ماجت قرى وبلدات عكار وخصوصا فنيدق أمس بعد التأكد من أن الجندي المذبوح من قبل "داعش" في سوريا هو إبنها الشهيد علي السيّد إبن فنيدق وعكّار التي تشكّل الخزّان السنيّ للجيش اللبناني. وكأن المشاهد الوحشية التي تمّت فيها عملية الذبح لم تكف وهي أرسلت الى أهل الشهيد من القتلة عبر خدمة "الواتس أب" حتى يستكمل القتلة جريمتهم بالتمثيل بالجثة التي تطلّب التعرّف إليها إجراء فحوص ال"دي أن آي". وأثناء تشييع الشهيد أمس ماجت قرى الشمال وبلداته وسط هتافات ضدّ النازحين السوريين ودعوات لطردهم من فنيدق والقضاء العكاري إنتقاما لدم الشهيد. أّمّا عمّ الرقيب الشهيد علي السيد فأشار في كلمة القاها لدى وصول موكب جثمان الشهيد إلى بلدة المحمرة في عكار الى "ثورة الكرامة والشرف لفك أسر "حماة الشرف"، وقال: "لن نسكت حتى عودة الأسرى سالمين"، مضيفا بحسرة: "سئمنا من الدولة ومن المسؤولين وسوف تندمون". اما والد الشهيد السيد، فقال: "أشكر أهالي البلدات المجاورة على الحضور الكثيف لتشييع ابني، وأطالب الجميع بعدم اطلاق الرصاص، وابني شهيد الوطن، وهذا شهيد كل عكار وفنيدق ولبنان واتمنى عودة جميع الاسرى" في هذا الوقت إستمرّ أهالي بقيّة المخطوفين من الجنود (في الجيش وقوى الأمن) والذين يبلغ عددهم الثلاثين في التظاهر وقطع الطرقات لحثّ الحكومة اللبنانية على تكثيف مفاوضاتها من أجل إطلاق أبنائها. ولعلّ ما أثار العائلات هو إعلان عدّة أطراف في الحكومة اللبنانية وايضا النائب وليد جنبلاط عن رفض قاطع لاقتراح مقايضة العسكريين لقاء إطلاق سراح موقوفين في سجن روميه إلا هؤلاء الذين يخضعون لمحاكمة من غير المساومة البتة على إمكانية البحث بإطلاق عماد جمعة أو جمال دفتردار وجمانة حميد وسواهم من الموقوفين المتهمين بعمليات تفجير إرهابية في لبنان. ومن المنتظر أن يسجّل مجلس الوزراء اليوم في جلسة إستثنائيّة موقفا موحدا وواضحا في ملفّ العسكريين وسط تهديدات بفرط عقد الحكومة في حال خضع رئيسها تمّام سلام لهذه الضغوط وهو من يأخذ على عاتقه الشخصي هذا الملفّ الخطير ذي الأبعاد الوطنية التي تتصل بكرامة لبنان والمؤسسة العسكريّة. وأمس التقى الرئيس سلام المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الذي قال أنه عبّر لسلام عن تضامن الأممالمتحدة مع الحكومة والقوى الأمنية ومع عائلات عناصر الأمن المحتجزين من قبل مجموعات مسلحة متطرفة، وعن إدانة الأممالمتحدة الشديدة لأفعال تلك المجموعات". وأكد بلامبلي على الحاجة إلى الوحدة ودعم الحكومة في هذه اللحظة الصعبة جدا، ورحّب الإضافي الذي تقدمه الدول الأعضاء بالأممالمتحدة لقوى الأمن الداخليفي مواجهة هذه التحديات.