كانت سقطة كبيرة لبرنامج "واي فاي" يوم الأحد قبل الماضي الموافق للثامن من رمضان لقد كان مشهداً مؤلماً ومقززا!. في تلك الحلقة كان المشهد عبارة عن تقليد للكويتية فوزية الدريع، يتصل فيها زوج كانت شكواه من زوجته التي لا يجدها في الليل فهي شبه مختفية من نظره! ثم يفصح الزوج أن زوجته افريقية يعني سمراء اللون! ولذلك لا يستطيع أن يجدها في الظلام! وتقترح عليه المستشارة بعض الحلول الساذجة كأن يصبغ زوجته بلون فاتح ليراها! أو يضع على رأسها شمعة مضيئة الخ. دهشت جداً و تألمت من الفكرة التي هي فكرة عنصرية جداً جداً! ولا أريد أن أقول خاصة في شهر رمضان! ولكن في كل أيام السنة لا تصح ولا في أي سياق أو أي وقت! لا سيما ونحن ندعي أن العنصرية لا توجد بيننا!! وأن العنصرية ضد ذوي البشرة السمراء توجد في الغرب فقط! هذه الفقرة لو بثت في أي تلفاز غربي، لقامت الدنيا ولم تقعد! ولتم تغريم البرنامج والمحطة لبثها هكذا مادة!!. قريبا وفي شهر مايو الماضي، ثارت ضجة على مقدم برنامج "توب جير" المقدم البريطاني جيري كلاركسون. حيث كتبت صحيفة ميرور وكانت قد حصلت على تسجيل قديم له منذ سنوات عن تلفظ كلاركسون وبصوت خفيض لكلمة Negro أثناء غناء الأطفال في برنامجه! لاحظوا هنا أنه فقط همهم بالكلمة - والتي تعد اهانة لذوي البشرة السمراء- وإذا شاهدتم اللقطة ستضطرون لاعادتها لكي تتأكدوا من أنه نطقها!. هذه الكلمة حرم المجتمع البريطاني استخدامها وكادت أن تفقد كلاركسون وظيفته وحطت كثيرا من شهرته والى الآن تتم المطالبة بطرده من قناة البي بي سي! هذا رغم أن كلاركسون نشر مقطعا يعتذر فيه عن ما بدر منه ويطلب من الشعب البريطاني أن يغفر له!! وكانت تعليقات الصحف على الموقف أن حرف N أو النون بالعربي سيطيح بكلاركسون! فماذا نستطيع أن نقول عن ما شاهدناه في "واي فاي"!! وهو ليس مجرد كلمة! بل حوار طويل ومقزز مليء بالعنصرية!!. صراحة لم أشاهد أو أسمع في أي مادة إعلامية السخرية التي شاهدتها في هذا البرنامج! كيف تجرأ معدو البرنامج على بث هذه العنصرية؟ وكيف يخونهم التفكير في ما هو أكثر من مجرد صياغة نكتة؟ والحقيقة لم تكن مضحكة بقدر ما كانت مؤلمة! ولم تكن نكتة بل كانت سقطة قوية للبرنامج!. هناك عشرات من البرامج الفكاهية حول العالم والتي تفوق برنامج "واي فاي" في مدى جودتها وقدرتها فعلاً على رسم ابتسامة صادقة في نفوس وقلوب مشاهديها. كل هذه البرامج لم تعتمد على العنصرية في محتواها ولم تلجأ للإضحاك الرخيص المبتذل! يمكننا أن نسخر من سلوكيات خاطئة ومواقف مؤلمة ولكن لا يمكننا أن نسخر ونحاول الضحك على شيء لم يملك الإنسان في إيجاده أية إرادة أو قوة! فالله سبحانه هو الذي خلقنا بألوان وأشكال مختلفة!!. أعتقد أن على البرنامج تقديم الاعتذار لما بدر منه من خطأ وعنصرية لا تليق بنا كمسلمين! فأحسنكم عند الله أتقاكم!!