الفرس:العين مني يا زقم به عواثير ما ينفعن جمع الحذا والمسامير ياما حديت الخيل فوقي كما الزير واليوم عفتن يوم بانت جروحي قم يا زقم يالعيط دور ادوانا عند الطبيب اللي يداوي عمانا يا ليت ربي بالعمى ما ابتلانا ليت العمى بعيون خطو الردوحي يا العيط لا تنسى الفعول القديمه لا اقفن طفح مع خطات الخريمه اكفهن واحوز كل الغنيمه يوم السكر بدماغ رأسك يفوحي تنسان يوم أكسر عريشٍ من الذيل مثل الشغايا الى تلاقن من السيل ياما حديت الرمح بالجري والحيل للجرف هو ويا الخباره جموحي الفارس:يا سابقي فعلك فلا نيب ناسيه وجميلك اللي فات مانيب كاميه ليت العمى يذكر طبيبٍ يداويه لو هو بعيدٍ ما تطوله اشبوحي ياتي ولو دونه بحورٍ طوامي لو كان دونه موحشات المضامي لو بالمثل مالي جنودٍ اتحامي ابذل لك الجهده وافادي بروحي أول بريره لك حليبٍ وقرصان والبر الآخر مرتعك فوق حوشان باغي الى ما صار روغات الأذهان كم ابلجٍ بالكون مني يروحي ماقط ضريتك على الطهر والعيد ولا نهارٍ فيه خز المفاريد الا عليك انطح وجيه الاجاويد وانيابهم من غير ضحكٍ كلوحي الفرس:يالعيط حوشانٍ تغثلوه شمر من ولبهم دايم على اكوار ضمر ياطول ما رمحك عليه تجمر والشيخ يطلب عفتك وانت توحي يا العيط كان انك تريد المعارف فاحضر وفعلي بينٍ وانت عارف الى نسفت الذيل فوق المعارف نهار تكثر بالقروم الجروحي الفارس:يا سابقي مانيب للفعل كامي نهار ينخاط الدخن والقتامي يوم السبايا فوقها كل رامي تردين بي حوض الفنا والربوحي الفرس:يا العيط يا حامي المتلين شفني من يوم شوفي راح كلٍ حقرني ولالي مجيبٍ يوم سلمى رمتني ولا اسوق بالشرهه لغيرك نصوحي ما انساك يالشقراء وانا بالدبيلة امرار ماهي مرةٍ نعتبي له كم رأس شيخٍ عن امتونه اشيله في حد مصقولٍ بكفي يلوحي الفرس:يالعيط انا ماني على ذا صبوره عقب الطرب والعز صرت امحقوره بين الهوادي والنساء والبزوره منسيةٍ يتنى غبوقي صبوحي الفارس:يا سابقي مانيب بالبيت ناسيك ولو غزيت او رحت فالقلب راعيك وحبك بقلبي ما يبارح وطاريك الله يجيرك عن جميع السموحي لو الدواء ينفع لعينك شريناه لو كان في غالي المثامين سقناه لاشك لك عينٍ نظرها دفق ماه ولاينفع العطشان كثر السبوحي سقت الذهب بدواك لاشك مافاد وارسلت يم الشام وبلاد الاكراد وخليت جيشي بين صدر ووراد ذولي مراويحٍ وذولي سروحي الشاعر: جاء في مقدمة النص في مخطوط هوبير"مقال مطلق الجربا وفرسه الشقرا" وجاء عند الربيعي في مقدمة النص"مما قال زقم العيط الجربا من شيوخ شمر بعد ما اصيبت بالعمى وهي فرسه الشقرا.."وفي النص تتضمن الأبيات دلالة على زقم العيط الجربا شيخ العرب والفرس الشقرا"قم يا زقم...ويالعيط..وزهد بي الجربا..يوم اتركن شيخ العرب بالمراحي..وجدي على الشقرا الى صاح صايح.."فنجد أن هوبر حدده بأنه مطلق الجربا وفرسه الشقرا والنص حدده زقم العيط الجربا وفرسه الشقرا الربيعي جمع بين الاثنين زقم العيط الجربا وان فرسه الشقرا كما يورد هوبير نصاً لشاعر اسمه دندان يمتدح الشيخ مطلق الجربا ويتضمن النص دلالة على أن زقم العيط أخو جوزا هو لقب للشيخ مطلق وان فرسه الشقرا (..لين تلفي العيط لي هو منتهاه..و يم اخو جوزا زقم..