كسبت جماهير الاتحاد والأهلي الرهان عندما سجلت حضوراً مبهراً في أول لقاءين لهما على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة في دوري "عبداللطيف جميل" السعودي للمحترفين، وسجلت الجماهير الاتحادية والأهلاوية رقماً غير مسبوقاً في تاريخ الدوري السعودي، وأثبتت تلك الجماهير بأنها تستحق هذه التحفة المعمارية الرياضية التي أهداها خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله- لأبنائه الرياضيين. حضروا بكثافة.. وأثبتوا أحقيتهم بالملعب الجديد ففي مباراة الاتحاد الأولى على هذا الملعب تمكن جمهور "العميد" من كسر الرقم القياسي السابق والمسجل باسم النصراويين في الدوري، وزحفت تلك الجماهير بقوة إلى مدينة الملك عبدالله الرياضية بالرغم من الظروف التي واجهتها والتي تمثلت في صعوبة حصولها على تذاكر دخول المباراة، وامتلأت مدرجات الملعب بحضور (58896) مشجعاً اتحادياً إذ زينوا الملعب ورسموا صورة رائعة عكست شغفهم بناديهم وحرصهم على دعمه. البيئة «جذبتهم».. وتطوير الملاعب مسؤولية رعاية الشباب ولم يختلف الحال كثيراً بالنسبة للأهلاويين في أول مباراة "دورية" يخوضها فريقهم على الملعب الجديد، اذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن أول مباراة رسمية خاضها "الراقي" كانت في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين مع الشباب، وسجلت الجماهير الأهلاوية رقماً كبيراً ومقارباً لذلك الرقم المسجل للاتحاديين بحضور(58600) مشجعاً، إذ تفوق الاتحاد ب 296 مشجعاً فقط. تلك الأرقام التي سجلتها جماهير قطبي جدة ساهمت في رفع معدل الحضور الجماهيري في أول جولة من دوري "عبداللطيف جميل" إذ كسر حاجز ال 100 ألف مشجع وبلغ الحضور الجماهيري في الجولة الأولى 139173 مشجعاً، كان نصيب الاتحاديين والأهلاويين منهم 117496 مشجعاً، وهي المرة الأولى في تاريخ الدوري السعودي التي يُسجل فيها هذا الرقم، إذ كان في المواسم الماضية يُسجل بعد ثلاث جولات أو أكثر. جماهير المنطقة الغربية المتعطشة لملعب مدينة الملك عبدالله بجدة على مدار الأعوام الماضية كانت في الموعد، ويبدو أن هذا الموسم سيشهد رقماً قياسياً في الحضور الجماهيري، فالاتحاد والأهلي سيخوضان 25 مباراة أخرى في الدوري على ذات الملعب، أربع منها جماهيرية مع الهلال والنصر، ومباراتان سيصطدمان من خلالهما ببعضهما في "دربي" جدة، وهو ما يؤكد بأن الحضور الجماهيري في هذا الموسم ربما يكسر حاجز المليون مشجع، والأندية هي المستفيدة بلا شك من مثل هذه الأرقام التي ستنعكس إيجابياً على خزائنها من خلال دخل المباريات والعقود الاستثمارية. ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية جذب الجماهير له بحكم أنه الأحدث في بلادنا ومهيأ بكافة وسائل الراحة، فالمشجع يدرك بأنه سيجد مقعدا "نظيفا" في انتظاره، كما أن المطاعم ونقاط البيع المتوفرة في المدرجات لعبت دوراً كبيراً في جذب الجماهير، إذ وضعت حداً لمعاناة الجماهير مع الأكل والشرب، وهي التي كانوا يشتكون منها كثيراً في ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة، لذلك نتمنى من مسؤولي رياضتنا أن يأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار وتهيئة البيئة التي تجذب الجماهير لملاعبنا وتحفزهم على الحضور، إذ تمت المطالبة بذلك مراراً وتكراراً في الأعوام الماضية دون استجابة، إلا أن المسؤولين اليوم أمام مثال حي على أرض الواقع، وعليهم الاستفادة منه إذا ما أرادوا تطوير ملاعبنا.