادي الجميع الى تحمل مسؤوليتهم، وأكد أن العاصمة صنعاء هي عاصمة كل اليمنيين، فهي عاصمة الجمهورية والوحدة والديمقراطية والحفاظ عليها وترسيخ الأمن والاستقرار فيها واجب على الجميع تفرضه المسؤولية الوطنية فالعبث بأمنها واستقرارها هو استهتار وعبث نتحمل مسئوليته جميعا. هذا وذكرت مصادر قبلية حضرت اللقاء ل"الرياض" ان الرئيس هادي قال "إنه لا تفاوض مع الحوثي بعد اليوم" ، وأضاف أنه مقتنع بهذا الأمر منذ مدة لكنه كان ينزل عند رغبة بعض الأحزاب في تشكيل لجان المفاوضات. وأضافت المصادر أن هادي ذكر "أن فرص التفاوض الكثيرة التي منحتها الدولة للحوثي جعلته يغتر كثيراً". من جانبهم دان الحاضرون تحركات "مليشيات الحوثيين من صعدة وحتى الجوف ومأرب وعمران وصولاً إلى محاصرة صنعاء بصورة تبعث على الشك والريبة من الأهداف الحقيقية وراء هذا التحرك". وتعهد الحاضرون من شيوخ القبائل وبحسب وكالة الانباء الرسمية سبأ "انهم سيكونون جنوداً مجندة إلى جانب جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي في تجاوز هذه المحنة وسيقفون بقوة وصرامة ضد الغطرسة والعنف واستخدام الأساليب الملتوية التي تتآمر على استقرار وامن اليمن". ودعا الحاضرون هادي مع ذلك الى بذل "كافة الجهود من اجل درء هذا الخطر الداهم الذي يهدد امن واستقرار العاصمة صنعاء واليمن كله ويعرض الأمن المجتمعي إلى خطر حقيقي". اجتماع امس بحسب الدكتور نبيل الشرجبي، استاذ تحليل الازمات جاء بهدف التقاط اشارات الضعف او الانقسام في صف الحوثيين. وقال الطرف الحوثي وسع من دائرة الصراع وقام بفرز لليمنيين وأن من يقوم معه هم الاخيار. فيما بدا الخلاف يدب داخل المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذي اظهر تحالفا مع جماعة الحوثي. وأشار الى ان هناك مؤشرات تدل على وجود خلافات بين الحوثي والجماعات التي أيدته. وأوضح الشرجبي ان الرئيس هادي يريد يعطي فرصة للجهود، واعطاء فرصة للحوثي لوقف الابتزاز السياسي، لكنه أكد أن هذا الانقسام في جبهة الحوثي تعطي الدولة فرصة هامة لبناء تحالفات جديدة للوقوف في وجه هذه الجماعة التي أبدت تعنتا وصلفا ورفضا لكافة المبادرات والتنازلات.