استفاد المهاجم المخضرم ميروسلاف كلوزه على اكمل وجه من الفرصة التاريخية التي اتيحت امامه عندما التقى منتخب بلاده المانيا مع البرازيل المضيفة اذ تمكن من تحقيق ثأره من "سيليساو" فيليبي سكولاري ورد الاعتبار لبلاده و"المدفعجي" غيرد مولر وبطريقة قاسية تماما جدا لا بل مذلة الى اقصى الحدود. اراد مهاجم لاتسيو الإيطالي ان يعود مجددا الى ملعب "ماراكانا" الأسطوري لكي يخوض النهائي المقرر الأحد المقبل، وذلك بعد ان كانت زيارته "الرسمية" الأولى لهذا الملعب ناجحة الجمعة الماضي حيث خرج الألمان فائزين على جيرانهم الفرنسيين 1-صفر في الدور ربع النهائي في مباراة شارك فيها مهاجم بريمن وبايرن ميونيخ السابق اساسيا للمرة الأولى في نهائيات النسخة العشرين دون ان يتمكن من الوصول الى الشباك وتحطيم رقم البرازيلي رونالدو من حيث عدد الأهداف في العرس الكروي العالمي (15). "اريد العودة الى ماراكانا"، هذا ما قاله كلوزه الذي كان يبحث عن تحقيق ثأره من المنتخب البرازيلي الذي حرمه وبقيادة سكولاري بالذات من الفوز باللقب العالمي مع "ناسيونال مانشافت" عام 2002 بعد ان فاز "سيليساو" في تلك المباراة بثنائية لرونالدو. وسيعود كلوزه الى "ماراكانا" مجددا بعد ان اذل ورفاقه اصحاب الضيافة باكتساحهم 7-1 من اجل خوض النهائي الثامن في تاريخ مشاركات بلاده في النهائيات وبجعبته الرقم القياسي لأكبر عدد اهداف في النهائيات. وضع كلوزه نصب عينيه تحقيق "هدف سام" بإعادة الاعتبار لألمانيا واستعادة الرقم القياسي الذي خطفه منها رونالدو في معقلها عام 2006 بعد ان كان الرقم صامدا منذ 1974 باسم غيرد مولر. وهذا ما حصل في فورتاليزا في 21 الشهر الماضي عندما تمكن كلوزه وبعد دقيقتين فقط على دخوله ارضية الملعب من ادراك التعادل لبلاده 2-2 ضد غانا في الجولة الثانية من منافسات المجموعة السابعة، ليصبح على المسافة ذاتها من رونالدو الذي رفع رصيده الى 15 هدفا بعدما وصل الى الشباك في ثلاث مناسبات خلال مونديال المانيا 2006، ما سمح له بانتزاع الرقم القياسي من "المدفعجي" مولر. احتفظ مولر بالرقم القياسي منذ عام 1974 بعد ان سجل 14 هدفا في مشاركتين فقط، قبل ان يأتي "الظاهرة" رونالدو الى المانيا من اجل انتزاعه منه في عقر داره، لكن كلوزه الذي اثبت انه ما زال يتمتع بالحس التهديفي القاتل رغم انه يخوض مغامرته المونديالية الرابعة وهو في السادسة والثلاثين من عمره، قال "انا موجود من اجل المانيا" واعاد الرقم القياسي الى بلاده وبأفضل طريقة من خلال الفوز على البرازيل بالذات في الدور نصف النهائي. ما هو مؤكد، انه لم يخطر على بال البرازيليين يوما بأن الألمان سيأتون في يوم من الأيام الى بلدهم لاسترداد هذا "الحق" وبأي طريقة؟؟؟ بفوز تاريخي جعل البرازيليين ينسون تماما ما حصل معهم عام 1950 حين خسروا النهائي على ارضهم امام الأوروغواي. "الأمر الأهم بالنسبة لي هو الفوز في نصف النهائي والوصول الى النهائي. من البديهي اني سأكون سعيدا في حال حصولي على فرصة التسجيل"، هذا ما قاله كلوزه الذي اصبح اكبر هداف الماني في النهائيات (36 عاما و12 يوما) بعد تسجيله في مرمى غانا متفوقا على رودي فولر الذي كان يبلغ 34 يوما و80 يوما حين سجل امام بلجيكا في الثاني من تموز/ يوليو 1994. لقد حظي الهدف الذي سجله كلوزه في مباراة غانا بترحيب رونالدو الذي كتب في صفحته على موقع تويتر باللغتين الإنكليزية والألمانية: "اهلا وسهلا بك في النادي". سجل "ميرو" 5 اهداف في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ومثلها في مونديال المانيا 2006 عندما توج هدافا له، قبل ان يوقع 4 اهداف في النسخة الماضية، في جنوب افريقيا 2010 وهدف في النسخة الحالية. وقد تمكن "ميرو" الذي بدأ مسيرته الدولية عام 2001، حتى الآن من تحطيم الرقم القياسي بعدد الأهداف المسجلة مع المنتخب برصيد 71 هدفا في 136 مباراة، متقدما على غيرد مولر الذي سجل 68 هدفا لكن في 62 مباراة فقط، كما انه يحتل المركز الثاني من حيث اكثر اللاعبين مشاركة مع "ناسيونال مانشافت" خلف ماتيوس الذي خاض 150 مباراة من 1980 حتى 2000. كما اصبح كلوزه ثاني اكثر اللاعبين خوضا للمباريات في كأس العالم (23) على نفس المستوى مع الإيطالي باولو مالديني ولا يتقدم عليه سوى ماتيوس (25). كما حقق كلوزه رقما قياسيا آخر في هذا اليوم التاريخي لبلاده اذ اصبح اكثر لاعبا خوضا للمباريات في الأدوار الإقصائية من نهائيات كأس العالم (13) متقدما على ماتيوس ايضا والبرازيل كافو، وهو اصبح ايضا اول لاعب يشارك في اربع مباريات نصف نهائية في كأس العالم متفوقا على مواطنه اوفي سيلر الذي خاض ثلاثا. واصبح كلوزه على المسافة ذاتها من كافو من حيث عدد الانتصارات في كأس العالم (16 لكل منهما). ومن المستبعد ان يتمكن مهاجم لاتسيو من الوصول الى رقم قياسي آخر متمثلا بعدد المباريات الدولية بقميص بلاده (136 حاليا) والمسجل باسم ماتيوس (150). لكن هذا الرقم قد لا يعني كلوزه كثيرا اذا تمكن من المساهمة في قيادة بلاده الى اللقب العالمي للمرة الأولى منذ 1990 والخامسة في تاريخها واعادتها الى منصة التتويج للمرة الأولى منذ احرازها كأس اوروبا 1996. ومن المؤكد ان مهاجم فيردر بريمن وبايرن ميونيخ السابق يمني النفس بتعويض اخفاقات المتر الأخير، وهو يأمل توديع "مانشافت" بأفضل طريقة ممكنة حتى يقول عنه التاريخ إنه "العجوز" الذي ساهم في جعل ألمانيا البلد الأوروبي الوحيد الذي يتوج بطلاً للعالم في أميركا الجنوبية.