سجل مطار دبي الدولي نجاحا جديدا بتنفيذ اضخم مشروع بتاريخ الطيران المدني لإعادة تأهيل مدرجيْ المطار في زمن قياسي لا يتعدى 80 يوما، دون إعاقة لرحلات الطيران، بفضل التخطيط والتنسيق الكامل بين مختلف الاطراف والعمل بروح الفريق الواحد. واكد محمد عبدالله أهلي مدير عام هيئة دبي للطيران المدني،"ان المشروع تضمن تحديث وصيانة مدرجي المطار بأكثر الطرق كفاءة دون الحاجة الى الإغلاق الكامل لرحلات الطيران، حيث لم يشهد تاريخ الطيران المدني تنفيذ مشروع بهذه الضخامة لإعادة تأهيل مدرجات المطار، وكان تناوب إغلاق مدرجي مطار دبي الدولي اكثر تعقيدا وتطلب تخطيطا دقيقا بحكم الخدمات المتواصلة على مدار الساعة التي يقدمها المطار لشركات الطيران، ولذلك فان مساهمتنا كانت حيوية لعملية التخطيط الشاملة لتنفيذ البرنامج ككل، ما جعل متوسط فترة تأخير الرحلات اقل من 5 دقائق". واضاف اهلي :"احتاج المدرج الشمالي لعملية إعادة رصف، وبعض التعديلات الاخرى التي ترفع من قدرته على استيعاب حركة الطيران المستقبلية، كما احتاج المدرج الجنوبي إلى تشييد ممرات دخول وخروج اضافية تربط المدرج بمرافق المطار المختلفة لزيادة طاقته التشغيلية". وتواجه سلطات تشغيل مطار دبي الدولي 4 ساعات ذروة على مدار اليوم، تصل فيها الطاقة التشغيلية لحدودها القصوى، حيث يصل عدد الطائرات القادمة إلى 33 طائرة في الساعة في المتوسط، وسيرتفع العدد الى متوسط 45 طائرة في الساعة بحلول عام 2016، في اطار خطة عشرية يجري تنفيذها. وبحسب المنظمة الدولية للطيران المدني فان ممرات الربط في المطارات من الفئة الثالثة والرابعة، يجب ان تصمم بطريقة تسمح باستيعاب الطائرات التي تتحرك بسرعة 50 عقدة (93 كيلو مترا في الساعة) في ظل المطر، وتصل سرعة حركة الطائرات في مطارات الفئة الثالثة والرابعة الى 30 عقدة في المتوسط، وبصفة عامة تتحرك الطائرات بسرعة اقل عندما تغادر المدرج. وتستفيد مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية من سلسلة من المشروعات المخططة او التي بدئ تنفيذها بالفعل، ليس فقط لاستيعاب الزيادة المتوقعة في الحركة الجوية في دبي، وإنما ايضا لتقليص الازدحام في السماوات، وإعادة تخطيط المجال الجوي، الذي يوصف بانه من اكثر المسارات الجوية ازدحاما في العالم. ويستقبل المجال الجوي لدولة الإمارات 600 الف حركة للطائرات سنويا، ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد بحلول عام 2050 إلى 1.2 مليون حركة. وتوفر مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية خدمات ادارة ابراج المراقبة الجوية، والهندسة الالكترونية، وخدمات الاحوال الجوية في كل من مطاري آل مكتوم الدولي في دبي ورلد سنترال، ومطار دبي الدولي الذي يعد الاسرع نموا على مستوى العالم، وسيلعب دورا مهماً في تمكين المطار من استيعاب الزيادة المتواصلة في حركة الطيران، التي تنمو بمعدل سنوي متوسط يتراوح بين 5 و7% بالمقارنة مع المتوسط العالمي الذي يبلغ 3.5 % فقط. وسجل مطار دبي الدولي زيادة بنسبة 6.2 % في اعداد المسافرين في النصف الاول من عام 2014، ليرتفع عددهم إلى 34.67 مليون مسافر، بالرغم من انخفاض حركة الرحلات بنسبة 26 % خلال تنفيذ برنامج إعادة التأهيل، ليدخل المطار بذلك الشهر الثامن عشر على التوالي الذي تتجاوز فيه اعداد المسافرين عتبة ال 5 ملايين مسافر. وساهمت مؤسسة دبي لخدمات الملاحة الجوية بقوة في التخطيط لبرنامج إعادة التأهيل، جنبا إلى جنب مع بقية الشركاء الاستراتيجيين مثل مؤسسة دبي لمشاريع الطيران الهندسية، ومؤسسة مطارات دبي، وهيئة دبي للطيران المدني، من خلال مقارنة البدائل المختلفة لسيناريوهات تشغيل الرحلات.