قام ملك إسبانيا فيليبي السادس بزيارة خاصة إلى المغرب بدعوة من العاهل المغربي محمد السادس استغرقت يومين وانتهت الثلاثاء الماضي. وبحسب المحللين السياسيين، فإن هذه الزيارة توضح رغبة البلدين في تجاوز فترة الجمود التي طبعت علاقتهما في الفترة الأخيرة بسبب بعض الخلافات السياسية، والتي كان على رأسها تعثر تجديد بروتوكول اتفاقية الصيد البحري بين الرباط والاتحاد الأوروبي، خاصة وأن إسبانيا هي الدولة الأكثر استفادة من هذه الاتفاقية على اعتبار أن 80 في الأسطول الأوروبي المسموح له بالصيد في المياه الإقليمية المغربية إسباني. وفي الفترة الأخيرة اندلعت ما سمي ب"أزمة الطماطم" بين البلدين بعد إقدام إسبانيا على تحريض الاتحاد الأوروبي على فرض شروط مجحفة في حق الصادرات المغربية من الخضر نحو البلدان الأوربية. هذه الخلافات الطارئة، وكذا القديمة مثل استمرار احتلال إسبانيا لمدينتي سبتة ومليلية وكذا الجزر الجعفرية ورفض فتح باب التفاوض حولهما، كانت دائما تشكل عامل مد وجزر في العلاقات بين البلدين الجارين، رغم أن إسبانيا تعتبر الشريك الاقتصادي الثاني للمغرب بعد فرنسا. لكن مع كل ذلك، تعتبر صحافة البلدين أن هناك عدة عوامل من شأنها أن تساعد على تطوير وتمتين العلاقة بين مدريدوالرباط ونزع فتيل أي خلاف طارئ بينهما. ولم تفوت وسائل الإعلام الإسبانية الفرصة للتذكير بالتحديات الإقليمية التي تواجه البلدين وتفرض عليهما التعاون الضيق، والمتمثلة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.