تعمل الكلى على تصفية الدم من الفضلات، كما تعمل على إفراز بعض الهرمونات بالإضافة إلى الحفاظ على توازن المواد الكيميائية في جسم الإنسان، ويواجه المرءُ مشاكلَ متنوِّعةً عندما تتوقَّف الكلى عن العمل لذلك يركز علاج الفشل الكلوي المزمن على التحكم بالمضاعفات، وذلك لعدم توفر دواء حتى الآن يمكنه إعادة وظائف الكلى لوضعها الطبيعي، بالإضافة إلى ذلك يهدف العلاج إلى منع استمرار الضرر. لأن ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري من أهم مسببات الفشل الكلوي ينصح المريض بالآتي: السيطرة على مستوى السكر في الدم لمرضى السكر عن طريق الأدوية والحمية والرياضة علاج ضغط الدم المرتفع وذلك عن طريق تجنب أو تخفيف الملح في الطعام، وتخفيف الوزن، والامتناع عن التدخين، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، ويهدف العلاج إلى تقليل ضغط الدم المرتفع ليكون أقل من (140/90)، ويحبذ علاج ضغط الدم المرتفع بمضادات الأنجيوتنسين مثل دواء الكابتوبرل (captopril) حيث أنها مفيدة جدا لمرضى الفشل الكلوي الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لأنها تخفض نسبة الزلال في البول وتبطئ من تلف الكلى الذي يسببه، ومن أهم الآثار الجانبية لهذه المجموعة من الأدوية أنها تؤدي إلى ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم لذلك ينصح بمتابعة المريض عند البدء بالعلاج مع تقليل الأغذية الغنية بالبوتاسيوم كالتمر والمكسرات وبعض أنواع الفاكهة مثل الموز والمشمش. في الحالات المتقدمة من المرض تزداد المضاعفات وذلك تبعا لنقص وظائف الكلى ويحتاج المريض إلى الأدوية التالية: أدوية التقليل من امتصاص الفوسفور: مثل كربونات الكالسيوم (Caltrate) التي ينبغي تناولها مع الطعام لأنها تتحد مع الفوسفور وتمنع امتصاصه من الوجبة، وقد توصف كربونات الكالسيوم لأجل زيادة الكالسيوم لذلك ينصح بتناولها بين الوجبات في هذه الحالة، وفي حالة عدم استجابة المريض لكربونات الكالسيوم قد يصف الطبيب دواء السيفيلامير (sevelamer) ويجب تناوله مع الطعام أيضاً، وينصح المريض بالتخفيف من الأغذية الغنية بالفوسفور ومن أبرزها منتجات الألبان مثل الأجبان بأنواعها واللبنة والقشطة. فيتامين د: يحصل الجسم على فيتامين (د) عن طريق التعرض لأشعة الشمس والغذاء ولكنه يكون بصورته غير الفعالة، وتقوم الكلى بتحويل فيتامين(د) إلى الصورة الفعالة ليستفيد منه الجسم في المحافظة على عظام صحية، ومع تدهور وظائف الكلى تتأثر هذه العملية بشكل ملحوظ، لذلك يحتاج المريض إلى فيتامين(د) (1,25-dihydroxyvitamin D3) الفعال ليؤدي دوره في الجسم وهو نفسه دواء الكالسيتريول (calcitriol) أدوية لخفض نشاط الغدد الجارات درقية: يزداد نشاط الغدد الجارات درقية بشكل ملحوظ لدى مرضى الفشل الكلوي بسبب هبوط مستوى الكالسيوم في الدم مما له التأثير السلبي على صحة العظام لأنها تقوم بسحب الكالسيوم من العظام للمحافظة على مستواه طبيعيا في الدم، ويساعد تناول فيتامين(د) على خفض هذا التأثير، وفي حالة عدم استجابة المريض لفيتامين (د) قد يحتاج الى دواء السيناكالست(cinacalcet) الذي يقلل من مستوى هرمون الغدد الجارات الدرقية. أدوية لعلاج فقر الدم: داخل عظام جسم الإنسان يوجد ما يسمى بنقي العظم ومن ضمن وظائفه أنه يعمل كالمصنع المنتج لكريات الدم الحمراء، ويتم تحفيز هذا الإنتاج عن طريق هرمون يفرز من الكلى يسمى الإريثروبويتين (erythropoietin)، ومرضى الفشل الكلوي المزمن لا ينتجون ما يكفي من هذا الهرمون مما يؤدي إلى انخفاض عدد كريات الدم الحمراء وبالتالي فقر الدم الذي يصاحب مرضى الفشل الكلوي، ويعطى للمريض هرمون الإيريثروبويتين وهو دواء الإبوتين الفا(Epoetin alfa) أو المعروف باسم الإبركس (Eprex)® بشكل حقن تحت الجلد، أو عن طريق الوريد أثناء الغسيل الدموي لمنع حدوث فقر الدم، وتوصف أيضاً أدوية الحديد إذا كان أقل من معدله الطبيعي في الجسم إما بشكل حبوب يتم تناولها عن طريق الفم أو بشكل محلول عن طريق الوريد للنقص الشديد. أدوية لارتفاع مستوى الحموضة في الدم: في الحالات المتقدمة يرتفع مستوى الحموضة بسبب تراكم الفضلات في الدم وعدم قدرة الكلى على التخلص منها، وفي هذه الحالة يوصف للمريض الصوديوم بايكاربونات (NaHCO3) لتخفيض مستوى الحموضة بالدم. على مرضى الغسيل الكلوي أو الذين يعانون من احتباس السوائل لديهم التحكم في كمية السوائل التي يشربونها وهي تشمل جميع السوائل وليس الماء فقط، وكمية السوائل المسموحة تحدد من قبل الطبيب أو أخصائي التغذية تبعاً لحالة المريض. إن الحل الأمثل لعلاج الفشل الكلوي هو زراعة الكلى من متبرع حي كأحد الأقارب أو متبرع متوفى، ولكن عند عدم توفر الكلية، لا بد من إجراء عمليات الغسيل مع الإنتظام على الأدوية والاهتمام بالغذاء. * قطاع الرعاية الصيدلية