شتان بين من يريد الإلحاد والإفساد في الأرض والذي توعده الله بقوله تعالى: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) ومن يريد العزة والكرامة في الدفاع عن دينه ثم وطنه الذي يضم بين جنباته الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة قبلة المسلمين, ونظرا لما تواجهه بلداننا العربية من تهديدات مشتركة, فقد وجبت مرابطة أبنائنا البررة على ثغور بلادنا للدفاع عنها، وتبعا لذلك فقد جسد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع صورة الأسرة الواحدة بمعايدته لهؤلاء الأبطال الذين نذروا نفسهم للدفاع عن دينهم ثم وطنهم وآثروا ذلك على التمتع بالعيد مع أهلهم وذويهم, فلهم منا الدعاء بالتوفيق, وقد تبسط الأمير سلمان كعادته في الحديث مع هؤلاء الأبطال, وسلم على صغيرهم وكبيرهم, وتناول الطعام معهم؛ ليثبت المشاركة الوجدانية لهم وينقل لهم تحية والدهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وجميع أفراد الشعب السعودي الذي يقف من خلفهم ويشد على أزرهم, فما أجمل هذا اللقاء, وما أجمل هذا الود عندما ينبع من القلب ويكون بهذه البساطة بعيدا عن التكلف والرسميات, لذا لا يسعنا إلا أن نقول شكرا أيها الوالد سلمان, شكرا لجميع الأبطال المرابطين على الحدود فأنتم ترابطون في موقع العزة والكرامة, كما يجب علينا جميعا أن نكون سندا لهؤلاء الأبطال بالمحافظة على الجبهة الداخلية بأن نكون عينا ساهرة على أمن الوطن, وألا نتردد في إبلاغ الجهات الأمنية عن أي مظهر يخل بالأمن والاستقرار من باب التعاون وتطبيقا لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) فالأمن الوطني مسؤولية جماعية والمحافظة على تماسك الجبهة الداخلية مسؤولية الجميع, كما يجب علينا جميعا عدم تصديق الشائعات المغرضة التي يبثها بعض الحاقدين عبر وسائل التواصل المختلفة وكذلك عدم نشرها, كما يجب علينا أن نحافظ على مكاسب الوطن، وأن نربي أبناءنا على حبه، ونعينهم على الاستقامة، وعدم الانحراف, فالوطن هو الذي حقق لنا أعلى درجات التطور الحديث والنهضة الشاملة تحت ظل قيادة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين وولي ولي العهد حفظهم الله جميعا, كما يجب علينا توحيد الأمن والمواطنة والولاء في النفوس ولا يكون ذلك إلا بإيجاد ثقافة أمنية شاملة وهي مهمة مناطة بجميع شرائح المجتمع السعودي لنتمكن من بناء سياج أمني قوي يكبح جماح الزعزعة الفكرية لدى الشباب ويعمق في نفوسهم حب الوطن والفخر بالانتماء له، والطاعة لولي الأمر، والعمل والتكاتف على فعل الخير, كما لا يخفى على الجميع أن هناك مقومات أساسية للأمن من أهمها: إصلاح العقيدة بإخلاص العبادة لله تبارك وتعالى, قال الله تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) حيث لا بد من إخلاص العبودية لله ولا بد من تصحيح العقيدة حتى ننعم بالأمن والأمان, وفق الله الجميع لما فيه الخير, وحفظ الله بلادنا من كل مكروه.