يمتاز شهر رمضان في مدينة كانتربري الاسترالية غرب سيدني بطابع خاص تتميز به تلك المدينة عن غيرها حيث تأتي الأولى التي حظيت باستقطاب اغلب المهاجرين المسلمين في سيدني في بداية السبعينيات من القرن الماضي ويقع فيها اكبر المساجد الاسترالية فضلا عن عدد كبير من المصليات والمراكز والمكتبات والمدارس الإسلامية وغيرها. ويتمتع شارع هولدن ستريت بضاحية لاكمبا في المدينة بطابع شرقي وإسلامي مميز حيث تنتشر فيه المكتبات الإسلامية والعربية ومطاعم المأكولات الحلال والمقاهي الشرقية التي تسمى باسم البلدان العربية نفسها وتطلق الصحافة الاسترالية عليه اسم عاصمة الشرق الأوسط في استراليا حيث يحتفي فيه بشهر رمضان المبارك عبر كرنفال شعبي تقيمه البلدية سنويا بالتنسيق مع التجار وأصحاب المحلات في المنطقة طيلة ليالي شهر رمضان ويستمر من وقت الإفطار حتى أوقات السحور تتخلله نشاطات عدة مستقطبا المئات من الرواد من مختلف أنحاء سيدني واستراليا. ويشير تجار الشارع إلى أن إيقاع الحياة في هذا الشارع خلال شهر رمضان يبدو هادئا في أوقات النهار على غير عادته حيث أغلب المقاهي والمطاعم مقفلة باستثناء بعض محلات التسوق والحلويات التي تشهد حركة من المتسوقين لإعداد وجبات الإفطار. وما أن تبدأ ساعات الإفطار حتى تبدأ الحركة تنتعش بقوة وسط الشارع و تفتح محلات الألبسة وبسطات بيع الكعك والعصائر والحلويات والمشويات، والمقاهي حتى آذان الفجرلتستقبل الزبائن بعد انتهاء صلاتي العشاء والتراويح عارضة أنواع مختلفة من المأكولات والحلويات الشعبية، والعصائر المتنوعة من توت وليمون وخرنوب، والاهم من ذلك التمور ومشاوي لحوم الجمال حيث تعطي المهرجان طابع تقليدي رمضاني خاص. ويذكر عضو المجلس البلدي لمدينة كانتربري خضر صالح إن الأنشطة الرمضانية في هذا الشارع تقام منذ أكثر من 10 أعوام وقال إن البلدية منحت هذا العام أكثر من 40 تصريحا لإقامة بسطات وأكشاك المأكولات، حريصة مع التجار وأصحاب المحلات وأكشاك الأرصفة على توفير مستلزمات الصحة والسلامة العامة في الأكشاك والبسطات الموضوعة. ونحن سعيدين بالطابع التقليدي للأنشطة الرمضانية في هذا الشارع الذي يستقطب المئات من الزوار من كافة أنحاء سيدني كل عام مما يعود بفائدة اقتصادية وثقافية لأصحاب المحلات والسكان. وقال الطالب السعودي المبتعث لنيل درجة الدكتوراه في جامعة سيدني للتكنولوجيا حارث المهيدب إن الأجواء التي نعيشها في ليالي رمضان وسط الشارع بعد الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح تنقلنا إلى الأجواء الإسلامية الموجودة في ديارنا الأم، حيث إنها لا تخفف عنا مشاعر الغربة فقط بل تشعرنا بروحانية وسماحة الدين الإسلامي في بلاد الغرب ولا تؤثر فيه ألاف الأميال التي تبعدنا عن أوطاننا الإسلامية. وابان ماجد الافيوني وهو مهاجر لبناني وصاحب محل للحلويات في شارع هولدن ستريت أهمية شهر رمضان وإحياء لياليه وقال إن في هذا الشهر فرصة للتسويق والتعريف بالحلوى العربية للجاليات من مختلف الجنسيات التي تقصد هذا الشارع طيلة شهر رمضان وفرصة أيضا للتعريف بكرم الإسلام وتقاليده ومعانية ل غير المسلمين. حارث المهيدب خضر صالح أجواء رمضان بالشارع