في مطلع هذا العام وتحديداً في الثاني من شهر محرم كتبت عن مطار الملك خالد الدولي بالرياض وقلت ان المطار كان صرحاً عمرانياً مميزاً وواجهة حضارية لمدينة متطورة هي مدينة الرياض، تميز من ناحية التصميم بتجانسه مع البيئة العمرانية والطبيعية لمدينة الرياض، إلا أن هذا المطار الذي تم إنشاؤه منذ أكثر من 30 عاماً لم يشهد أي عمليات تطوير أو تجديد عمراني لأي من صالاته أو مرافقه اللوجستية، بالإضافة إلى تدني مستوى الصيانة والتشغيل وكافة الخدمات الأرضية بالمطار بشكل ملحوظ. ولكن إنصافاً للجهد والتزاماً بأمانة الكلمة أردت أن أنقل حقيقة مايجري من أعمال ومشاريع تطويرية في أرض المطار حيث عدت من خارج المملكة قبل دخول شهر رمضان بيومين ووجدت روحاً جديدة في المطار وعملاً مستمراً في مشاريع تستهدف التجديد والتطوير العمراني لصالات المطار الحالية وأعمالاً إنشائية ضخمة لإنجاز الصالة رقم (5) الخاصة بالرحلات الداخلية. أيضاً هناك تحسن واضح في الجانب التشغيلي للمطار من حيث زيادة عدد الكاونترات المخصصة للجوازات والكاونترات المخصصة للأمتعة ووضع جسور جديدة للبوابات وزيادة بوابات تصعيد الركاب. وفي الجانب الاجتماعي فقد أبهجني كثيراً تبني إدارة المطار لبرنامج أصدقاء المطار ضمن دورها في المسؤولية الاجتماعية، الذي يستهدف التدريب الصيفي لطلاب المرحلة الثانوية وشغل وقت فراغهم من خلال إتاحة الفرصة لهم لمشاركة منسوبي المطار في مراقبة وتنظيم المرافق والخدمات المقدمة. هذا التطور الملموس في المطار يعززه أيضاً حصول المطار على المركز التاسع عالمياً ضمن قائمة أكثر مطارات العالم تحسنا في استطلاع الرأي الذي أجرته شركة سكاي تراكس المتخصصة في تقييم أداء وخدمات المطارات وتصنيفها. وبلاشك أن واقع المنافسة بين المطارات العالمية مازال يتطلب تقديم مزيد من المرافق والخدمات والمشاريع التطويرية وقد يكون ذلك من خلال سرعة تخصيص مطار الملك خالد الدولي وتحويله إلى شركة، والتوسع كذلك في إشراك القطاع الخاص في مشاريع المطار للرفع من كفاءة الخدمات المقدمة فيه. *متخصص في التخطيط العمراني