حضر آلاف الأشخاص أمس في سريبرينيتسا مراسم أحياء الذكرى التاسعة عشرة للمجزرة التي راح ضحيتها مسلمون في المدينة الواقعة في شرق البوسنة، حيث دفن 175 من القتلى تم التعرف على جثثهم خلال عام. وقالت رامزة حسنوفيتش البالغة من العمر حوالى ستين عاما "هنا النهاية"، وهي واقفة أمام قبر حفر ليضم بقايا زوجها التي عثر عليها مؤخرا في مقبرة جماعية. وحفر قبران آخران بالقرب منه واحد لشقيقه والثاني لابن شقيقه. وقبل سنتين، حضرت هذه السيدة مراسم دفن ابنيها نهاد ومؤمن اللذين كانا يبلغان من العمر 16 و18 عاما على التوالي عند وقوع المجزرة. وقالت "هنا بيتي بين هذه القبور، آتي إلى هنا عندما أكون قادرة على ذلك، أتحدث إليهم وأدعو لهم". وفي النصب التذكاري للمجزرة في بوتوتشاري بالقرب من سريبرينيتسا، دفن رفات 175 من الضحايا بعد الصلاة عليهم. وبين هؤلاء الضحايا 13 قاصرا كانت تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما عند وقوع المجزرة التي وصفها القضاء الدولي بالإبادة. ووضعت النعوش التي لفت بالأخضر في حديقة النصب في حوالي 12 صفا بانتظار دفنها. وحتى اليوم دفن 6066 شخصا في مركز نصب بوتوتشاري قتلوا في المجزرة وتم التعرف على بقاياهم بعد انتشال العشرات من مقابر جماعية. وفي يوليو 1995 قبل بضعة أشهر من انتهاء الحرب في البوسنة (1992-1995) قتلت القوات الصربية البوسنية حوالى ثمانية آلاف رجل وفتى من المسلمين في سريبرينتسا في أكبر مجزرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.