بعض الشخصيات كثيرة التردد، لعل ترددها ينبع من قلة التجربة، من كثرة التفكير، والتعمق فيه بدون داع من التحليل الزائد للمواقف، من الذبذبة النفسية التي تجعل الشخص يتأثر كثيرا بآراء الآخرين أو تجعله يرغب في الحصول على كل شيء في نفس الوقت مهما كانت هذه الأشياء متضادة، لعله الطمع العقلي الذي يشوش في ذهنه مفهوم الخيارات، أو الخوف من الفشل أو الندم. بعض الشخصيات لا تعرف التعامل مع الندم، بعضها تعتبره هزيمة، وبعضها تجتره كمسبب للألم النفسي والضيق والقلق. هل ندمت على اختياراتك؟ بالطبع ستكون الإجابة ب "أحيانا ومن منا لم يندم"، فنحن لا نملك الحالة الذهنية الصافية التي تجعلنا نختار بتجرد وبمنطقية دائما، فأحيانا نتأثر بمعطيات مختلفة حولنا، أحيانا نتسرع، وأحيانا نقامر في اختياراتنا. الخوف من الاختيار يولد شخصية مترددة، وهذه الشخصية قد تضيّع على نفسها فرصا كثيرة للنجاح أو التميز أو حتى الحصول على ما ترغبه وتريده. إذا كنا هنا نتحدث عن أمور شخصية وليست عملية. هذه الشخصية تحول كل فرصة إلى تحد شخصي محير يضيق عليها اختياراتها بدلا من أن يسهل ذلك. وجود الخيارات في حياتك، دلالة على توفر الفرص، ووجود الفرص يعطيك مساحة للتحرك لا للحيرة فمن منا يكره الفرص؟ كلنا يتغنى في البحث عن فرصة!، فتخيل لو أنك مجبر دائما على اختيار طريق معين تسلكه كل صباح حتى وإن أصبح مزدحما أو غزته الحفريات التي تغلق مداخله ومخارجه فإنك حتما ستشعر بالضغط العصبي، لكن لو وجد طريق آخر فإن لك الحرية هنا أن تختاره أو ترفضه، المهم هنا هو وجود المساحة للتحرك. وهذا ينطبق على أشياء كثيرة في حياتنا. لماذا نفشل في خياراتنا؟ من الطبيعي أن تفشل أحيانا، المشكلة هنا في طريقتك للتعامل مع الفشل، قد تتقبله وقد تعتبره هزيمة نهائية. يعتمد هذا على فلسفتك ورؤيتك الشخصية. قدرتك على التعامل مع الخيارات التي تمر بك تزيد من تحويلها لفرص مفيدة. لا تتردد ولا تقف محتارا، ولا تقلد الآخرين، ولا تسأل ماذا تفعل لو كنت مكاني، فقط اغمضْ عينيك وركز على ما تريده أنت لا ما يرده أو يتوقعه الآخرون منك، اعرف نفسك واعرف قدراتها وأحلامها وأهدافها ثم حدد اختياراتك.