شكل قرار استمرار رئيس لجنة الحكام عمر المهنا صدمة كبيرة في الشارع الرياضي الذي كان يُمني النفس بإقالته وتعيين رئيس آخر بسبب فشل اللجنة الذريع في الموسم الماضي وظهور عدد من الحكام بمستوى في قمة السوء في المسابقات المحلية، وارتكبوا أخطاء مؤثرة عدة غيّرت مجرى مباريات وأثرت في النتائج. ومُنح المهنا الفرصة الكاملة طوال المواسم الماضية إلا أنه لم يفلح في استثمارها فكانت النتيجة ذلك المستوى التحكيمي الهزيل في كثير من المباريات، ولعبت تلك الأخطاء التحكيمية دوراً كبيراً في احتقان الجماهير الرياضية، وكانت سبباً رئيسياً في تدهور العلاقة بين الجماهير الرياضية والاتحاد السعودي لكرة القدم، ولا غرابة إن سقط اتحاد القدم بسببها، فتلك الجماهير إضافة إلى مسؤولي الأندية يشكلون ورقة ضغط كبيرة على الجمعية العمومية وأعضائها القادرين على سحب الثقة من اتحاد القدم برئاسة أحمد عيد. بعيداً عن الأسماء شهد الموسم الماضي فشل الحكم السعودي لسبب أو لآخر، حتى أنه شهد غيابه عن المشهد العالمي إذ لم يشارك أي منهم في مونديال البرازيل بعكس المونديالات السابقة، وهذا مؤشر على أن التحكيم السعودي لا يسير في الاتجاه الصحيح، ولابد من إعادة النظر في ذلك. قرار منح الثقة مجدداً للجنة عمر المهنا صدر ولن يفيد الخوض فيه بصورة موسعة، لكن على مسؤولي كرة القدم السعودية أن يدركوا بأن الأندية والجماهير لن تقبل بتكرار الكوارث التحكيمية التي عصفت بمسابقاتنا، وموضوع التحكيم بات مثل كرة الثلج يكبر يوماً عن آخر، وبإمكان لجنة الحكام أن تذيب تلك الكرة إذا ماقدمت لنا حكاماً يقودون المباريات إلى بر الأمان، وعلى العكس تماماً سيحدث مالا تحمد عقباه إذا مابقي حال التحكيم على ماهو عليه. من الآن نؤكد لعمر المهنا ولجنته وحكامنا بأننا ندرك جيداً ونعلم بأن أخطاء الحكام واردة في كرة القدم، ومؤمنون بأن أفضل الحكام أقلهم أخطاء ولا يوجد حكم معصوم من الخطأ، ولا نحتاج إلى أن يذكرونا مع كل خطأ لهم في الموسم المقبل بأخطاء الحكام في المونديال وهي الإسطوانة التي تعقب كل مونديال أو بطولة مهمة، نعرف كل هذه الأمور دون حاجة إلى أن يذكرونا بها، لذلك لن نسمح بأن تكون شماعة للأخطاء "الكوارثية"، الحكام لم يسلموا من سهام النقد طوال المواسم الماضية وهذا أمر طبيعي في كرة القدم، لكن في الموسم الماضي كان الوضع مغايراً فالتحكيم السعودي وصل إلى أسوأ مستوى له منذ عقود حتى باتت أخطاؤه غير مقبولة إطلاقاً.