هو فنان اتخذ من البيئة المحلية موضوعاً اساسياً لتصويره ورسمه، وسجل اجمل اللحظات البسيطة في الحياة اليومية السعودية بأجمل اللوحات. رسم الطفل في مداعبة حانية مع والده مع اسقاطات للضوء يشعر بها الرائي ويعيش لحظة ذكريات تعبق برائحة الماضي، ورسم غصن الشجرة الذابل وهو يحمل القوة والحياة في تباين خلاق بين الظل والنور بحرفيته الخاصة. يعد من رواد الحركة التشكيلية السعودية. جمل مدخل مكةالمكرمة بتصميمه لبوابتها في فكرة استوحاها من حامل القرآن الكريم، وله من المجسمات الجمالية الكثير التي تزين المباني والادارات الحكومية. تلقى تعليمه في بلاده ثم ابتعث «لروما» عاصمة الفن الجميل لاكمال دراسته، فحاز على العديد من الجوائز في التفوق والابداع، هو فنان في تعامله، وتواضعه، ودقة مواعيده. استضاف «ثقافة اليوم» في مرسمه وكان لها هذا الحوار الجميل مع الرائد التشكيلي ضياء عزيز ضياء الذي تزامن مع احتفالية مؤسسة المنصورية للثقافة والابداع باقامة معرضه «الاستعادي» اصدار الكتاب الخاص عن حياته واعماله الفنية.. فإلى الحوار: ٭ كيف وجدت الاصداء بعد الاحتفالية الجميلة لمعرضك «الاستعادي» الذي اقامته مؤسسة المنصورية مؤخراً؟ - الحقيقة كانت الاصداء جميلة جداً والرعاية الكريمة التي وجدتها من مؤسسة المنصورية لاقامة معرضي «الاستعادي». وهذا ما يجب ان يكون للفنان المتميز، على هذا المستوى الراقي، وهذا كان طموحي في اقامة معرضي الشخصي. ٭ خلال سيرتك الفنية الطويلة لم تقم سوى معرضين وهذا الثالث بعد 32 سنة من معرضك الثاني.. لماذا انت مقل في ذلك؟ - ابداً، طموحي هو اقامة معرض بهذا المستوى الذي اقامته المنصورية، وما كان من الممكن ان اقيمه على حسابي الخاص. فالفنان قد لا يكون ثريا، ويحتاج لجهة تدعمه وتحاول ان ترفع من شأنه وتحتضنه، وتدعمه، وتنشره في العالم لانه يعتبر حاملا لثقافة وطنه ويعد مفخرة لهذا الوطن. ٭ لوحاتك تحمل في عنوانها ذكريات الماضي والحاضر وفيها تسجيل جميل لمواقف من البيئة السعودية اخبرنا كيف تناولتها؟ - نعم، فالفنان يظهر دواخل وطبيعة الإنسان فلوحاتي رسمت فيها بيئة الإنسان السعودي وكيف اخرجتها في اللوحة، وطريقة تناولي لها من ناحية الجو العام الذي كنا نعيشه والاضاءة التي كنا نعايشها وفي بعض اللوحات تجد حواسك الخمس تتحرك للاثارة التي في اللوحة، فلوحة المزمار تسمع صوت الطبول والاغاني فاللوحة تحرك مشاعر الناس وتستوقفهم وتجعلهم يشعرون بذكرى مامضى او الحاضر او مستقبلاً يرسم افكارا لم تحدث بعد وقد تحدث، وكله من الخيال الواسع للفنان. ٭ كثر الحديث حولك بأنك فنان اكاديمي تقليدي غير مجدد ولم تجار التيارات الحديثة من تجريد وغيره.. كيف ترد على ذلك؟ - هناك اتجاهات كثيرة مختلفة يمكن للفنان ان يختار المدرسة الفنية التي يريد، ولكن انا ارى ان من يدخل اي مدرسة فنية ان يكون مقتنعا بها لكي يبدع فيها، ولا يكفي ان يكون مقلدا فقط. فانا اقرب للواقعية، ويكون في اعمالي التعبيرية وفيها الانطباعية اي انها خليط، ولكن لا تستطيع ان تحكم بأنها انطباعية او تعبيرية. فلوحاتي لا تحكم عليها انها تنتمي لهذه او لتلك، او مقلدة لاحد فناني تلك المدارس مثل «مونيه» أو «فان كوخ» او غيرهم في ذلك العصر. وليس من الضروري ان اتبع مدرسة معينة، فأنا ارسم بأحساسي وبالشيء الذي اشعر به واستمتع، وانا اعمل فيه، فالفنان من اسعد الناس لانه لا يشعر بالملل واذا شعر به، فإنه يجدد لانه سريع الاحساس بالملل. والملل «نعمة من الله». ٭ ولكن اعمالك بنفس الاسلوب؟ - نعم.. ولكن كل عمل مختلف، فأنا لا اكرر نفسي فكل عمل له موضوع، وله زاويته، وله احساسه. ولا استطيع ان احس بالاعمال التجريدية او الحديثة الآن. ٭ هل ينبغي للفنان التجريدي ان يكون لديه قاعدة قوية في رسم الواقعي او التعبيري؟ - نعم، بل ويمارسه ويبدع فيه ثم يختار التجريدي ويبدع فيه ولا يكون مقلداً لاحد، ويكون له اسلوبه الخاص، ولكن عندما يأتي فنان لا يملك تلك المقدرة في التعبيري او الواقعي ويرسم التجريد فقط بتشكيل معين وبالألوان المتداخلة التي ليس لها هدف، ولا دراسة ويسميه تجريد، فهذا غير مقبول. ٭ كثرة اقامة المعارض الفنية.. هل تراها ظاهرة صحية في اثراء الحركة التشكيلية السعودية؟ - كثرة الفنانين ظاهرة صحية، ففي كثرتهم يظهر الموهوب والعبقري، ولكن كثرة اقامة المعارض ان لم تكن مدروسة ومستوى الاعمال والفنان دون المستوى العام، فأكيد انها سوف تضر بالحركة التشكيلية، والفنان نفسه. و«القاليريات» او صالات العرض المحترمة في العالم ليس اي فنان تعرض اعماله حتى لو دفع مبالغ كبيرة. ما لم تكن اعماله في مستوى العرض. لأن لديها مصداقية مع الجمهور، ولا تريد ان تفقدها مهما كانت المغريات، والعكس لدى الصالات التي تهدف للكسب المادي، وتعرض لاي فنان فهي تضر ولا تخدم الحركة التشكيلية. ٭ هل ترى ان تكون العملية مقننة؟ - نعم، ولكن اخاف ان تكون اللجنة المحكمة او المقننة غير منصفة او لا تكون على دراسة، فيجب ان تكون لذوي الاختصاص من نقاد واساتذة متخصصين. ٭ مارست مهنة التدريس في مادة التربية الفنية ولم تكمل.. هل لانك لم تتقبل مهنة التدريس، وكيف ترى منهج التربية الفنية في المدارس؟ - نعم درست، ولكني استقلت لاجد الحرية في ممارسة اعمالي الفنية دون قيود. وعن رأيي في مادة «التربية الفنية»، فليس لدينا مدارس تعلم الرسم «للأسف» فحصة التربية الفنية تعد حصة «لعب» للطلاب، فالمعلم لا يستطيع اجبار الطالب على تعلم الرسم ما لم يكن يهواها. ولان الموهبة تأتي منذ الولادة، ولكن ارى بأن يدرس الطلاب غير المهتمين بالرسم تاريخ الفن ودراسة الالوان، وتكون لديهم ثقافة فنية، لتعليمهم التذوق الفني للوحة، وكيف يرى الجمال فيها. فهذه معلومات عامة ليس المهم ان يكون «فنانا». ٭ هل ترى ان هناك تغطية اعلامية كافية للفن التشكيلي لدينا؟ - قليلة جداً، وسبق وتحدثت في الملتقى الثقافي الذي اقامته وزارة الثقافة والاعلام مؤخراً في الرياض. ان يكون هناك اهتمامات اكبر بوسائل كثيرة لا اعتقد انها مكلفة حيث تحتاج فقط لمذيع، ومصور يلتقي بفناني المملكة في مراسمهم ويصورهم وهم يرسمون ويشرحون اعمالهم وتجاربهم وتعرض على الناس لتعمم الفائدة. ٭ من من الفنانين في الساحة التشكيلية حالياً يلفت انتباهك وترى ان مستواه يجعله يقدم شيئاً جديداً مستقبلاً؟ - لا استطيع ان احدد فنانا معينا، ولكن بشكل عام لدينا فنانون يبشرون بخير في ظل وجود الدعم والمساندة. ٭ من هو ناقدك الاول..؟ - الحقيقة ناقدي الاول هو شريكة حياتي زوجتي ليلى حمزة شحاتة فهي رفيقة دربي وزميلتي في دراستي وقد تخرجنا سوياً من الاكاديمية، ولكن اتجهت لرعاية الابناء والاهتمام باعمال الديكور. وتهمني آراوها في اعمالي فهي لا تجاملني ابداً. ٭ في مداخلة للسيدة «ليلى شحاتة» زوجة الفنان عن ما يجب ان تكون عليه زوجة الفنان:- انا ارى ان تكون زوجة الفنان متحلية بالصبر، وعدم الغيرة، بل يجب ان تكون الداعمة الاولى في مسيرته ويجب ان تكون الثقة موجودة، وتحاول ايجاد الجو الصحي لزوجها لان الفنان لديه مزاجية خاصة تستطيع الزوجة ان تعرفها وتلمسها متى ما اردت ذلك. وعن ضياء تقول: لم نكن في اتفاق دائم بل هناك اختلافات في وجهات النظر، ولكن في الاخير يستطيع احدنا اقناع الآخر بوجهة نظره. وتكمل.. ضياء يتميز بانه غير اناني ويتمنى الخير للجميع ويقدم ما يطلب منه من مساعدة او استشارة لاي فنان دون التأخير فهو محب للجميع ولديه احساس مرهف عجيب. وانا احتفظ بجميع لوحاته التي يرفضها ويكون غير مقتنع بها، فانا لي نظرة فيها.