وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس الى سيول في زيارة دولة تستمر يومين يطغى عليها البرنامج النووي الكوري الشمالي وذلك على خلفية تهديدات ودعوات الى السلام وتجارب صواريخ في الشمال. واعطى شي في أول زيارة له الى شبه الجزيرة أولوية الى الجنوب وهي سابقة لرئيس صيني منذ عقدين تقريبا، مما يشكل دليلاً على مدى انزعاج الصين ازاء النظام الكوري الشمالي الذي لا يمكن التكهن بمواقفه. وقامت كوريا الشمالية في ما يبدو انه رد فعل على الزيارة، بتجربة اطلاق صاروخين قصيري المدى أول من أمس من ساحلها الشرقي كما تعهدت بمواصلة تجارب إطلاق الصواريخ الموجهة التكتيكية، قائلة إنها تمثل ممارسة بيونغ يانغ لحق الدفاع عن النفس ضد تهديدات الحرب من قبل الولاياتالمتحدة. وذكرت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء أن الوكالة المركزية الكورية للأنباء، وهي وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية، قد نقلت عن تعليقات للمتحدث باسم القوات الاستراتيجية للجيش الكوري الشعبي القول إنه "بصرف النظر عن مدى انتقاد الولاياتالمتحدة المحتمل لكوريا الشمالية، سوف تواصل (بيونغ يانغ) تجارب إطلاق الصواريخ الموجهة التكتيكية عالية الدقة، واستهداف أفراد العصابات الذين يحاولون إيقاع الأذى بنا". واجرى شي محادثات مع رئيسة كوريا الجنوبية بارك غوين-هي، ومن المتوقع صدور بيان مشترك بعد اللقاء، إلا أن خبراء يرون ان بكين يمكن ان تتردد في تشديد لهجتها ازاء نظام كيم جونغ اون ولا سيما على خلفية خشيتها من انهيار الاقتصاد في هذا البلد. وسيسعى شي الذي يرافقه وفد من كبار رجال الأعمال الصينيين إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع كوريا الجنوبية وهي شريكة تجارية رئيسية وسيعبر عن التزامه بإبرام اتفاق للتجارة الحرة لتعزيز علاقة تجارية قوية بالفعل إذ يبلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 230 مليار دولار سنويا. وقال شي في مقال نشرته صحف كوريا الجنوبية الكبرى أمس الخميس "يتعين على الصينوكوريا الجنوبية كجارتين مواجهة التحديات معا في البيئة الأمنية مع تقاسم الفرصة لتحقيق التنمية التي يقدمها السلام والاستقرار في المنطقة." وبعثت كوريا الشمالية بإشارات متضاربة خلال الأسبوع الماضي، واختبرت إطلاق صاروخين قصيري المدى في انتهاك للحظر الذي تفرضه الأممالمتحدة، وقالت إنها ستحاكم سائحين أمريكيين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الدولة. ونشرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) تعليقا أمس يقول إن سبب التوتر في شبه الجزيرة الكورية هو العداء بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة حليفة سيول الرئيسية. وقالت الرئاسة في كوريا الجنوبية إنه من المقرر أن توقع باك وشي أكثر من عشر وثائق مشتركة لتعميق التعاون بين البلدين، وأضافت أنهما من المقرر أن يناقشا الخطوات اللازمة لإنهاء برامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وإقامة سلام دائم على شبه الجزيرة الكورية. على صعيد متصل قررت اليابان أمس تخفيف العقوبات على كوريا الشمالية مع صدور تقرير جديد يظهر أن عددا من مواطنيها الذين اختطفتهم بيونجيانح قبل عقود ما زالوا أحياء. وسترفع اليابان الحظر على السفر من وإلى كوريا الشمالية وعلى حجم الاموال التي يمكن ان تحول او تدخل إليها دون إبلاغ السلطات اليابانية مسبقا. كما ستسمح بتلقي مرافئها اتصالات من السفن الكورية الشمالية في حال وجود حالات انسانية. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي- الذي جعل من معرفة مصير المخطوفين هدفا في مسيرته السياسية- إن تخفيف العقوبات "مجرد بداية وسنبذل كل جهد ممكن للتوصل إلى حل كامل لهذه المسألة."، وأشار إلى أن حكومة كوريا الشمالية اتخذت خطوة غير مسبوقة بتأسيس هيئة جديدة للتحقيق في مصير جميع المواطنين اليابانيين المخطوفين. وشددت اليابان على أن قرارها لا يعني أنها تحيد عن المسار الذي تسلكه الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية تجاه بيونغ يانغ.