فجأة قد تفقد حماسك للحياة.. وترضخ لتلك الدائرة المغلقة المتبلدة والتي عادة ما تستلب منك كل شيء متحرك ونابض..! هي الخيوط التي تمزقت ولم يبقَ منها إلا كما يُقال "شعرة معاوية" فهل بإمكانك أن تتركها ممدودة؟ ربما لتكون جسراً على طريق العودة إن رغبت في ذلك ذات يوم..! تكرار الأشياء.. وتداولها كل يوم يبعث على الملل..! ممارسة نفس ما تمارسه دون تغيير أو تنويع..أو ابتكار.. يفتح أبواب تلك الأزمة الحادة داخلك..! ربما لا تلاحظها في البداية أو تستشعرها.. وربما لا تلفت انتباه الآخرين.. أو حتى أحياناً تؤثر فيك.. لكن في المحصلة تفرض نفسها داخلك.. وتفرغك من إحساس الحماس أو الركض الحياتي..! لا شك أنك ستخضع لذلك العالم الرتيب والمألوف.. وستغرق في تفاصيله.. وستتحول إلى آلة خالية من المشاعر تماماً..! نصادف كثيرين تتحول حياتهم إلى نوع من التكرار.. والبرودة.. فيحتمون "بالصمت" حيث يجدونه الملجأ.. وآخرون يحتمون بالبرودة على اعتبار أن لا بديل لها.. ويتركون الماضي دون حساب.. والمستقبل دون بحث أو أمل..! ولكن هل من الضرورة أن تهتف باحثاً عن التغيير عندما تُحاصر بالملل.. والتكرار..؟ وهل عليك أن تستعيد حياتك التي فقدتها في زحمة هذا الركض اليومي المعتاد..؟ لاشك أن الوجود يعني الاستمتاع بالحياة.. بتفاصيلها.. بتغيرها.. وليس بمشاهدة الخيبة وفقدان التوازن.. والانسجام مع الإحباط على اعتبار أن لا بديل له..! ولكن كيف لك أن تعيش الحياة من داخل الحياة..؟ وأن تستعيد كل مراحل الحلم.. وألا تستجيب إلى غياب ثقتك بنفسك..؟ "بخطوات بسيطة يمكن للإنسان أن يستعيد حماسه تجاه الحياة كما يقول أحد الخبراء.. وأن يستعيد ثقته بنفسه.. متجاوزاً الملل.. والفشل.. والإحباط.. الخطوة الأولى.. من خلال تغيير وجهة نظرك في الفشل مثلا ًواعتباره خطوة فاصلة مع النجاح.. ثانياً.. انفتح على العالم إن كنت غاضباً ومحبطاً.. لا تحتفظ لنفسك بمشاعر سلبية.. اشرك صديقك أو والدتك أو أقرب الناس اليك في همومك.. عبر لهم عن ذاتك بصراحة دون خجل.. حتى تسمع رأيهم ونظرتهم لما تراه.. ثالثاً.. استوعب حقيقة الأمر الذي تعيشه.. وفكر بروية مع طرف آخر بشكل فعال ومن خلال أسئلة تبحث عن أجوبتها..! رابعاً.. راجع أهدافك.. ماذا لو كان سبب فشلك أو مللك يرجع الى إصرارك على الوصول إلى هدف بعيد المنال..؟ عليك بمراجعة معاييرك الخاصة.. والتعامل بواقعية في اختيار أهدافك..! خامساً.. احذر من اقتراف نفس الأخطاء مستقبلا ً.. حيث يتطلب منك تجاوز الأزمة الصبر.. وأن تقنع نفسك بأن ذلك كان خطوة إيجابية في حياتك.. وعليك أن تمنح نفسك الوقت الكافي.. وعدم التسرع حتى لا تعيد مرة أخرى إنتاج نفس المواقف التي أدّت بك إلى نفس الحالة..! أخيراً تظل مثل هذه الحالات أزمات طبيعية لبشر طبيعيين.. يحدث بين آن وآخر ذلك التصدع المعتاد في دواخلهم.. وتداهمهم تلك المطبات المفزعة.. ولكن دون أن تكون قادرة على استبقائهم لديها..! من السهل أن تصطدم بالحياة.. وتفشل.. وتملّ.. ولكن من الصعب أن تعبر ذلك الامتحان.. إلا إذا كنت تستوعب مفهوم المطبات.. وتحترم ما يدهشك.. وما يغضبك.. وما لا يثير اهتمامك..! لا غيوم تظل مقيمة.. ولا فراغ يمكنه أن يسجل حضوراً دائماً.. ولكن هناك إصغاء منك الى صوت تلك الظلال.. وقدرة على فهم ما يمكن أن تتكلف الحياة بسرده لك كل يوم..!