وجدي على شوفي كما وجد هذلوف يقوم من نارٍ ويقعد على نار واللاله أمسى له على بيت وضيوف ومعزبن يكلح وممسيه خطار وسروه وهوه لاحقه كل ماحوف والبيت في ربع الخلا ما معه جار أو وجد راعي سابقٍ تسبق الشوف قعد لها تفاق يوم الملح ثار أما بنص خشاب ولا أم مزغوف من عند عين محقق الشوف بعيار أو وجد راعي سابقٍ غار طاغوف سقط لها في داخل القين مسمار ينخى منيعن ما سعى له بمعروف وعزي لمن ينخى منيعه بعد بار أو وجد راعي هجمةٍ لقح واخلوف قد سيرت حيرانها غب الامطار في مرتعن توه من الصيف مصيوف واليوم علته الثريا وله دار وصى به الرعيان ما يطري الخوف ولا درى الا قيد له صار ما صار اخدودها سمحات وشعافها دوف وفيها مصاعبتن معفاه وابكار فيها لاهل بيته وللضيف مصروف وأمسى يفاديها المفادي ويختار أو وجد من ماله عن الورث ماقوف تمش عليه العين بحضار وجدار ماهوب الطوال وخالعن كل كرنوف ولاهوب وضيعن ساع ما حط وصغار إليا اطلعت بالطوف طوفن ورى طوف وليا استوت بالصيف جا فيها الافكار وخيل من المنشا خيال بزغروف وشاله ولا خلا مكانه ولا صار واللي مضى يعطي ويبتاع بولوف واليوم أمسى فقيرٍ ومحتار يزري علي مخبلٍ خالي الجوف لو كون ماله مع هل المدح ميثار بعد شبع جاين من المال زنعوف وانا بعرفه حايطن كل الاسرار وانا عشير معرجن الخد بشنوف وليا ضنكهم حال ردوا لي الشار الشاعر: هو مفلح بن عويد بن ثعلي العضياني العتيبي من شعراء القرن الرابع عشر الهجري. مناسبة النص: جاء في ديوان الشاعر والراوي حسن بن مقيبل الدجيما "قاله عندما تقدم به السن وأصابه العمى فسمع أحدهم ينتقده". دراسة النص: بدأ الشاعر واصفاً حالة الألم والحسرة على فقده بصره ثم يستحضر مواقف إنسانية أخرى تمثل غاية ما يشعر به من قوة الفقد والمعاناة ويشبهها بحالته التي هي كحالة الضعيف المسكين الذي يسعى من بيت إلى بيت طلباً للطعام وقد قصد هذه الليلة بخيلاً سبقه إلى ضيافته آخرين،فانتهره البخيل فغادر منهم وقد مسه الجوع إلى حيث الصحراء الخالية ليس في جوار بيته أحد،أو كحالة الفارس الذي فرسه سريعة العدو(سابق) فعندما تبدأ المعركة يصيبها طلق ناري من رامٍ ماهر من الأعداء وأعز ما يكون على الفارس فقده فرسه،أو كحالة الفارس صاحب الفرس السريعة العدو التي يدخل في حافرها مسماراً يعيقها عن الفرار وقد لحق به العدو فيصرخ فيهم طالبا من أحدهم المنع أي من يحفظ له نفسه من القتل حتى يستسلم ومن المؤلم أنه في موقف ضعيف وليسوا مجبرين على حفظ نفسه بعد أن خذلته فرسه،أو كصاحب قطيع من الإبل(هجمة) منها اللقاح ذات الحمل ومنها من يتبعها صغارها بعد هطول الأمطار وصاحبها قد اختار لها مرعىً خصيباً سبق وأصابه مطر الصيف واليوم أصابه المطر في نجم الثريا فزاد نباته نباتاً فأوصى الرعيان بالذهاب إليه ولم يدر في خلده أنه محل خوف من الأعداء ولم يشعر إلا وقد أغار الغزاة على قطيعه وساقوه غنيمة لهم، وبعد أن كان له قطيع من الإبل المميزة بصفات جيدة والتي كان يعيش عليها أهل بيته وضيوفه فقد أمست غنيمة يتقاسمها الغزاة بينهم،أو كحالة من له ثمر يسر الناظرين وقد حفظه عن الناس بحائط ولا يستطيع التصرف فيه لعدم تمام نموه فهاجمته عاصفة مطرية ولم تبق منه شيئاً وبعد إن كان غنياً أصبح فقيراً معدما لا يملك شيئا.ثم يبين الشاعر أن سبب هذه الحالة من الألم والحسرة التي يعاني منها أن هناك شخصاً عاب عليه تصرفاته وهذا الشخص يعد من سفهاء العقل ولا ضمير له وليس من أهل الشيم والمروءة ولكنه بعد أن أصبح غنياً يملك المال أصابه الكبر والتغطرس في تعامله مع الآخرين ومحاولة التظاهر بصفات الرجولة التي ليست فيه والشاعر يعرف ذلك عنه جيداً،بينما الشاعر كان رجلاً ذا سمعة حسنة وذا رأي سديد يرجع له قومه. أقول:لم يكن نصيب إحدى الفتيات أقل من صاحبنا الساخر حيث جاء في ديوان حسن بن مقيبل الدجيما أن مستور بن جعيد العازمي العتيبي كان قد نزل في بئر يغرف الماء للرعاة الواردين فأطلت عليه فتاة أوردت قطيعها من الغنم وهو يغرف الماء فلما رأته قالت ساخرة منه "أثر غرافكم عود "أي كبير سن فسمعها فقال: الشيب ما هو عيب يا غض الانهاد كم شايبٍ يفرا دما الجوف فريا كم شايبٍ يرجع بشعوان الاولاد اليا قلت الوزنه وعمسن الآريا ويابنت ما حاربك زايد وشداد عكفان الايدي موردين الشبريا ولاحاربوك سليم ولاد عباد ولاسقوك فالفنجال مرٍ وشريا من ضان عبدالله الى غرس عواد تدرين لك روحٍ مغار اتدريا فالشاعر يؤكد أن كبر السن ليس عيباً فكثير من كبار السن ما زالوا يتمتعون بالقوة والشجاعة وكثيراً ما كان كبير السن سبباً في نجاة الغزاة من الشباب الشجعان وإنقاذهم من المهالك عندما يشح عليهم الماء وتختلف الآراء ثم يخاطب الفتاة بأنها لم تجرب مبارزة بالخناجر أو تخوض معركة وإنما هي تكتفي برعاية الغنم أو رعاية الزرع والاهتمام بنفسها،وكأنه يلمزها بالضعف فكيف تعيبه عليه؟! والنصوص الشعرية التي تتحدث عن مثل هذه المواقف كثيرة وجميعها تمثل معاناة كبار السن وحساسيتهم تجاه تصرفات الآخرين معهم (ما ينتحارشون) خاصة ممن يسخر منهم ويشعرهم بعجزهم أو احتقارهم عن القيام بما يراه صعباً عليهم، وفي الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم (ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا ، ويرحم صغيرنا..)ففيه حث على احترام كبار السن وتوقيرهم والتعامل معهم باللين واللطف وإشعارهم بأهميتهم في الأسرة والمجتمع.