ما حلا الشقرا تحت ذيب العياد) إذاً الشاعر هو الشيخ مطلق بن محمد الجربا ولقبه زقم العيط وهو أحد شيوخ قبيلة شمر اشتهر بالفروسية والشجاعة الفائقة والكرم الحاتمي عاش في القرن الثاني عشر ومطلع الثالث عشر الهجري ذكر ابن بشر وابن سند الوايلي وفاته في وادي الأبيض عام1212ه. دراسة النص: إن علاقة الفارس العربي بالخيل علاقة حب ووفاء وهي متميزة ومتجذرة في تاريخ أهل الجزيرة العربية، وقد حفلت أشعارهم منذ العصر الجاهلي بالحديث عن تفاصيل حميمة حتى أنهم جعلوا للخيل لسانا تحدثهم به ويتحدثون إليها، فقد كانت لها أهميتها ومنزلتها الرفيعة فهي شريكة النصر والشرف وهذا النص الذي بين يدينا مثال على ذلك،وقد ورد في مخطوط هوبير في أحد عشر بيتاً على فن المروبع بحيث يشتمل البيت الواحد على أربعة أشطر الثلاثة الأولى منه متفقة القافية وتتغير في كل بيت والرابع مختلف القافية عنها وثابت في جميع أبيات النص الأخرى،أما مخطوط الربيعي فقد جاء في أربعة وسبعين بيتاً وقد اعتمدته هنا رغم بعض الاختلاف بين المخطوطين وأضفت البيت الأول الذي سقط عند الربيعي وجاء عند هوبير، وقد بدأ الشاعر قصيدته معاتباً نفسه على لسان فرسه التي أصاب عينها المرض وبعد أن كان يطارد على صهوتها الخيل المهاجمة أهملها اليوم، لذا تأمره أن ينهض ويبحث لها عن الدواء فقد أصابها العمى وأن لا ينسى ماضيها معه عند الإغارة على قطعان إبل الأعداء وكيف أنها تسبق الخيل الأخرى إليها وتحوزها غنيمة وهو يمتطي صهوتها وقد امتلأ رأسه بالشجاعة، وكيف أنها تنصب ذيلها طويل الشعر فيكون أشبه بشلالات الماء المتساقطة من أفواه الجبال، فقد كانت سريعة الجري وتمتاز بالقوة لتتجاوز بمهارة حفر الأرض حتى لا تقع بفارسها، فيكون رده عليها بأنه لم ينسَ هذا الفعل منها ولا ينكر عليها فضلها ويؤكد متمنياً لو أن هناك طبيباً يعالج العمى لجاء به إليها وإن بذل الجهد والروح في سبيل ذلك، ويذكرها بأنه كان باراً بها حيث يقدم لها خبز البر مع الحليب وكذلك يجعلها تأكل من الطعام الذي يبقى في صحنه (حوشان)الذي تقدم فيه الولائم للضيوف دليل أفضليتها على غيرها لأنه يواجه على صهوتها الفرسان ويرديهم، ولم يعودها على الاستعراض في حفلات الطهر أو الأعياد أو أن تقوم بطرد صغار الإبل ولكنه عودها على مقابلة كرام القوم وشجعانهم الذين تتكشف أنيابهم من غير ضحك دلالة على حنقهم وإقدامهم على القتال، فترد عليه بأن صحنه حوشان لم يكن يختص بها وإنما لضيوفه القاصدين له على ظهور مطاياهم، وتذكره بأنه كثيراً ما أنكسر رمحه وهو على صهوتها يطيح بفرسان القوم وكيف ينادي عليه شيخهم طلباً للصفح والمنع، وهذا الفعل منها يدركه جيداً عندما تنصب ذيلها مرتفعا يفوق ارتفاعه شعر رقبتها فيخوض بها غمار الحرب، ليؤكد لها انه لا ينكر ذلك عليها عندما يتشابك دخان البارود مع الغبار الذي تثيره حوافر الخيل فهي تندفع به إلى خيارين لا ثالث لهما إما الموت أو النصر، وبعد هذا الاعتراف تخف حدة العتب وتطلب منه أن يشاهد حالتها بعد فقدها البصر فقد أصبح الجميع يحتقرها وهي لا تلومهم في ذلك ولكن لومها وعتبها على فارسها الذي يعرف قيمتها وماضيها وأنها لن تصبر على هذا الوضع المزري مع النساء والأطفال وإهمالها بحيث لا يقدم لها حليب المساء إلا عند الصباح، وهنا يؤكد لها بلسان المحب أنه لم ينسَ فرسه الشقراء للحظة ومازال يحبها ولها مكانتها في قلبه ويذكرها لسانه دائماً ولو أن هناك دواء لدفع في طلبه الغالي والنفيس ولكن عينيها فقدتا ماء البصر ومع ذلك فقد أرسل الرسل إلى بلاد الشام وبلاد الأكراد بحثاً عن الدواء.