في خطوة تصعيدية لرفض مبادرة الاجماع الوطني، تظاهر الالاف من انصار جماعة الحوثي في صنعاء استمراراً لخطوات التصعيد التي أسموها بالمرحلة الثالثة والأخيرة. التظاهرة التي اصابت بعض شوارع المدينة بالشلل منعت قوات الأمن التي انتشرت بكثافة من الوصول الى مبنى الحكومة. وتأتي تظاهرة الحوثيين بعد اطلاق مبادرة الاجماع الوطني التي لبت الكثير من مطالب الحوثيين واهمها اقرار اقالة الحكومة وتخفيض اسعار الوقود بنسبة ثلاثين بالمائة، مقابل رفع مخيمات الاعتصام والتصعيد. وعلى الرغم من التنازلات التي قدمتها للحوثيين، إلا ان المبادرة طالبتهم بالانسحاب من محافظة عمران، ووقف القتال في الجوف وهي مطالب سبق لمجلس الامن الدولي طرحها. في المقابل أقرت الحكومة اليمنية برئاسة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي امس البدء بتنفيذ ما جاء في المبادرة بشأن تخفيض أسعار الوقود. ووافقت على تأجيل تحصيل الضريبة العامة على المبيعات والرسوم الجمركية ورسوم صندوق صيانة الطرق والجسور والمضافة على اسعار مادتي الديزل والبنزين، باعتبارها من الكلف الاضافية محل المراجعة. وأعربت عن تفهمها الكامل لمعاناة المواطنين وحرصها على اتخاذ جميع الاجراءات الكفيلة بالتخفيف من الآثار الجانبية لتصحيح أسعار المشتقات النفطية خاصة على المزارعين والصيادين وفقاً للتوجيهات الرئاسية وقرارات الحكومة بهذا الشأن. وطلب الرئيس هادي من حكومة الوفاق الوطني الاستمرار في أعمالها بشكل طبيعي واعتيادي حتى يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بناء على توصيات اللجنة الوطنية الرئاسية المشكلة من جميع الاحزاب والتنظيمات السياسية والمقرة في اللقاء الوطني الموسع. وقال: "علينا أن نعمل جميعا كفريق واحد لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي اجمعت عليها كافة القوى الوطنية والسياسية، فالوطن لم يعد يحتمل المزيد من التصعيد والدفع به الى اتون العنف والفوضى". وتعهد هادي بأن تعمل الحكومة بكل حزم تجاه استمرار مليشيات الحوثي بالتصعيد في العاصمة صنعاء ومحيطها، وقال:" اننا سنعمل من اجل استتباب الأمن واستقرار في ربوع الوطن والحفاظ على السكينة العامة للمجتمع مهما كان الامر، ولن نتهاون فيما يتعلق بأمن العاصمة صنعاء". واضاف: "ان اليمن اليوم امام اختبار حقيقي فإما أن نكون أو لا نكون، فالتحديات جسيمة وكبيرة وعلينا القيام بمسؤوليتنا جميعا كل من موقعه لتجاوزها".