تنطلق في دبي خلال نوفمبر المقبل فعاليات معرض "الخمسة الكبار الدولي للبناء والتشييد" في ضوء ازدهار ملحوظ يشهده قطاع البناء والتشييد في دولة الإمارات، التي يقول خبراء إنها تستعد للعودة بقطاع البناء والتشييد فيها إلى طاقته القصوى في العام 2014، وذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة عن إطلاق عدد من المشاريع الكبرى مع زيادة في الإنفاق على تنمية البنية التحتية الاجتماعية في البلاد. وكان تقرير صدر في أبريل الماضي عن شركة "فنتشرز الشرق الأوسط" بعنوان "استكشاف البيئة الاستثمارية القوية في الإمارات" قد قال إن المشاريع الجديدة في الدولة، إلى جانب تلك التي تمّت متابعة العمل فيها بعدما شهدت بعض التأجيل، سوف تواصل خلال العام الجاري دعم الصعود الذي شهده قطاع البناء والتشييد الإماراتي في 2013. وأشار التقرير من جهة أخرى إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات مهيّأ لتحقيق نمو قدره 4 بالمئة في 2014 ليصل إلى 404 مليارات دولار، صعوداً من 390 ملياراً في 2013، وذلك بدافع من الازدهار في قطاع البناء والتشييد وبدعم من قطاع النفط والغاز. وحدّد التقرير قيمة المشاريع بقطاع تشييد المباني في البلاد عند ما يقرب من 60 بالمئة من إجمالي المشروعات في قطاع البناء والتشييد كله، تليها قيمة مشاريع البنية التحتية، فمشاريع النفط والغاز، فمشاريع الطاقة والمياه، مشيراً إلى أن قيمة إجمالي مشاريع البناء الممنوحة في دولة الإمارات بلغت 38 مليار دولار في العام 2013. ومن المنتظر، وفقاً للتقرير، أن تصل قيمة المشاريع في العام الجاري إلى 46 مليار دولار. يُعتبر معرض "الخمسة الكبار" أكبر معرض دولي للبناء والتشييد في المنطقة، ومن المقرر أن يُقام بين 17 و20 نوفمبر في مركز دبي التجاري العالمي، وسيُنظم إلى جانبه كل من معرض "المصانع والآليات والمركبات" ومعرض "الشرق الأوسط للخرسانة"، علماً بأن دورته المرتقبة ستكون الكبرى في تاريخه الممتد طوال 35 عاماً، وفقاً لآندي وايت، مدير مجموعة الفعاليات في المعرض، الذي قال إن 98 بالمئة من زوار معرض العام الماضي ينوون العودة إلى دورة العام الجاري من الحدث الذي يستضيف مجموعة من العارضين الجدد المشاركين للمرة الأولى. وأضاف وايت: "أصبح معرض الخمسة الكبار أبرز مركز للمهنيين والمختصين العاملين في قطاع البناء والتشييد بالمنطقة، وهو يتيح المجال أمامهم للحصول على المنتجات الجديدة، واستكشاف أحدث الابتكارات، والمشاركة في ورش العمل والمؤتمرات التثقيفية بهدف تبادل المعرفة والتواصل مع الآلاف من اللاعبين الرئيسيين والعملاء المحتملين. وفي ضوء الصخب الكبير الذي بات يُحدثه قطاعا البناء والتشييد جرّاء العودة القوية للقطاع في المنطقة، فإننا واثقون من أن الدورة المقبلة من الحدث ستكون الكبرى والأهمّ على الإطلاق". يُعتبر معرض المصانع والآليات والمركبات (بي إم في لايف) ومعرض الشرق الأوسط للخرسانة، اللذان يقامان إلى جانب "الخمسة الكبار"، أهم الفعاليات الإقليمية المختصة بآليات الإنشاءات الثقيلة ومعدات المصانع ومركبات الإنشاءات والمركبات التجارية وآليات إنتاج الخرسانة. وتقدم المعارض الثلاثة منبراً شاملاً لكل ما يحتاجه قطاع البناء والتشييد في المنطقة. وشهد هذان المعرضان في 2013 نمواً بعدد الزوار بلغ 32 بالمئة مقارنة بالعام 2012، فيما تُبشّر التوقعات بحضور أكبر خلال الدورة المرتقبة، في وقت تسعى الشركات العاملة في مجالات المصانع الآليات والمركبات والخرسانة للاستفادة من مشاريع البناء والتشييد في قطاع البنية التحتية الإقليمي المزدهر. ومن المتوقع أن يزيد إنفاق دولة الإمارات على البنية التحتية على 300 مليار دولار بحلول العام 2030، وفقاً لتقرير صادر عن شركة الاستشارات المتخصصة في قطاع الضيافة "إتش في إس"، ويشمل ذلك توسعة الخط الأحمر بمترو دبي، وإنشاء مبانٍ جديدة في مطار آل مكتوم الدولي الذي افتتح حديثاً، وإنشاء تقاطعات على شارع الشيخ محمد بن زايد، وبناء مركز المعارض الجديد لاستضافة معرض "إكسبو الدولي 2020". أما على الصعيد الإقليمي فتواصل المملكة العربية السعودية تطوير مشاريع طرق وجسور وسكك حديدية لتعزيز بنيتها التحتية بتكلفة تقدر بنحو 77 مليار دولار. يُشار إلى أن المعرضين المتخصصين "المصانع والآليات والمركبات" و"الشرق الأوسط للخرسانة"، قد استضافا خلال دورتهما الثالثة المنصرمة 355 عارضاً من 32 دولة، وأكثر من 20 ألف زائر من أنحاء العالم.