كشف بروفيسور متخصص في الأدوية عن موافقة إدارة الأبحاث والدراسات بوزارة الصحة على إجراء دراسة بحثية عن الأخطاء الدوائية والأعراض الجانبية بمستشفيات وزارة الصحة بالمملكة، من خلال استطلاع آراء وخبرات أكثر من 15 ألفا من الأطباء والممرضين والصيادلة والقيادات الإدارية في مستشفيات وزارة الصحة في المملكة. ويأتي تنفيذ هذه الدراسة التي تمتد إلى 18 شهراً، بعد مراجعتها والموافقة عليها من إدارة الأبحاث في مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، وأوضح ل"الرياض" البروفيسور الصيدلي منصور الطبيقي مدير سلامة المرضى بمستشفى الولادة والأطفال بجدة (مصمم الدراسة والباحث الرئيس) فكرة الدراسة التي تستهدف التعرف على حجم الأحداث السلبية المتعلقة بالأدوية كالأعراض الجانبية للأدوية والأخطاء الدوائية ووضع الحلول لها من خلال إجراءات دقيقة لمعالجتها محافظة على سلامة المرضى، والتي تأتي رابع مسبب للوفاة في أمريكا، ويصل عدد المرضى الذين يتعرضون لمشاكل صحية نتيجة الأخطاء الدوائية 770 ألف حالة تصل إلى الوفاة سنوياً، وتكلف الحكومة الأمريكية حوالي أربعة مليارات دولار لعلاج الآثار الناجمة عن أخطاء الأدوية. ونوه إلى أهمية الجانب الوقائي الذي يمكن أن يتحقق من الدراسة وبالتالي يحد من تلك الأخطاء، ويرفع درجة الوعي لدى العاملين، إضافة إلى استخدام التكنولوجيا في وصف وصرف الأدوية. وأشار البروفيسور الطبيقي إلى افتقاد الإحصائيات الدقيقة التي تكشف عن نسب التعرض لمثل تلك المشكلات، وما يوجد حالياً هو دراسات محدودة؛ منها دراسة قام بها في مستشفيات محافظة جدة العام الماضي ونشرت في مجلة الصيدلة الإكلينيكية، شارك فيها 60% من العاملين الصحيين بجدة شهدوا أحداثا سلبية تتعلق بالدواء تسببت بمشاكل صحية للمرضى، وأضاف الطبيقي أن هذه الدراسة هي الأكبر على الإطلاق من حيث عدد المشاركين والمستهدفين من الدراسة، منوهاً إلى أن الدراسة تستهدف الأطباء والصيادلة والممرضين العاملين والقيادات الصحية في وزارة الصحة للوصول إلى تصور كامل وواضح عن الأخطاء الدوائية والأعراض الجانبية للأدوية للتقليل منها وصولاً إلى بيئة عمل تساعد في المحافظة على الاستخدام الآمن للدواء وتعزيز سلامة المرضى، وقال الطبيقي إن هذه الدراسة تتم بالتعاون مع مجموعة مرموقة من الباحثين العالميين من ثلاث جامعات بريطانية عريقة وهم البروفيسور ديريك ستوارت من جامعة روبرت جوردون، والطبيب الاستشاري الدكتور جيمس مكلاي من جامعة أبردين، والدكتورة كريستين ريان من جامعة كوينس إلى جانب صيادلة من وزارة الصحة أكفاء مؤهلاتهم العلمية الماجستير. وأضاف الطبيقي أن الأخطاء الدوائية والأعراض الجانبية للأدوية مشكلة تؤرق جميع الأنظمة الصحية في العالم، وتتسبب عالميا في عدد كبير من الوفيات والإصابات والمضاعفات الخطيرة وتطيل فترة التنويم في المستشفيات وتشغل الاسرة، ويأمل الطبيقي والفريق المشارك معه إلى أن تفضي هذه الدراسة إلى إستراتيجية متكاملة لتحسين بيئة العمل داخل المستشفيات ووضع بروتوكولات دقيقة للتعامل مع هذه الأحداث الدوائية وقائيا وعلاجيا وصولا إلى الغاية وهي خدمة طبية آمنة وفاعلة للمرضى. إلى ذلك فقد عمّدت وزارة الصحة المديريات والإدارات التابعة لها في المملكة بالتعاون مع الباحثين وتسهيل مهمتهم.