ما إن يطل شهر الخير والبركة والعطاء بأيامه ولياليه، حتى تتحول الحياة في مختلف أنحاء المملكة وتتفرد بالروحانية التي تسمو وترتقي بها الأنفس عن متاع الحياة، إذ تشرع البسطات بالطائف بالانتشار في مختلف أسواق وطرقات المنطقة، حاملة معها مزيجا من الأكلات، والخضار، والعصائر التي تشهد إقبالا منقطع النظير من الأهالي. وتكتظ الأسواق الشعبية بمرتاديها الذين يفدون لها في مختلف الأوقات، فأسواق الخضار والفواكه ومحلات الحلويات والمطاعم تستقبل يوميا من بعد صلاة العصر وحتى أذان المغرب أعدادا كبيرة من الأهالي، فيما تستقبلهم الأسواق المركزية والأسواق الشعبية ومحلات بيع الملابس والعطورات والإكسسوارات وغيرها في الفترة المسائية التي تبدأ من بعد صلاة التراويح وحتى الساعات الأولى من الصباح. وأوضح محمد الزهراني أن لشهر رمضان الكريم العديد من العادات والتقاليد التي يتوارثها الآباء عن الأجداد، إذ يجتمع الأهل والأحبة على مائدة واحدة لتناول طعام الإفطار، مؤكدا أنها تزخر بالأكلات الشعبية وبعض المأكولات الممزوجة بعبق الماضي، في جو تسوده الألفة والمودة لتكريس التواصل وتوثيق الصلات بينهم في هذا الشهر الكريم. إلى ذلك، أفاد عبدالله ساعد أن اجتماع الأهل والأصدقاء والجيران على موائد الإفطار الرمضانية يزيد من التلاحم والتواصل فيما بينهم، مشيرا إلى أن السفرة التي تحضتنه ومجموعة من أصدقائه تكمل هذا العام 25 سنة.