احتفل البرازيلي رونالدو وابناء بلده كثيرا عندما تمكنوا من انتزاع الرقم القياسي لعدد الاهداف في نهائيات كأس العالم من الالماني غيرد مولر ومن معقل "ناسيونال مانشافت" عام 2006، لكن لم يخطر على بالهم يوما بان الالمان سيأتون في يوم من الايام الى بلدهم لاسترداد هذا "الحق". وهذا ما حصل أول من أمس السبت في فورتاليزا عندما تمكن ميروسلاف كلوزه وبعد دقيقتين فقط على دخوله ارضية الملعب من ادراك التعادل لبلاده 2-2 ضد غانا في الجولة الثانية من منافسات المجموعة، ليصبح على المسافة ذاتها من رونالدو الذي رفع رصيده الى 15 هدفا بعدما وصل الى الشباك في ثلاث مناسبات خلال مونديال المانيا 2006، ما سمح له بانتزاع الرقم القياسي من "المدفعجي" مولر. احتفظ مولر بالرقم القياسي منذ عام 1974 بعد ان سجل 14 هدفا في مشاركتين فقط، قبل ان يأتي "الظاهرة" رونالدو الى المانيا من اجل انتزاعه منه في عقر داره، لكن كلوزه الذي اثبت انه ما زال يتمتع بالحس التهديفي القاتل رغم انه يخوض مغامرته المونديالية الرابعة وهو في السادسة والثلاثين من عمره، سيكون امام فرصة اعادته الى بلاده على الاقل اعتبارا من الجولة الثالثة الاخيرة من الدور الاول ضد امريكا. "لا يهمني اذا كنت العب منذ البداية او ادخل الى المباراة من مقاعد الاحتياط"، هذا ما قاله كلوزه الذي اصبح اكبر هداف الماني في النهائيات (36 عاما و12 يوما) متفوقا على رودي فولر الذي كان يبلغ 34 يوما و80 يوما حين سجل امام بلجيكا في الثاني من يوليو 1994، مضيفا: "كل المباريات مهمة و15 هدفا في 20 مباراة ليس بالانجاز السيء على الاطلاق". واضاف كلوزه الذي بقي على مقاعد الاحتياط ضد البرتغال (4-صفر)، "يفضل المرء ان يدخل الى المباراة ومنتخبه في المقدمة، فاذا تمكن منتخب مثل غانا من تحديد وتيرة المباراة، فسيكون الوضع صعبا دون شك. كانت المباراة اكثر حماوة من تلك التي خضناها ضد البرتغال". وقد حظي الهدف الذي سجله كلوزه في مباراة اليوم بترحيب رونالدو الذي كتب في صفحته على موقع تويتر باللغتين الانكليزية والالمانية: "اهلا وسهلا بك في النادي". من المؤكد ان كأس العالم 2014 المحطة الاخيرة لكلوزه مع المنتخب الالماني وهو عازم على الاستفادة منها على اكمل وجه، وهذا ما اكده قبل السفر مع "ناسيونال مانشافات" الى البرازيل، قائلا: "إذا حافظت على صحتي وبقيت فاعلا، ستكون كأس العالم 2014 نهاية مسيرتي مع المنتخب الوطني". وقد تمكن "ميرو" الذي بدأ مسيرته الدولية عام 2001، حتى الآن من تحطيم الرقم القياسي بعدد الاهداف المسجلة مع المنتخب (70 في 133 مباراة)، متفوقا على غيرد مولر بالذات (68 في 62 مباراة) ثم تمكن من تحقيق انجاز معادلة رقم رونالدو، لكن من المستبعد ان يتمكن مهاجم لاتسيو من الوصول الى رقم قياسي اخر متمثل بعدد المباريات الدولية بقميص بلاده (133 حاليا) والمسجل باسم لوثار ماتيوس (150). لكن هذا الرقم قد لا يعني كلوزه كثيرا اذا تمكن من المساهمة في قيادة بلاده الى اللقب العالمي للمرة الاولى منذ 1990 والخامسة في تاريخها واعادتها الى منصة التتويج للمرة الاولى منذ احرازها كأس اوروبا 1996. كان كلوزه قريبا جدا من التتويج مع بلاده وفي اكثر من مناسبة، اولها عام 2002 حين ساهمت اهدافه الخمسة بقيادة المانيا الى نهائي مونديال 2002 قبل ان تسقط في المتر الاخير امام البرازيل بالذات، ثم اضاف 5 اهداف اخرى في 2006 في المانيا حين وصل "مانشافت" الى نصف النهائي قبل ان ينتهي مشواره على يد ايطاليا التي توجت لاحقا في اللقب. وتكرر المركز الثالث مجددا في مونديال جنوب افريقيا 2010 الذي ساهم فيه باربعة اهداف مقابل خمسة لمواطنه توماس مولر، اضافة الى وصوله لنهائي كأس اوروبا 2008 (سجل هدفين) والدور نصف النهائي من كأس اوروبا 2012 (سجل هدفا واحدا). ومن المؤكد ان مهاجم فيردر بريمن وبايرن ميونيخ السابق يمني النفس بتعويض اخفاقات المتر الاخير والثأر من البرازيل التي حرمت بلاده من اللقب عام 2002، وهو يأمل ان يساهم في تحقيق ذلك بهدف اخر او اكثر، لتوديع "مانشافت" بافضل طريقة ممكنة حتى يقول عنه التاريخ انه "العجوز" الذي ساهم في جعل المانيا البلد الاوروبي الوحيد الذي يتوج بطلا للعالم في اميركا الجنوبية. مشاركة كلوزه في مونديال البرازيل حملت نكهة خاصة حتى قبل انطلاقها اذ احتفل بميلاده السادس في التاسع من يونيو الحالي اي قبل 3 ايام من انطلاق "العرس الكروي". قد لا يكون كلوزه بحجم نجومية الارجنتيني ليونيل ميسي، البرتغالي كريستيانو رونالدو، الانكليزي واين روني او الفرنسي فرانك ريبيري، لكنه على موعد مع التاريخ بعدما تفوق على عمالقة اللعبة مثل البرازيلي بيليه (12 هدفا) والفرنسي جوست فونتين (13 هدفا).