سأنطلق من أحداث وقعت في العام المنصرم داخل حرم بعض مدارس الرياض حيث طلبتها بين ممزقي كتب ومكسري نوافذ وكيف هو الخطاب التربوي وتعامله مع ماوقع. هذا الخطاب الذي جاء على شكل بيان وزاري فيه مافيه من الأبعاد التوضيحيه والتربوية والاجرائية.. الخ وهي التي لم ولن تلامس حقيقة المجتمع الطلابي ومايحدث به من متغيرات تؤكد على أهمية تجديد هذا الخطاب فيما يناسب عقل الطالب ويراعي بيئته الاجتماعية ويسخر كل الأدوات المتاحة في خدمته لتحقيق ضبط سلوكه الذي يضمن تفاعله ايجابا مع بيئاته المجتمعية المتنوعه والمحيطة به بدءا من الاسرة مرورا بالمسجد والحارة والمدرسة والأقارب والأصدقاء وانتهاء بالمجتمع الوطني كوحدة ولحمة وهنا يتضح من هذا السرد المنطقي أنه لاخطاب تربويا دون عقل نخاطبه ونصا اجتماعيا نحتكم اليه وامكانية نستثمرها، فأنا هنا كولي أمر طالب عند قراءتي للخطاب التربوي التقليدي أجده إما يخاطب عقلا دون عقل أو يساوي بين العقول أو يخاطب عقلا لاوجود له هذا من جهة، ومن جهة أخرى أجده في حال مخاطبته للعقل الطلابي قد أسقط سهوا أو متعمدا النص الاجتماعي سواء كان إنساني الهوى أو مؤصلا من الدين أو مستقى من القيم والعادات والتقاليد التي تكونت من الروح الايمانية للمجتمع السعودي، بل الأسوأ من ذلك كله أننا نجد الخطاب في حال مخاطبته لهذا أو ذاك قد يكون فارغا تماما من الاشارة بالتلميح أو التصريح للأدوات والأمكانات المتاحة التي تساعد بطرق مباشرة أو غير مباشرة لضبط السلوك الطلابي وبالذات الادوات التي تربط بين بيئة المدرسة والأسرة والمجتمع بشكله الاشمل. سمو الوزير: حتى نهيئ للخطاب التربوي الجديد أو المتجدد أرضية صحية تستقبله وتأخذ به علينا أن نعالج وعلى وجه السرعة عوارض مرضية تئن منها على استحياء أو خوف البيئة المدرسية وهي فقر الإمكانات والأدوات المساعدة هذا الفقر الطارد للسلوك الحسن والجاذب للسلوك السيئ وأقصد هنا جميع الإمكانات كالمبنى ومايحتويه والمعلم وما يرتقي به والمنهج ومايقويه والطالب وما يرغب له وإليه سؤال: لماذا الاحداث الخارجة عن السلوك الطلابي السوي لا تقع في المدارس الأهلية المرفهة ولماذا بعض المسؤولين في وزارتكم الموقرة لم يلحقوا أبناءهم في المدارس الحكومية؟ ختاماً: أهم النجاحات التي نتطلع لها من هذا الخطاب كولاة أمور طلبة هو الاستقرار الفكري الديني والوطني لفلذات أكبادنا في ظل صراع فكري شرس يستهدف مقدراتنا الوطنية والانسانية والدينية والاجتماعية والامنية بل يكيد لوحدة الوطن ولحمة مجتمعه من خلال محاولات يائسة لزعزعة روح الاستقرار النفسي لعماد هذه الأمة وأمل مستقبلها وأقصد هنا الشباب السعودي. والله من وراء القصد.