قدّم غاليري أثر يوم الخميس الماضي أكبر معرض للفنون في المملكة، حمل عنوان "لغة الوعي الإنساني" ويركّز المعرض على الفن المستوحى من الهندسة، ويتضمّن أعمالًا لأكثر من 40 فنانًا من مختلف أنحاء العالم. ومعظم هذه الأعمال تقدم لفنانين للمرة الأولى في المملكة وفي الشرق الأوسط. "لغة الوعي الإنساني" معرض يأخذ الهندسة كنقطة انطلاق، ويقبل بها كإرث يرمز الى النقاء والذكاء والكمال فيوصلها الى تفسير أكثر معاصرة كلغة لاستكشاف ما هو غير مألوف وغير كامل وما هو بديل؛ بحيث تُجمّع الأعمال التي تسعى إلى تقطيع الوقت الى شرائح وأطر وأماكن تُوَجَّه نحو التفسير الشامل. الأعمال تنوعت بين قوة التناقض الذي تحمله في الاحتمالات التي لا تحصى بكونها تراكيب هندسية، وبين مجموعة المراجع الخاصة بها- اجتماعية كانت أم سياسية أم فنية أم تاريخية أم غيرها- فيتمّ جلبها إلى أرض محايدة.. إلى شكل إنساني، ممكن تصوّره. هذا ويدرس المعرض الهندسة بشكل سهل وتقدّم فيه العديد من التطبيقات الهندسية حيث يتضّمن المعرض الحيوّي الهندسة الدينية، وكذلك الأعمال التي تستخدم الهندسة بشكل غير تقليدي.. كما تم عرض أعمال لفنانين رائدين مثل ريتشارد ديكون وسبنسر فينش وشيرازي هوشياري وسول ليويت: فقد كان دور ليويت محوريّا في التجديد الجذري للابداع الجمالي في الستينّيات وكان هذا نقضًا ثوريًا لل"التعبيرية التجريدية" السائدة في مدرسة نيويورك خلال الخمسينيات والستينّيات. أما أشكال ريتشارد ديكون المجرّدة والحسّية فقد وضعته على قمّة النحت البريطاني منذ الثمانينات، وتظهر أعماله ذات النفوذ الضخم في اللجان العامة الرئيسية في جميع أنحاء العالم؛ كما انه فاز بجائزة تيرنر عام 1987 وحظي مؤخّرا بمعرض منفرد هام في متحف التيت مودرن في لندن. أما سبنسر فينش فقد اشتهر بالتركيبات الضوئية الأثيرية التي تصوّر خبرته في الظواهر الطبيعية؛ وقد ظهرت نتيجة تحقيقاته عن طبيعة الضوء واللون والذاكرة والإدراك، في الألوان المائية والرسومات وأفلام الفيديو والصور الفوتوغرافية. وقد تصدّرت شيرازيه هوشياري جيل النحاتين الشباب والعاملين في بريطانيا في الثمانينات، وأدرجت أعمالها في معارض جماعية مهمة مثل ابيرتو 82، XL فينيس بينالي في العام 1982، وليه ماجيسيان دي لا تير في مركز جورج بومبيدو. ومن كاليري أجيال في لبنان، تمّ عرض أعمال جبران طرزي وقد كرّس جبران حياته في السعي الى التجريد سواء في الأدب أو في الرسم ويعتبر في طليعة الفنانين العرب الذين يتعاملون مع الهندسة وهو مؤلف "التنويعات الهندسية"؛ وهو نتاج خمسة عشر عامًا من الأبحاث البصرية التي جرت على مضاعفات هذا الموضوع كافة. ومن كاليري ثرد لاين في دبي، عمل منير شاهرودي فارمانفارمايان الممّيز الممتّد على أكثر من خمسة عقود فمن خلال الدمج بين الرسم العكسي التقليدي على الزجاج ومرايا الفسيفساء ومبادئ الهندسة الإسلامية مع الاحساس الحديث تتحدّى منحوتاتها وتركيباتها التصنيف السهل وقد تسنى لغاليري أثر فرصة عرض أعمال منير القديمة على الورق والتي نادرًا ما شوهدت وقد نشرت منير شاهرودي فارمانفارمايان مؤخرًا – هندسة كونية، وقد تولّى نشرها هاند أولريش اوبريست. أمّا رشيد آراعين - وهو مواطن باكستاني يسكن في لندن، فهو فنان تشكيلي ونحّات ورسّام وكاتب وهو من مؤسسي "ذي ثرد تكست" ومنسّقه- يشترك أيضا بعمل له، "زيرو تو إنفنيتي" وقد عرض متحف التيت مودرن احدى تنويعاته واشتراها أيضًا. وتتكون التركيبة من مائة مكعب متعدد الألوان. وقد انتهت المناقشة بدعوة رشيد للمدعويّن لتحريك وحدات التركيبة في جميع أنحاء المعرض، بحيث ينقطع حبل العرض الموحّد وتترك المكعّبات في ترتيب أكثر تعقيدًا وعفوية. هذا وتقدّم غاليري أثر برنامج توعية يتضمّن برنامجًا تعليميًّا موسّعًا خلال شهري يوليو وسبتمبر المقبل ومن خلال جمعها لخبراء عالمييّن في المملكة، حيث تحرص غاليري أثر على التثقيف وعلى توسيع فهم الهندسة في الفن والتصميم. وسوف يتضمّن البرنامج التعليمي مناقشات ومحاضرات في الجامعات الكبرى وأيضا ورش عمل. من أعمال نرجس هاشمي من أعمال سما مارا ولي ويستوود من أعمال ريتشارد ديكون من أعمال سارة سلمان من أعمال رشيد آراغين