ما قصة قلبي يدب في داخله الوجد؟ ما قصة عيني أصابها الرمد؟ ما لها حسرة جرّحت قلبي المثقل بصروف الدنيا فقد ذهب زمني الوردي! ولماذا بلغ حزني هذا الحد؟! لا أعتقد أن أحداً سيلومني لو يدري. هي غصةٌ اجتاحت أُنسي ومصيبة اغتالت نفسي التي باحت بنجواها، منذ أن ماتت أمي رحمة الله تغشاها، فهذه المصيبة ما أقساها!، باتت غصة في حلقي أحاول عبثاً أن أتحاشاها. ست سنين مضت عشت على ذكراها، آه آه آه لقد فقدت رؤياها، ما أتعس دنياي! ما أقساها! أصبحت اليوم وغداً لا أسعد بلقياها، تعساً لقلبي الجريح من لي بأم سواها؟! وها أنا أبحث عن أمي في حجرتها عند سجادتها، أبحث في الغرفة كالمجنون في أولاها وأخراها فلا أبصر إلا خيالها وطيفها فيفيض دمعي من نجواها فكأني بها تخاطبني: ولدي لا تحزن لعل الله أن يجمعنا ثانية في جنته فيارب اجعل جنتك مأواي ومأواها. أعيش كل لحظة على ذكراها ما أغلاها! روحي المتعبة باحت بشكواها. وفي يوم وقفت على قبر أمي - رحمها الله - وانهالت دموعي على ثراها، علّ دموعي تخفف أحزاني وتطفئ لوعتي عندما دار في عقلي شريط ذكراها. أنا اليتيم حقاً رغم أربعة عقود من السنين فالحياة بدون أمي فقدت بريقها وحلاها وحسنها وشذاها وفرحها وطيبها وسناها. فقدت عطفها ولطفها وحنانها. الحزن أضنى قلبي وسوّاها فقد جرّح قلبي، وحياتي أدماها. أمي كيف أنساها؟! أرسلت في سمع الناس زفرةً هزّت الأرجاء وعمّت الأنحاء أنادي بأعلى صوتي يا: أمي، فلا لقاء. فاللهم أفرغ على قلبي صبراً من هذا البلاء.