تأسست في عصر الملك هنري الأول في العصور الوسطى في انكلترا، فكرة تربية الكلاب وتدريبها، وهذه الفكرة طُرحت إبان الحرب العالمية الأولى، وانتشرت في بعض دول أوروبا، واهتم الكثير بوسائل نجاح هذه المهام بإتقان لكفاءة ووفاء هذا الحيوان وتقديراً لفائدته. فالانضباط عادة ما يحول دون العيوب وطريقة التفكير، وهذا ما طبقه الكلب البوليسي المدرب على ثلاث خطوات مهمة في قواعد نجاحه، منها نشاط ذاكرته التي تحتفظ بالمعلومة وفق بواعث التتبع، والكشف عن المواد المنوط به اكتشافها، والحراسة والمطاردة _ مطاردة المجرمين _ وروائح المخدرات والمتفجرات العالقة بأدوات الجريمة. فالنجاح المرتقب من تلك النتائج التي حققتها العصور المختلفة لا زالت مستمرة، بل أصبح يكتسب مشروعيته من خلال الفكرة المخصوصة من تربية الكلاب وتدريبها، فلا يكاد بيت في أمريكا أو أوروبا يخلو من كلب، والمفهوم أصبح تصوراً يتضمن ولاء ورعاية مقابل وفاء، وحيوان عاقل يعتني بحيوان يكتسب العقل بالمعرفة والتربية، وهو في تقدير أرسطو تعريف الإنسان بكونه حيواناً يحيل على النوع. وكثيراً ما تواجهنا الحياة بمبادئ غير قابلة للفهم ولكنها تثبت البناء وتحميه من الانهيار، وفي سورة الإسراء هذه الآية العظيمة التي تفضل الإنسان على جميع المخلوقات. إذ قال تعالى في الآية الكريمة من سورة الإسراء:(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً...)و تشريفه لبني آدم وتكريمه إياهم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها كما قال (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) التين 4. أي يمشي قائماً منتصباً على رجليه ويأكل بيديه وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه وجعل له سمعاً وبصراً وفؤاداً يفقه بذلك كله وينتفع به ويفرق بين الأشياء ويعرف منافعها وخواصها ومضارها في الأمور الدنيوية والدينية. وهذا ما نقلته نصاً ومعنى من القرآن والتفسير عن كرامة الإنسان وفضله على سائر المخلوقات. فالنص مقتطف من مشاهدات غير سارة يقوم بها الإنسان نتيجة تهور وليس نتيجة تدريب، وإن الخلط بين المعاني والألفاظ قد يقدم علامات غير قادرة على التلاؤم، فالمشاركون في الأخطاء كثر والمسؤولية تقع على عاتق المتقدم لها، والاستنتاجات الفاسدة هي التي تولد الأخطاء. وفي سياق القول لابد من ذكر معنى الوصاية فهي تأتي بمفهومها على العامة وتتشابه مع منطق القوامة، التي تطبق على الأفراد بمفهوم التسلط المبتذل أحياناً، الذي يحدث الضجيج العشوائي غير المبرر. إن كشف الآلية المشتركة تفضي إلى تدهور عصري لا مثيل له، فالمتعلم العالم عندما يقضي بالعنف، فهو يؤكد طبيعة الخلط بين الشر والخير، ويقود إلى اختلاف يتعلق بكيفية غير ناصعة تشوبها مفارقات كبيرة، لا تنم إلا عن سخط داخلي يفوق جميع الأسئلة والأجوبة، فيما تكون هذه الأسئلة مصوغة على نحو إجابات مبتورة تنتهي بالخوف من عقاب غير عادل.