قال وزير الداخلية الكويتي الشيخ نواف الأحمد ان عددا من اعتقلوا ما بين حادثة حولي وحادثة أم الهيمان بلغ حوالي 15 مشتبها بهم جميعهم من الكويتيين والسعوديين يعتقد بأنهم متورطون رئيسيون في الحادثتين. وكشف الشيخ نواف عن أن تعاونا أمنيا «مطلقا» يتم منذ بداية الأحداث المؤسفة في الكويت بين السلطات الأمنية في بلاده ونظيرتها في المملكة العربية السعودية. ولم يذكر الشيخ نواف عدد السعوديين المعتقلين على ذمة تلك الأحداث، لكن مصادر أمنية كويتية كشفت ل«الرياض» ان عددهم يتجاوز الأربعة، فيما لايزال أكثر من ثلاثة آخرين متوارين عن الأنظار حتى الآن. إلى ذلك سيطرت الأجواء الأمنية على جلسة مجلس الوزراء الكويتي التي وصفت بالساخنة على اثر التداعيات التي شهدتها الكويت منذ منتصف الأسبوع الماضي بعد المواجهات المسلحة التي سقط على اثرها عدد من رجال الأمن وكذلك بعض المتطرفين المطلوبين للأجهزة الأمنية. وكانت سبل احتواء الفكر التكفيري المتطرف عبر خطوات عملية مستمرة محور حديث رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد والذي طالب جميع وزرائه كل حسب موقعه بمحاربة ذلك الفكر على كل الأصعدة عبر تفويضه لهم بالعمل على ذلك وبشكل فوري دون الرجوع إليه، لكن الشيخ صباح حدد عددا من الوزارات منها التربية والأوقاف والداخلية قال لحملة حقائبها خلال الجلسة أن دوركم حيوي وضروري في هذا الجانب، لذا عليكم اجتثاث الفكر التكفيري المتطرف من خلال المساجد ومناهج التعليم والمعالجة الأمنية. وكلف الشيخ صباح وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بفتح قنوات الحوار مع جمعيات النفع العام بصفة عامة وذات الطابع الديني بصفة خاصة لنبذ تلك الأحداث الغريبة عن المجتمع الكويتي، كما كلف وزير الإعلام فيصل الحجي بوضع خطط مكثفة للتوعية ضد الفكر المتطرف يتم خلالها حث المواطنين والمقيمين على الادلاء بالمعلومات للجهات المختصة. وشدد الشيخ صباح على أهمية تنقيح ومراجعة المناهج خاصة فيما تحتويه بعضها من أفكار لا يدركها الطلبة وتحتاج إلى تفسير وشرح دقيق صحيح لمعانيها، وكلف في هذا الشأن وزير التربية وضع خطة توعوية تتم متابعة تنفيذها من قبل مختصين في التعليم، واعتمد مجلس الوزراء الكويتي خلال هذه الجلسة (الأمنية) تشكيل لجنة ثلاثية من وزارتي الداخلية والدفاع اضافة إلى الحرس الوطني تعمل على مدار الساعة لمتابعة الوضع الأمني في البلاد، وخولت اللجنة باعداد وصياغة القوانين والمشاريع المستعجلة التي تتطلب سرعة البت فيها سواء من قبل الحكومة أو مجلس الأمة. في غضون ذلك طالب 11 عضواً في مجلس الأمة الكويتي بتخصيص جلسة استثنائية سرية يتم فيها مناقشة التطورات الأمنية الأخيرة وسبل مكافحة الإرهاب وانتشار الفكر التكفيري في البلاد. وعلى الصعيد تداعيات الأحداث الأخيرة اتهمت الكويت أطرافا خارجية دون ان تسميها تعمل على تغذية الإرهابيين لتعكير أمنها واستقرارها، وقال وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك في تصريح صحفي ان هناك من يسعى إلى المساس بأمن بلادنا عبر اتصاله بهذه الجماعات المتطرفة والتي لن يستطيعوا أن يهزموا إرادة الكويت ولن ينتصروا في تحقيق مآربهم، وفي هذا الاطار بث ما يسمى بتلفزيون واذاعة الإصلاح التي تنطلق من لندن وكذلك عدة مواقع على الانترنت بيانات تدعو إلى نصرة ما أسمته ب(المجاهدين) في أم الهيمان. هذا ومازال مسلسل المداهمات والمطاردات مستمرا بين أجهزة الأمن الكويتية والمتشددين، وسط تضارب الأنباء عن اعداد من تم القبض عليهم، ولكن المؤكد ان 8 مطلوبين مهمين من أصل 13 تم القاء القبض عليهم ثبت تورطهم فعلياً في حادثة حولي وأم الهيمان، بالرغم من أن اعداد المقبوض عليهم تجاوزت ال60 مشتبها بهم، إلا ان أغلبهم تم ايقافه احترازياً. وكانت آخر عمليات المداهمة الكبيرة قد وقعت في منطقة الفيحاء ألقي القبض خلالها على 4 مطلوبين عثر بحوزتهم على مبالغ مالية كبيرة وأختام وجوازات سفر خليجية وعربية مزورة، وتقول مصادر أمنية كويتية رفيعة ان تلك المجموعة كانت تسعى لتنفيذ عمليات إرهابية وتكرار سيناريو ذبح الغربيين، مضيفة ان العداء للأمريكيين تحديداً اتضح في جميع التحقيقات التي تجريها سلطات الأمن مع المطلوبين. من جانب آخر نفى وكيل وزارة الداخلية الكويتي الفريق ناصر العثمان ما تردد من أنباء عن تقديمه لاستقالته من منصبه، وقال للصحافيين في أحد المواقع «ليس هناك ما يستدعي إقدامي على ذلك»، ويتزامن هذا النفي مع آخرين صدرا من وزارة الدفاع الكويتية وكذلك السفارة الأمريكية رداً على بيان وزع عبر الانترنت قالت فيه جماعة تطلق على نفسها (المجاهدين في الكويت) انها قتلت 3 جنود أمريكان وآخر كوري في معسكر اللواء 15 في منطقة عريفجان العسكرية جنوب البلاد، وقال بيان صادر من الجيش الكويتي «ما ذكر محض افتراء ولا يستحق الرد»، وهو ما أكدته السفارة الأمريكية عبر بيان قالت فيه «لا يوجد جنود أمريكيون في ذلك المعسكر وما ذكر عار عن الصحة، فيما قالت السفارة الكورية هنا انه لا يوجد أي جندي كوري في دولة الكويت. إلى ذلك وفي اجراء هو الأول من نوعه منذ انتهاء العمليات العسكرية في العراق أقامت القوات الأمريكية نقاط تفتيش ثابتة على طول الطريق السريع الواصل بين الكويت والعراق، قيل انها أقيمت بعد معلومات وردت إلى قيادة الجيش الأمريكي تفيد بدخول مركبات من العراق قد تستخدم في عمليات إرهابية ضد المعسكرات الأمريكية في الكويت. إلى ذلك اعلنت مصادر امنية وشهود عيان ان عناصر من الوحدات الخاصة في قوات امن كويتية كبيرة مدعومة بسيارات مصفحة قامت أمس الاثنين بعمليات مداهمة في احدى النواحي في منطقة الصباحية التي تقع على بعد حوالي اربعين كيلومترا جنوب العاصمة الكويتية. وقالت المصادر ان العملية المستمرة منذ قبيل ظهر أمس الاثنين تهدف إلى البحث عن اسلحة. واشارت إلى انه لم يحدث اطلاق نار. وتقع المنطقة التي تمت مداهمتها على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا شمال ام الهيمان.