إذا كان الرجل مجنوناً بحب امرأة فهي دواؤه.. وإذا كانت المرأة مشغوفة بعشق رجل فهو الداء والدواء.. هذا مؤكد كما ورد في الأثر (لم يُر للمحتاجين مثل الزواج..) أو نحو ذلك.. يقول الشاعر (فالح): رحت يم الطبيب اللي يداوي الجروحي قال جرح المودّة ما يسر الدوا به قلت قلبي تكلّف يا الطبيب النصوحي قال طبّه مع اللي ولّعه وإشتقى به قلت بالله تجمّل دلّني وين أروحي وين أبلقى علاجي والأداوي تشابه أوّل الليل أهوجس وآخر الليل أنوحي وا عذاب المولّع بالهوى وا عذابه صابني بالعيون والحجاج الذبوحي وأحمر المبسم اللي ما يعالج صوابه منك روحي خطيرة يا حبيبي تروحي الهوى يذبح العاشق وهو ما درابه ليت عينك تشوف وليت مسمعك يوحي يوم انادي ودمعي مثل وبل السحابه اه من واهج اه بأقصى الضماير يفوحي كل ماشرب عليه الماء يزيد التهابه ياحبيبي علامك بالمواصل شحوحي ارحم الي معاك ما جابه الورق جابه جاك علم الصحيح و راح هرج المزوحي كل شي الا التّفرق ماحسبنا حسابه رحت يمّ الطبيب اللي يداوي الجروح ،، قال جرح المحبة مايسرّ الدوا به ولكن إذا حال دون الزواج حائل، أو كان الحبُ من طرف واحد، فما هو دواء الحب؟!.. ماهو علاج هذا اللاعج الذي يتوقد في القلب والوجدان ويمرض النفوس والأجساد؟. (الجواب) والواقع انه ليس جواباً واحداً .. بل أكثر من جواب .. أو أكثر من علاج على الأصح.. فإن الحب المتمكن كالمرض ذي المضاعفات يحتاج الى عدة علاجات .. ومنها -بعد استنفاد الأسباب للزواج من المحبوب: - الايمان بالقضاء والقدر وأن الخيرة فيما اختاره الله عز وجل، وهذا بلا شك هو العلاج الرئيسي والأهم.. - البعد عن المعشوق والعمل على عدم رؤيته بشكل تام جاد، فإن طول البعد يطفئ نار الوجد.. - الزواج من امرأة يرضاها الرجل العاشق وان لم يكن يحبها، فإن الزواج من أعظم العلاج، وهذا ينطبق على العاشقة التي لم يتسير لها الزواج من محبوبها. - التفكير في عيوب المحبوب اذا اشتد الحل في القلب، فإن في كل مخلوق عدداً من العيوب، والتفكير الموضوعي يستطيع رؤيتها وهنا يجب تكبيرها وتصويرها بشكل منفر للخلاص من قيد الحب، قال المتنبي: لَوْ فكّرَ العاشِقُ في مُنْتَهَى حُسنِ الذي يَسبيهِ لم يَسْبِهِ - الانغماس الجاد في العمل والكفاح والإصرار على تحقيق النجاح، فإن الاستغراق في العمل يجعل صاحبه ينسى المحبوب وعذابه، فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه. - المعرفة وعن يقين أنّ هذا المحبوب إنما فتن العاشق بسبب الحرمان ولو تم الزواج لانطفأت نار الحب في شهور أو حتى في أيام، فالحب رجل وأمرأة و حرمان، فإذا أيقن الهائم في خياله المتصور لمحاسن محبوبه ومايهب من فتنة أن ذلك كله يزول بعد الوصال بشهور عرف أنه أمر يعود للخيال والمنع والحرمان (كل ممنوع متبوع).. -اليأس من الحبيب طالما كان الحب من طرف واحد ورفضت المحبوبة الاقتران، أو حالت الظروف دون ذلك، فإن اليأس أحد الراحتين.. والمشكلة أن كثيراً من العشاق يصرون على مواصلة عذاب العشق رغم استحالة الوصول وبعضهم يذكر الحلول الموصلة للعلاج من مرض العشق ولكنه يلذ له أن يظل عاشقاً ربما ليصبح شاعراً أو قادراً على مزيد من الابداع.. ومن ذلك قول شاعرنا الكبير عبدالله بن سبيل -رحمه الله- وقد ذكر في أبياته أفضل الوسائل لعلاج الحب ولكنه يتظاهر بتجاهل تلك الوسائل .. وأهمية هذه الأبيات أنها أوردت عدة علاجات ووسائل للخلاص من ألم الحب الفاشل وقدمت الحلول والبدائل .. يقول: ياالله يااللي تسجد الناس لرضاه ياوامر خلقه على حج بيته تفرج لمن سده على الناس ما ابداه راضي على مقسومك اللي عطيته من شي يسل الحال والجسم يبراه والناس مايشفونه ان ما شفيته قلت آه واجرحاه من علتي آه وان حملوني حمل غي قويته قالو سفا بالحال ويش اللي اغواه قلت آه ويش المنكر اللي وطيته قالو جهلت وبان علمك لمنهاه قلت اه علمي ياملا ماكميته قالو طلبنا لك من الله معافاه قلت آه وحدته وعفوه رجيته قالو هله واحباب عينه نصحناه قلت آه هذا وارد مابغيته قالو ندور لك من البيض حلياه قلت آه لو غيره بكفي رميته قالو نشاش العود مالك بلاماه قلت آه عود الموز بيدي لويته قالو تزوج كود تدله وتنساه قلت آه لو خذت اربع مانسيته قالو من اقصى الناس وين انت وياه قلت آه ما انسى يوم جاني وجيته قالو نشوفه عند هذا وهذاه قلت آه عمره ماعقب حجر بيته قالو عليل وناقل داه برداه قلت آه باقرابي وروحي فديته قالو نشير ولا نفع ماحكيناه قلت آه هراج النمايم عصيته قالو كثر شيبك وقلبك بعمياه قلت آه لوقلبي غرير نهيته مطاوع قلبي بعجفاه وقداه والى عطى منهاج درب عطيته ياناس خلو كل وادي ومجراه قلتو كثير وقولكم ما لقيته