في خضم تواصل الإقبال على الخدمات السحابيَّة في أنحاء المنطقة حث خبراء دوليون الشركات العاملة بالمنطقة على أخذ مخاوف الخصوصية على مَحْمَل الجد وإيلاء تلك القضية الاهتمام اللازم. ويصف الخبراء الإقبال الهائل على الخدمات السحابيَّة حول العالم بالثورة السحابيَّة التي تشمل بطبيعة الحال بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي طليعتها الإمارات، بعد أن أدركت الشركات العاملة بالدولة والمنطقة الإمكانات الهائلة للحوسبة السحابيَّة. وفي هذا الصدد، قالت سافيثا باسكار، مدير عام «كوندو بروتيغو»، الشركة التقنية الريادية المختصة بحلول تخزين وحماية البيانات التي تتخذ من دبي مقراً لها: "تسهم الحوسبة السحابيَّة في الارتقاء بأداء الشركات عبر تعزيز وتيرة التعاون والتنسيق بين موظفيها وضمان أمن البيانات وتقليص التكلفة المترتبة على إدارة أصول الشركة". وتابعت قائلة: "وفي اعتقادنا لا يمكن للشركات أن تتجاهل بأي شكل من الأشكال حاجة عملائها للنفاذ إلى المعلومات أينما كانوا ووقتما شاؤوا، والشركات التي تغفل أو تتغافل ذلك عليها أن تتحمل تبعات استياء عملائها، لاسيما ما يتصل بتنافسيتها". أندرو كالثروب ثم أضافت بالقول: "لكن في المقابل لابدَّ أن يرافق انتشار الخدمات السحابيَّة تطبيق سياسات بالغة الصرامة فيما يتصل بأمن المعلومات، فالحوسبة السحابيَّة من التقنيات الحديثة نسبياً ومازالت القوانين التي تحكمها في مرحلة بدائية مقارنة بالقوانين التي تحكم أنماط تخزين البيانات التقليدية، لذا لابد من أخذ الحيطة الكافية من الحوسبة السحابيَّة لأنها الأكثر عرضة للاستهداف". وكانت المؤسسة الاستشارية العالمية «آي دي سي» قد توقعت أن ينمو الإنفاق على الحوسبة السحابيَّة بالإمارات بمعدل نمو سنوي مركب قدره 43.7 بالمئة خلال الأعوام الخمسة المقبلة المنتهية في عام 2016. ووفقاً لمؤشر سيسكو العالمي، من المتوقع أن تسجل منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أكبر معدل نمو سنوي مركب في تدفق حركة الحوسبة السحابيَّة خلال الفترة من عام 2012 إلى عام 2017، إذ من المتوقع أن يبلغ 45 بالمئة. وفي هذه الأثناء، يسير سوق خدمات الحوسبة السحابيَّة العامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نحو تحقيق نمو قدره 21.3 بالمئة في عام 2014 ليبلغ ما مجموعه 620 مليون دولار أمريكي مقارنة بنحو 511 مليون دولار أمريكي خلال السنة الماضية وفق تقديرات «جارتنر»، المؤسسة الاستشارية العالمية المختصة في التقنية المعلوماتية. وفي سياق متصل، تتوقع «جارتنر» أن يتم إنفاق زهاء 4.7 مليارات دولار أمريكي على الخدمات السحابيَّة بالمنطقة خلال الفترة من عام 2014 إلى عام 2018، وستكون حصة عمليات الأعمال المقدَّمة كخدمة قرابة 1.3 مليار دولار أمريكي منها. بيد أن هذه التقنية المتسارعة لا تخلو من التحديات، لاسيما تلك المتصلة بأمن المعلومات والقوانين الناظمة والامتثال للتشريعات. ويقول الخبراء إن إقبال الشركات العاملة بدولة الإمارات العربية المتحدة على الخدمات السحابيَّة قد تأثر إلى حد ما بالهجمات الإلكترونية المتكررة وتواصل المخاوف بشأن الاختراقات، ما حدا بالشركات إلى اتخاذ تدابير استباقية للتصدي لتلك التحديات من أجل تحقيق الاستفادة المثلى من السحابة الافتراضية. وفي هذا الصدد، يقول أندرو كالثروب، الرئيس التنفيذي لدى «كوندو بروتيغو»: "عند الاستعانة بالأدوات الملائمة تسهم الحوسبة السحابيَّة بتعزيز انسيابية الأوجه المختلفة للأعمال والخدمات، وبإمكان الشركات أن تستفيد من هذه التقنية الافتراضية في تحسين مستويات رضا عملائها، والارتقاء بالأبعاد اللوجستية وتقليص التكلفة، وبالمثل، يمكن للمؤسسات والهيئات الحكومية أن تستفيد منها في تعزيز الخدمات العامة". وختم كالثروب قائلاً: "واليوم تدرك الشركات والمؤسسات المختلفة أهمية الحوسبة السحابيَّة وبدأت بتطبيق السياسات الصارمة لحماية أمن المعلومات، لذا نحن واثقون أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستكون خلال المرحلة المقبلة من بين أبرز بلدان العالم الأكثر استفادة من الحوسبة السحابيَّة وآفاقها اللامحدودة".