اشتعلت مناطق عدة من الضفة الغربيةالمحتلة بالتظاهرات والمواجهات العنيفة طيلة ساعات الليل، تنديداً بالمجزرة الاسرائيلية المفتوحة في قطاع غزة، ما اوقع عشرات الجرحى والمصابين في صفوف المواطنين الذين قابلتهم قوات الاحتلال بالذخيرة الحية وقنابل الغاز السام. ووقعت أعنف هذه المواجهات في منطقة قلنديا شمال القدسالمحتلة، عندما اندفع عشرات الشبان بشكل مباغت باتجاه حاجز الاحتلال الذي يفصل المدينة المقدسة عن رام الله، وسيطروا عليه لبضع دقائق بعد فرار الجنود وعناصر الحماية الى داخل الغرف المحصنة. ووصف شهود عيان ما حصل بانه عملية اقتحام جريئة وغير مسبوقة لاحد مواقع الاحتلال التي يتجرع فيها المواطن الفلسطيني شتى اصناف العذاب في الطريق الى القدسالمحتلة، حيث فر جنود الاحتلال الى داخل الغرف والدشم، دون ان يتمكنوا من استخدام اسلحتهم فيما امطر الشبان منشآت الحاجز (المعبر) بالحجارة والزجاجات الحارقة والالعاب النارية، وتمكنوا من احراق برج المراقبة العسكري. ووفق المصادر فان تعزيزات كبيرة من جيش الاحتلال جرى استدعاؤها وراحت تطلق الرصاص الحي بكثافة باتجاه المتظاهرين اضافة الى قنابل الغاز والصوت ما اوقع نحو عشر اصابات بالرصاص الحي حالة احداها وصفت بالخطرة اذ اخترقت رصاصة ظهر احد الشبان واستقرت في بطنه، اضافة الى عشرات الاصابات باعيرة معدنية وحالات اختناق. وفي منطقة رام الله ايضا، هاجم عشرات الشبان من قرية كفر مالك شمال شرقي رام الله في ساعة متاخرة من الليلة قبل الماضية، معسكر قوات الاحتلال على جبل "تل العاصور" المقام التابع للقرية وأشعلوا النيران فيه. وذكرت مصادر فلسطينية ان الشبان اندفعوا نحو المعسكر الذي يضم واحدة من أكبر محطات الرصد والتجسس التابعة لجيش الاحتلال ويطل على الضفة الشرقية لنهر الاردن المقام وهاجموه من أكثر من جهة مستخدمين عددا كبيرا زجاجات "المولوتوف" الحارقة والألعاب النارية، ما أدى إلى اشتعال النيران في المعسكر فيما رد الجنود باطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز باتجاه المتظاهرين الغاضبين دون وقوع اصابات بالرصاص. كما أغلق عشرات الشبان الغاضبين في قرية سنجل شمال رام الله، فجر أمس السبت، بالحجارة الكبيرة مدخل أحد معسكرات الاحتلال القريبة من البلدة، ما ادى الى اندلاع مواجهات عنيفة استخدم الشبان خلالها الحجارة والزجاجات الحارقة والالعاب النارية لمهاجمة جنود الاحتلال الذين ردوا باطلاق كثيف للرصاص وقنابل الصوت والغاز. وفي القدسالمحتلة شهدت بلدتا ابو ديس وعناتا ومنطقة شعفاط وحي الصوانة القريبة من اسوار البلدة القديمة مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال تنديدا بالعدوان المتواصل على ابناء قطاع غزة لليوم السادس على التوالي واوقع مئات الشهداء والجرحى. ووصفت مصادر فلسطينية المواجهات التي شهدتها بلدة عناتا بالعنيفة جدا حيث لم يتجرأ جنود الاحتلال على الترجل من آلياتهم فيما تعرضت ناقلة جنود لهجوم بالزجاجات الحارقة. وفي منطقة الخليل، اندلعت مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال في العديد من المناطق لا سيما مخيم العروب وبلدتي حلحول وبيت امر شمالا وبلدة بني نعيم ومخيم الفوار جنوبا، حيث اصيب العديد من المتظاهرين باعيرة معدنية اضافة الى حالات الاختناق بالغاز. ونقل عن شهود عيان فلسطينيين ان سيارة اسعاف تابعة لجيش الاحتلال شوهدت وهي تنقل احد الجنود بعد اصابته بحروق جراء القاء زجاجات حارقة باتجاه برج المراقبة العسكري المقابل لمخيم العروب. كما شهد المدخل الشمال لمدينة بيت لحم وتحديدا في محيط مسجد بلال بن رباح او ما تطلق عليه سلطات الاحتلال "قبر راحيل" مواجهات مماثلة مع قوات الاحتلال عقب تظاهرة غاضبة نظمت استنكارا للعدوان على قطاع غزة وتضامنا مع ابنائه. وفي قلقيلية، اصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق بالغاز خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال عند المدخل الشمالي للمدينة عقب صلاة التراويح.