وصل وفد يمني رفيع أوفده رئيس الجمهورية الى معقل الحوثيين في محافظة صعدة الشمالية للقاء زعيم المتمردين وحثه على التهدئة فيما استمر انصاره المسلحون بالاحتشاد عند مداخل صنعاء عشية انتهاء مهلة حددوها لأسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع اسعار الوقود. وفي هذه الاثناء أكدت مصادر في لجنة الوساطة ل«عكاظ» أن اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع زعيم الحوثيين لم تتواصل إلى أي نتائج سوى تأجيل دعوة التصعيد التي أطلقها والاستمرار في اللقاءات والمفاوضات، مبينة بأن الحوثي متمسك بمطالبه ويرفض سحب مسلحيه والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وقال المصدر «الذي فضل عدم ذكر اسمه»: «اللجنة التقت عبد الملك الحوثي الذي اصر على إلغاء قرار الحكومة برفع المشتقات النفطية والمشاركة في الحكومة بحيث يمنح عشر وزارات ليتم بعدها رفع الساحات كمرحلة ثانية» مبينة بأن اللجنة لم تتوصل معه إلى أي نتائج تذكر سوى تأجيل التصعيد والعصيان المدني الذي دعا أنصاره لتنفيذه اليوم الجمعة حتى وقت آخر. وأوضحت المصادر أن الحوثي يشترط بحث موعد البدء في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وخاصة قضية صعدة كحزمة عقب رفع الساحات ، ولم يستبعد المصدر أن تستمر المفاوضات حتى غد السبت .. قائلاً: «يبدو أن الامر سيطول اللقاءات وقد تستمر إلى غد السبت»، مؤكداً بأن اللجنة تواجه صعوبات في مفاوضاتها مع الحوثي. وكان الرئيس عبدربه منصور هادي قد اعلن رفع حالة «الاستعداد واليقظة العالية» في صفوف القوات المسلحة «لمواجهة كافة الاحتمالات»، ما يعزز المخاوف من امكانية انزلاق الوضع في صنعاء الى اتون العنف. وفي كلمة امام اللجنة الامنية العليا ومجلس الدفاع الوطني، دعا هادي حسبما نقلت عنه وكالة الانباء اليمنية الى «رفع درجة الاستعداد واليقظة العالية من قبل القوات المسلحة والأمن بكل أجهزته لمواجهة كافة الاحتمالات». واعتبر انه «لا يحق لجماعة الحوثي ان تكون وصية على الشعب باستخدام ذرائع واهية وبالية»، في اشارة الى مطالبتهم بالتراجع عن رفع اسعار الوقود. ودعت سيارات تابعة للحوثيين بمكبرات الصوت، اهالي صنعاء للتظاهر مجددا عصر امس للمطالبة بإسقاط الحكومة والتراجع عن الجرعة السعرية اي عن رفع اسعار الوقود. واكد شهود عيان ومراقبون ان التجمعات الحوثية موجودة خصوصا عند المدخل الشمالي لصنعاء بالقرب من المطار، وفي الشمال الغربي بالقرب من معسكر لقوات الاحتياط، وفي المدخل الغربي بالقرب من منطقة المساجد ومعسكر قوات الامن الخاصة، وفي الجنوب في منطقة حزيز القريبة من قيادة قوات الاحتياط. واستغرب مصدر سياسي «تواجد المخيمات الحوثية بالقرب من المطار والمعسكرات وكأن هناك نية للانقضاض على المدينة». وبحسب المصدر، فإن صنعاء «تعيش حالة سباق بين الانفجار والتهدئة» التي يسعى اليها الوفد الرئاسي. ولم يستبعد هذا المصدر «حصول تسوية في اللحظة الاخيرة».